وتكرر المشهد سابقاً مع الصحفي أيمن الجدي ..

بعد ساعات من ولادة طفلته.. استشهاد الصحفي يحيى صبيح في مجزرة إسرائيلية بغزة

بي دي ان |

07 مايو 2025 الساعة 04:48م

الصحفي يحيى صبيح

استشهد الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح، الأربعاء، في مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقصف منطقة مكتظة بالمواطنين وتضم محلات وبسطات تجارية في شارع الوحدة بمدينة غزة.

 وفق حصيلة أولية، فإن هذه المجزره أسفرت عن استشهاد أكثر من 10 فلسطينيين وإصابة العشرات، وفق ما أفاد به مصدر طبي.

وجاء استشهاد صبيح، الذي يعمل بوكالة إخبارية محلية، بعد ساعات فقط من احتضانه مولودته الجديدة، حيث نشر على حسابه في منصة "إنستغرام"، صورة وهو يحملها بين ذراعيه.

ودون على الصورة: "نورت دنيتنا أميرة صغيرة، الحمد لله الذي أكرمنا بقدوم ابنتنا الغالية، جعلها الله من الذرية الصالحة وأقر بها أعيننا".

ووثقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه المجزرة، جثة صبيح وهو يرتدي ذات الملابس التي التقط فيها صورته مع مولودته الجديدة.

وفي قصة يحيى صبيح، كما في قصة أيمن الجدي  ، حرقة قلب ووجع كبير، حيث أحلام الشباب المبعثرة والمؤجلة للحظة انتهاء الحرب، ثم تأتي طائرات الاحتلال لتقتل الأمل في لحظة ولادة، تمامًا كتلك الولادة التي حدثت في لحظة رحيل الأب أيمن والمشهد في تكرار يومي.

وفق معطيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، يرتفع عدد الصحفيين الذين اغتالتهم اسرائيل بغزة منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 214.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن المكتب الحكومي بغزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 213 صحفيا منذ بدء الإبادة الجماعية، بعد استشهاد الصحفي نور الدين مطر عبدو في قصف على حي التفاح شرق غزة.

وقد شن الجيش الإسرائيلي غارة على الأقل على شارع الوحدة ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء  والجرحى.

والمنطقة المستهدفة مكتظة بالفلسطينيين حيث تضم عددا من المحال والبسطات التجارية التي يرتادوها المواطنون بشكل يومي.

وتداول ناشطون فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق مشاهد مروعة للحظة القصف الإسرائيلي على هذه المنطقة.

وأظهرت المشاهد جثثا ومصابين متناثرون في شارع الوحدة مضرجين بدمائهم، حيث هرع المواطنين وسط الدخان الكثيف الناجم عن القصف لمحاولة إنقاذ المصابين وانتشال القتلى.

وما زالت أعمال انتشال وإنقاذ القتلى والجرحى متواصلة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين وسط إدانات محلية وأممية ودون مواقف عملية لمنع تكرارها.

 

وتأتي هذه المجازر وسط سياسة تجويع ممنهجة تتبعها إسرائيل بحق فلسطيني القطاع، حيث تقول مراكز حقوقية وأممية ودول إن إسرائيل تستخدم المساعدات "سلاحا" ضد فلسطينيي غزة وورقة تفاوض للضغط على حركة حماس لإجبارها على القبول بشروطها.

ومنذ 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.