100 يوم كارثية
بي دي ان |
01 مايو 2025 الساعة 12:09ص

عندما تتلبس الانسان نزعة العظمة والنرجسية والطاوسية، لا يوقفه منطق او قانون، ولا تثنيه عن موقفه وقائع ومعطيات، ولا يقنعه علم في تغيير رأيه، ويصبح أسير "الأنا" المتضخمة، ولا يعطي اهتماما ل"نحن"، إن كان في نطاق الاسرة أو المدرسة، أو الجامعة، أو الحزب والمؤسسة، ويصبح متغطرسا ومتسلطا وفجا في العلاقة مع الآخر بغض النظر عن هويته وجنسه وما يمثل، ويزداد خطر أصحاب هذه النزعة، كلما زاد نفوذهم ومكانتهم في المواقع والمسؤوليات العامة التي يتولاها، وإذا حالف الحظ بعضهم في تولي مقاليد الحكومات والدول يهدد مصيرها، وينقلب على الدستور والقانون ومصالح البلاد والشعب الذي يقوده، وغالبا يصبح ديكتاتورا وفاشيا، وزعيم عصابة من المحابين والمنافقين والانتهازيين والممالئين له، كما في عصرنا الراهن بنيامين نتنياهو، رئيس الائتلاف الحاكم في إسرائيل، والنموذج الأبرز الرئيس الأميركي، دونالد ترمب.
وسأتوقف مجددا أمام ال100 يوم الأولى من ولاية الرئيس ال47 في الولايات المتحدة الأميركية، الذي احتفى أول أمس الثلاثاء 29 نيسان / ابريل الماضي في ولاية ميشيغان أمام أنصاره بإنجازاته خلالها، ومما قاله في خطابه الذي استمر 90 دقيقة بالمناسبة، إنه حقق "ما لم تحققه أي إدارة سابقة في تاريخ الولايات المتحدة." وأضاف "نحن هنا الليلة للاحتفال بأكثر الأيام المئة الأولى نجاحا في تاريخ الولايات المتحدة، والجميع يقول ذلك." ويقصد بالجميع، العصابة الملتفة حوله والمستفيدة منه، لكنه قّول جميع الاميركيين، وهنا الغرور اعماه، وكذب الحقائق واستطلاعات الرأي العديدة على تجربته خلال الفترة الوجيزة من حكمه المنفلت من كل عقال، واصفا الانتخابات التي جرت في تشرين ثاني / نوفمبر الماضي، بأنها "الأهم في تاريخ البلاد." لأنها منحته تصويتا استثنائيا نتيجة الادعاءات التي دغدغ فيها مشاعر الناخبين، وافترض ان ذلك التصويت منحه تفويضا للعبث بمصير البلاد والعالم، وأعتبر ان الثقة التي منحها الجمهور الأميركي له، بانها دائمة وثابته. مما دعاه لتكذيب نتائج استطلاعات الرأي العديدة، فقال "إنهم يجرون استطلاعات رأي مع عدد كبير من الديمقراطيين" مقابل "عدد أقل من الجمهوريين"، وتابع يقول "يقولون إن نسبة تأييد ترمب لا تتجاوز ال44%، وهي في الحقيقة ليست سيئة، ولكن حينما يتم التحقق منها ستجدها عند 60 أو 70%." في قلب واضح للحقائق.
وفي انقلاب واضح على الدولة العميقة في اميركا الشمالية، وجه رسالة "للبيروقراطيين" الذين وصفهم ب "الفاسدين وغير الاكفاء في الدولة العميقة"، وقال "أنتم مطرودون، ارحلوا من هنا، أنتم مطرودون"، أيعقل لرئيس يدعي أنه ديمقراطي يخاطب اركان دولته العميقة علنا وفي خطاب جماهيري بهذه اللغة اللا دمقراطية، لا بل العنترية والغبية في آن، والتي تعكس انه فاقد الاهلية. وأضاف "لقد أنهينا حرب اليسار الراديكالي على الطاقة الأميركية، أو قفنا حملتهم الشرسة على الفحم.. لدينا سياسة أسمها أحفر يا عزيزي أحفر." وقال "لقد بدأنا للتو، لم ترو شيئا بعد."
ومن تابع سياساته الإقليمية والدولية لاحظ بالعين المجردة، انه أحدث تحولات دراماتيكية خطيرة ضد الحلفاء المقربين من كندا والاتحاد الأوروبي وغيرهم، وقلب معايير الجيوسياسية العالمية، التي لم تتوقف عند حدود الرسوم الجمركية، وانما طالت مرتكزات السياسات الأميركية الاستراتيجية التاريخية، ليس على الصعيد الداخلي الأميركي، وانما على الصعيد العالمي، كونه يقف على رأس الإمبراطورية الأميركية الممسكة حتى الان بقرون العالم السياسية والاقتصادية والأمنية العسكرية، وفرض ثقافة عنصرية تقوم على شعار "اميركا أولا" مهددا مستقبل أميركا أولا والعالم ثانيا في حال ظل ممسكا بزمام الأمور في الولايات المتحدة.
وادعى ان سيصنع السلام في العالم، لكنه دفع العالم الى حافة الهاوية، ومازال العالم بأقاليمه المختلفة ومنابره الأممية يرتع في متاهة سياسات الرجل المتغطرس، تنهشه الازمات والحروب، ففي الشرق الأوسط يقف خلف الإبادة الجماعية على الشعب العربي الفلسطيني التي قادتها الإدارة السابقة، وتقودها ادارته، مع انه وعد بصناعة السلام، فكان سلامه التطهير العرقي للفلسطينيين من وطنهم الام، وبناء منتجع الريفيرا في الشرق، أي انه حول القضية السياسية وحقوق ومصالح الفلسطينيين الى ملف عقاري تجاري، ومنح حكومة حليفه الشبيه به، نتنياهو تفويضا لمواصلة الإبادة الجماعية، وسمح له (نتنياهو) بالتغول على لبنان وسوريا وغيرها من دول الإقليم، وقاد حربا على اليمن، وتغول على العرب من مصر الى دول الخليج العربي، دول وشعوب الأقاليم المختلفة، وعمق التناقضات مع جمهورية الصين العظيمة، ومع المكسيك وبنما والدنمرك وأوكرانيا وايران،
انها 100 يوم كارثية على اميركا والعالم أقطابا ودولا من العالم الثالث، واستباح بشكل مفرط المنابر الأممية جميعها، وعلى محكمتي العدل الدولية ومحكمة الجنائية الدولية. وزاد من اشعال الحرائق في العالم، حتى بات قاب قوسين أو أدنى على شفا حرب كونية كلاسيكية مدمرة. وعلى الاميركيين الذين صوتوا له أن ينقذوا الولايات المتحدة من الديكتاتور الجاثم فوق رؤوسهم قبل فوات الأوان.
[email protected]
[email protected]
وسأتوقف مجددا أمام ال100 يوم الأولى من ولاية الرئيس ال47 في الولايات المتحدة الأميركية، الذي احتفى أول أمس الثلاثاء 29 نيسان / ابريل الماضي في ولاية ميشيغان أمام أنصاره بإنجازاته خلالها، ومما قاله في خطابه الذي استمر 90 دقيقة بالمناسبة، إنه حقق "ما لم تحققه أي إدارة سابقة في تاريخ الولايات المتحدة." وأضاف "نحن هنا الليلة للاحتفال بأكثر الأيام المئة الأولى نجاحا في تاريخ الولايات المتحدة، والجميع يقول ذلك." ويقصد بالجميع، العصابة الملتفة حوله والمستفيدة منه، لكنه قّول جميع الاميركيين، وهنا الغرور اعماه، وكذب الحقائق واستطلاعات الرأي العديدة على تجربته خلال الفترة الوجيزة من حكمه المنفلت من كل عقال، واصفا الانتخابات التي جرت في تشرين ثاني / نوفمبر الماضي، بأنها "الأهم في تاريخ البلاد." لأنها منحته تصويتا استثنائيا نتيجة الادعاءات التي دغدغ فيها مشاعر الناخبين، وافترض ان ذلك التصويت منحه تفويضا للعبث بمصير البلاد والعالم، وأعتبر ان الثقة التي منحها الجمهور الأميركي له، بانها دائمة وثابته. مما دعاه لتكذيب نتائج استطلاعات الرأي العديدة، فقال "إنهم يجرون استطلاعات رأي مع عدد كبير من الديمقراطيين" مقابل "عدد أقل من الجمهوريين"، وتابع يقول "يقولون إن نسبة تأييد ترمب لا تتجاوز ال44%، وهي في الحقيقة ليست سيئة، ولكن حينما يتم التحقق منها ستجدها عند 60 أو 70%." في قلب واضح للحقائق.
وفي انقلاب واضح على الدولة العميقة في اميركا الشمالية، وجه رسالة "للبيروقراطيين" الذين وصفهم ب "الفاسدين وغير الاكفاء في الدولة العميقة"، وقال "أنتم مطرودون، ارحلوا من هنا، أنتم مطرودون"، أيعقل لرئيس يدعي أنه ديمقراطي يخاطب اركان دولته العميقة علنا وفي خطاب جماهيري بهذه اللغة اللا دمقراطية، لا بل العنترية والغبية في آن، والتي تعكس انه فاقد الاهلية. وأضاف "لقد أنهينا حرب اليسار الراديكالي على الطاقة الأميركية، أو قفنا حملتهم الشرسة على الفحم.. لدينا سياسة أسمها أحفر يا عزيزي أحفر." وقال "لقد بدأنا للتو، لم ترو شيئا بعد."
ومن تابع سياساته الإقليمية والدولية لاحظ بالعين المجردة، انه أحدث تحولات دراماتيكية خطيرة ضد الحلفاء المقربين من كندا والاتحاد الأوروبي وغيرهم، وقلب معايير الجيوسياسية العالمية، التي لم تتوقف عند حدود الرسوم الجمركية، وانما طالت مرتكزات السياسات الأميركية الاستراتيجية التاريخية، ليس على الصعيد الداخلي الأميركي، وانما على الصعيد العالمي، كونه يقف على رأس الإمبراطورية الأميركية الممسكة حتى الان بقرون العالم السياسية والاقتصادية والأمنية العسكرية، وفرض ثقافة عنصرية تقوم على شعار "اميركا أولا" مهددا مستقبل أميركا أولا والعالم ثانيا في حال ظل ممسكا بزمام الأمور في الولايات المتحدة.
وادعى ان سيصنع السلام في العالم، لكنه دفع العالم الى حافة الهاوية، ومازال العالم بأقاليمه المختلفة ومنابره الأممية يرتع في متاهة سياسات الرجل المتغطرس، تنهشه الازمات والحروب، ففي الشرق الأوسط يقف خلف الإبادة الجماعية على الشعب العربي الفلسطيني التي قادتها الإدارة السابقة، وتقودها ادارته، مع انه وعد بصناعة السلام، فكان سلامه التطهير العرقي للفلسطينيين من وطنهم الام، وبناء منتجع الريفيرا في الشرق، أي انه حول القضية السياسية وحقوق ومصالح الفلسطينيين الى ملف عقاري تجاري، ومنح حكومة حليفه الشبيه به، نتنياهو تفويضا لمواصلة الإبادة الجماعية، وسمح له (نتنياهو) بالتغول على لبنان وسوريا وغيرها من دول الإقليم، وقاد حربا على اليمن، وتغول على العرب من مصر الى دول الخليج العربي، دول وشعوب الأقاليم المختلفة، وعمق التناقضات مع جمهورية الصين العظيمة، ومع المكسيك وبنما والدنمرك وأوكرانيا وايران،
انها 100 يوم كارثية على اميركا والعالم أقطابا ودولا من العالم الثالث، واستباح بشكل مفرط المنابر الأممية جميعها، وعلى محكمتي العدل الدولية ومحكمة الجنائية الدولية. وزاد من اشعال الحرائق في العالم، حتى بات قاب قوسين أو أدنى على شفا حرب كونية كلاسيكية مدمرة. وعلى الاميركيين الذين صوتوا له أن ينقذوا الولايات المتحدة من الديكتاتور الجاثم فوق رؤوسهم قبل فوات الأوان.
[email protected]
[email protected]