هل ينقطع الحبل السري بين حماس وأرض العديد؟!

بي دي ان |

18 ابريل 2025 الساعة 12:18ص

المشرف العام
في الخامس من أغسطس العام الماضي، تحدث تقرير إسرائيلي عن قاعدة القوات الجوية الأمريكية في قطر، أنه يتم من خلالها التحكم في كافة التحركات الجوية في المنطقة بأكملها، وتضم المنطقة التي يسيطر عليها المركز 21 دولة- من شمال شرق أفريقيا والشرق الأوسط إلى وسط وجنوب آسيا، مضيفا: ويعمل المركز بمثابة الجهاز العصبي المركزي للحملة الجوية في الفضاء، ويقوم بتخطيط ومراقبة وتوجيه تنفيذ الطلعات الجوية، وتوفير الدعم الجوي القريب والضربات الجوية الدقيقة.
 
من هنا يتكشف لنا سبب تصريح مساعد وزير الداخلية الأمريكي السابق بقوله : إن قاعدة العديد الجوية في قطر كانت نقطة رئيسية لدعم الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة (صحيفة الشرق). 

ومن باب (الوجاهة) وفرض دورها ووجودها كلاعب أساسي ومتحكم في حرب غزة، ومن خلال سيطرتها على حركة حماس من خلال ( شنط المال ) التي كان يحملها السفير العمادي لحركة حماس طوال سنوات سيطرتها على قطاع غزة، فعلى مايبدو حاولت قطر ومازالت - إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بأهميتها كوسيط رئيسي بين إسرائيل وحماس في محاولة منها للعب دور أكبر من وزنها الحقيقي، ويأتي ذلك على حساب الدور المصري المعهود والمرحب به، كون قطر كانت ومازالت لاعب أساسي في تقسيم الدول ورعايتها لانقسامات سياسية ولربما دعم انقسام وانقلاب حركة حماس، والشواهد كثيرة، و(همسات العمادي) لخليل الحية القيادي في الحركة "نبغي هدوء" شاهد ملك أمام وسائل الإعلام كافة وعلى الهواء، والشواهد كثيرة. 

في ظل وجود قاعدة العديد الأمريكية ودورها الذي هي وجدت لأجله، وأمام تاريخ هذه الدولة الصغيرة التي تحاول لعب دور أكبر من حجمها، ومناورتها العسكرية مؤخرا مع الكيان حيث أجرت مناورات عسكرية في اليونان في الوقت الذي يذبح فيه الأطفال الفلسطينيين ويحرقوا ويبادوا، هل يعقل أن تبقى حركة حماس تتعامل مع قطر كمرجعيّة وحيدة؟! وهل يعقل أن تبقى حماس راهنة لقرار الحرب لأجندات فارسية وقطرية لهم مصالحهم مع الاحتلال مع وضوح كل الشواهد على ذلك؟! 

نحن أمام مشهد يجب فيه على حركة  حماس التفكير ألف مرة قبل أخذ المشورة من هكذا أنظمة لا تريد الخير لفلسطين، بل استوجب عليها مغادرة هذه الدول واللجوء لمنظمة التحرير الفلسطينية (بما لها وما عليها) والاتجاه نحو الكل الوطني وليس الجزء الوطني (وفق المصالح والأهواء) وكما صرحت أمس (حماس) أنها ستتشاور حول السلاح مع الفصائل، هذه العشر دقائق المتبقية لا وقت فيها لمجاملات على حساب الوطن والشعب الذي يتم تهجيره حالياً بهدوء، ولو أن موضوع السلاح الذي لم يحم الشعب من الإبادة ولم يمنع الإبادة، بل أنه خلال شهر كامل تقريبا ما بعد انتهاء الهدنة لم يصب ولم يقتل أي جندي إسرائيلي، ولم تتم أي مقاومة للاحتلال الذي صال وجال في كل محافظات غزة بهدوء، وقتل وحرق الخيام وأعدم ودفن المواطنين أحياء وأكثر من ذلك، إذا عن أي سلاح  نتحدث؟! وهل الفلسطيني عرف البندقية زمن حماس، على العكس فحماس جاءت متأخرة قياساً لحركات المقاومة الفلسطينية، بالتالي تفويتا لاستمرار الحرب والإبادة التي يتلكأ عبرها نتنياهو بالإمكان وضع مقترحات وسطية ومرنة بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية ومصر وهناك حتما مخارج، رغم أني شخصيا مازلت لا أرى سلاح حقيقي بمقدوري حماية الشعب الفلسطيني، بل ولا الحد من القتل، وأخشى ما أخشاه أن تكون أيضا رغبة وتوصية قطر أو إيران التي خذلت حركة حماس منذ اليوم الأول. 

في ظل حرب الإبادة التي يذهب ضحيتها يوميا عشرات الشهداء وأحيانا مئات الشهداء بخلاف الجرحى وموت المرضى والخسائر التي لا تحصى، يستوجب على حماس العودة للوراء عشر خطوات، وعدم الانجرار خلف تعنتها الذي لا تتضرر منه ولم يصب قياداتها وعائلاتهم بالخارج بأي أذى، والإستجابة الفورية لرائحة الدم والحرق في غزة والتخلي عن حكمها لغزة فوراً والحوار مع منظمة التحرير ومصر بخصوص موضوع السلاح، دون مقارنة المرحلة السياسية الحالية مع معارك في فترات سابقة، فهذه الحرب لها خصوصيتها ووحشيتها وعدد من آلاف الضحايا بل وتدمير شق عزيز على قلوبنا من وطننا وبدء مرحلة التهجير القسري ولا تهجير طوعي في ظل الواقع الكارثي، ولعل رسالة المواطنين أمس خلال تظاهراتهم في غزة (والتي على حماس احترام آراءهم وعدم ملاحقتهم، ورفض الشعب لتدخلات قطر أكبر دليل أن شعبنا الفلسطيني لديه ما يكفي من الوعي ليحدد من يكون ومن لا يجب أن يكون له أي طرف في قضيتنا وفي هذه الحرب بالذات". 

وبما أن الحديث عن السلاح، فعلى حركة حماس فتح قضية مقتل المواطن زكريا الجماصي الذي قتل قبل أيام وكشف القتلة الحقيقيين خلف هذه الجريمة البشعة، لندرك السلاح المتبقي في غزة فيم يتم استخدامه.