يوم الصحافة مجلل بالحزن

بي دي ان |

04 مايو 2025 الساعة 12:19ص

الكاتب
حل أمس السبت 3 أيار / مايو الحالي اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"، لتحيي عبره ذكرى اعتماد إعلان "ويندهوك" التاريخي الذي تم في اجتماع للصحافيين الأفارقة في 3 أيار / مايو 1991. وكان هدف هذا الإعلان تذكير الحكومات بضرورة احترامها لحرية الصحافة، كما ونصّ الإعلان على ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحافيين، أيضا يعتبر الثالث من أيار يوم لتأمل الصحفيين والاعلاميون في مختلف القضايا ذات الصلة بحرية واخلاقيات الصحافة، وتعزيز مكانة ودور السلطة الرابعة في الدول المختلفة، بعيدا عن تكميم الأفواه وكاتم الصوت أو القتل والاغتيال، وحرية وصولهم للمعلومة والحركة ونقل الحقيقة للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي في تغطية الاحداث المختلفة بموضوعية ونزاهة، ودون اسقاطات رغبوية.
وتحصص هيئة الأمم المتحدة هذا اليوم للاحتفاء بالمبادئ الأساسية، وتقييم حال الصحافة في العالم، وتعريف الشعوب في اصقاع الأرض كافة بانتهاكات حق الحرية في التعبير، والتذكير بالعديد من شهداء الكلمة الحرة، الذين واجهوا الموت أو السجن في سبيل القيام بمهاهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليومية.
ونحن نتحدث عن أهمية اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من مايو 2025، نقف أمام لحظة فارقة في تاريخ الصحافة العالمية، يجللها الحزن والموت والابادة الجماعية الإسرائيلية الأميركية على الشعب العربي الفلسطيني، حيث تم على مدار عام ونصف العام استشهاد 212 شهيدا من الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، وهو الرقم الأكبر في تاريخ الصحافة العالمية، وحيث لم يتجاوز عدد شهداء الصحافة في الحرب العالمية الثانية، التي استمرت 6 سنوات من عام 1939 الى 1945 لا يزيد عن 69 صحفيا، وفي حرب فيتنام التي استمرت اكثر من 20 عاما 63 صحفيا، وفي أوكرانيا التي مازالت متواصلة للعام الثالث بلغ عدد الضحايا من الصحفيين 17 صحفيا.
مما تقدم تسجل دولة الموت والابادة الجماعية الإسرائيلية تغولا وحشيا على الصحفيين الفلسطينيين فاق كل الحروب آنفة الذكر، وغيرها من الحروب السابقة واللاحقة في عمليات القتل والابادة للصحفيين والإعلاميين من مراسلين ومصورين ومحررين واداريين، ودمرت مكاتبهم ومؤسساتهم وكاميراتهم عن سابق تصميم وإصرار ووفق خطة منهجية بهدف إسكات صوتهم، وتحطيم كاميراتهم التي تنقل صور الموت والابادة للأطفال والنساء والشيوخ والابرياء عموما الذين سقط منهم حتى اللحظة الراهنة ما يقرب من ربع مليون انسان، والتعتيم على عمليات التدمير الهائل الذي استهدف نحو 90% من الوحدات السكنية والبنى التحتية، وتم قتل الشجر والحجر والانسان، وسممت الهواء، وقطعت الماء والغذاء والكهرباء والوقود عن أبناء الشعب الفلسطيني، وأعدمت كل معلم من معالم الحياة برعاية ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية في استباحة واضحة لحقوق الانسان، والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومعاهدات جنيف الأربع وكل المعاهدات الإنسانية، وخنقت الحريات وكممت الافواه، حيث لم يقتصر الامر عند حدود القتل والتدمير، بل لاحقت الصحفيين بالاعتقال والاقامات الجبرية والابعاد عن القدس العاصمة الفلسطينية. كما لاحقت المواطنين العاديين ممن عبروا عن الآمهم من فاجعة الإبادة في حدود فلسطين التاريخية بما في ذلك أبناء الشعب الفلسطيني من حملة الجنسية الإسرائيلية.
ولاحقت الديبلوماسيين وأعضاء البرلمانات في دول الاتحاد الأوروبي والأكاديميين والطلاب وكل صاحب رأي في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، الذين عبروا عن تضامنهم مع الشعب العربي الفلسطيني، ورفضوا الإبادة الجماعية التي تتم في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع العالم اجمع، ومنعت الوفود ولجان التحقيق الدولية والإعلاميين الأجانب من الدخول الى قطاع غزة لتغطية المجازر والمحارق الوحشية، ومارست البلطجة دون وازع أخلاقي أو قيمي أو قانوني.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة تقوم إسرائيل النازية ومن ورائها اميركا الشمالية بإبادة الصحافة، وخنق حرية الرأي والتعبير، والحؤول دون نقل صور الإبادة غير المسبوقة في تاريخ الصحافة العالمية، الامر الذي يتطلب من الاتحاد العالمي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل المنابر والاتحادات الإقليمية والدولية ومنظمة اليونيسكو ومجلس حقوق الانسان الاممي وهيئة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنائية الدولية كل من موقعه تحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني عموما والصحفيين والإعلاميين والاداريين الفلسطينيين خصوصا لحمايتهم، ووقف عمليات القتل المتعمد لهم ومحاكمة مجرمي الإبادة الجماعية الإسرائيليين من سياسيين وعسكريين وأمنيين، الذين وقفوا ومازالوا يقفوا في خنادق الإبادة للكلمة الحرة والنزيهة. فهل يفعلون؟
[email protected]
[email protected]