أعرب عضو الكنيست الإسرائيلي عميت هليفي، المنتمي لحزب الليكود وعضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، عن تشكيكه في جدوى العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة، مؤكّدًا أن الهجمات والتوغلات المتوقعة لن تؤدي إلى إخضاع حركة حماس أو القضاء عليها.

وفي تصريحات استند فيها إلى جلسات مغلقة للجنة، أشار هليفي إلى أن خطة "عربات جدعون" التي بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذها، حتى وإن نُفّذت بنجاح، لن تغيّر من واقع سيطرة حماس على الأرض والسكان، وكذلك خطوط المساعدات داخل القطاع.

وانتقد هليفي بشدة غياب استراتيجية واضحة لإحكام الحصار على غزة قبل التوغل البري، مشيرًا إلى أن تجاهل خطة بديلة طرحها عدد من كبار الجنرالات المتقاعدين يُظهر استمرار التخبط في إدارة الحرب، ويدفع الجيش ثمنه منذ أكثر من عشرين شهرًا.

جاءت تصريحات هليفي في سياق سجال حاد مع وزير الأمن يسرائيل كاتس، الذي اتهمه بترديد خطاب مشابه للقيادي اليساري يائير غولان، المعروف بانتقاداته الحادة للجيش والحكومة. وردّ كاتس باتهام هليفي بـ"الجهل بأساليب القتال الحديثة" وبـ"الافتراء على قادة الجيش".

من جانبه، رفض هليفي تلك الاتهامات، معتبراً أن كاتس يسعى لتضليل الرأي العام من خلال تصريحات "تفتقر إلى الحد الأدنى من الفهم الأمني"، وفق تعبيره.

وتأتي هذه الخلافات الداخلية في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن بدء مرحلة جديدة من عملياته البرية في شمال وجنوب غزة، كجزء من خطة "عربات جدعون" التي تشمل الإخلاء الكامل لمناطق القتال، واحتلالها وفرض سيطرة مستمرة عليها.

وكان المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) قد صادق مطلع مايو/أيار الجاري على تنفيذ الخطة، وبدأ الجيش في استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتنفيذ المهام التي يُتوقع أن تستمر لعدة أشهر، بمشاركة أربع فرق عسكرية رئيسية.