ثلاث مناسبات تاجها عيد الام
بي دي ان |
22 مارس 2025 الساعة 05:59م

أمس الجمعة 21 اذار / مارس 2025 حلت ذكرى ثلاث مناسبات هامة واساسية: اجتماعية وزمنية ووطنية، يتبوأ مكان الصدارة فيها عيد الام، رغم ان المناسبة ليست الاقدم بين المناسبات الثلاث، فمناسبة حلول فصل الربيع، او ما يطلق عليه أبناء الشعب الكردي عيد النيروز، وحولوه لعيد قومي، كما ان الفرس يحتفلون بعيد النيروز، لكن باعتباره عيدا للربيع، وأما المصريون فيطلقون عليه عيد شم النسيم، ويربطون بينه وبين عيد القيامة الكبير / الفصح المجيد عند اقباط مصر واتباع الديانة المسيحية الارثوذكس، ويحل في 21 نيسان / ابريل من كل عام، أي اليوم التالي للفصح المجيد، ويتزامن في الحسابات والمعايير المصرية مع عيد الربيع عندهم.
وبعيدا عن التفاصيل المتعلقة بعيد الربيع والنيروز وشم النسيم، فإن مناسبتي عيد الام والربيع تتداخلا بشكل جدلي عميق، حيث يرتبط عيد الام مع ولوج فصل يعيد للأرض بهجتها وألقها، وبهاءها، ويفرش سجادة خضراء على مساحة الوطن والكون، وتزهر الارض بألوان الطيف وقوس قزح من كل أنواع النباتات والاشجار، وتشع الزهور والورود والياسمين وسنابل القمح وازهار اللوز والفواكه عموما، ويعم الخير بين الشعوب، بعد فصلين من الجدب والشتاء والبرد والصقيع، وتسطع شمس ناعمة تحمل الدفء والأمان للشعوب. لذا جاء اختيار عيد الام متلازما مع عيد الربيع عاكسا عمق الترابط والتكامل بين العيدين، وعاكسا الادراك العميق لما بينهم من ميزات وخصال، كون الام تمثل ربيع كل اسرة، وهي ركيزة المجتمع الأساسية، وينبوع الحياة، وشجرتها الوارفة، وحاملة نورها وثمارها وأفرع اغصانها وعامود خيمتها.
للام في كل مكان من بقاع الأرض التحية والتقدير والثناء، لأنها عنوان العطاء والسخاء والوفاء، ومربية الأجيال، وصانعة الرجال، وبانية القيم، وركيزة الهمم، ووشاح البشرية الزاهي بألوان وعطر الربيع المتماوجة، فكلاهما الام والربيع عنوان الخصب، والحبور، والنهوض بالأرض والاسرة والمجتمع والحياة من جديد من كل عام، فالأم هي الربيع، والربيع هو الام. ولولا الأم ما كان للبشرية وجود، ولولا الربيع لما كانت الحياة خضراء ومتجددة، ولتصحرت الدنيا، ولجفت ينابيع التطور والابداع الإنساني، أو تأخر ارتقائها وحداثتها.
وفي عيد الام، أقف مترحما على روح والدتي، التي توفيت في الثامن عشر من رمضان عام 2011، وعلى أختي ام إسماعيل وأبنة اختي ابتسام، وحماتي وخالاتي وعماتي وجداتي ومن في مقامهن، ولكل نساء فلسطين في الوطن والشتات، اللاتي توافهن الله في أثناء الحروب او الاجتياحات والاقتحامات، وخاصة في زمن الإبادة الجماعية وللمناضلات اللواتي قدمن حياتهن دفاعا عن الثورة والوطن، وأنحني اكراما واجلالا لهن ولكل أسيرة من أسرى الحرية، اللواتي قدمن زهرة اعمارهن بين اقبية الزنازين وباستيلات العدو الصهيوني، وللأمهات المصابات بجروح، اللاتي تجرعن الموت الف مرة، وهن ينزحن من مكان لمكان، ويحملن اطفالهن وسط ظلام تيه الموت والفاجعة والابادة، ولكل أم فلسطينية وعربية مكلومة ام غير ذلك، لها الف تحية، لأنهن جميعهن رمز البقاء والعطاء والثبات على الأرض. وكل عام لزوجتي وابنتي وزوجات ابنائي ولأخواتي وبناتهن وزوجات اخوتي وابناءهم وبنات اخواتي وعماتي وجميع نساء فلسطين والعرب والعالم.
واما المناسبة الثالثة، وهي الوطنية، انها معركة الكرامة في 21 اذار / مارس 1968، التي شكلت مفصلا هاما، ومحطة نوعية في الكفاح الوطني التحرري الفلسطيني، وكونها عكست التلاحم الاخوي الأردني الفلسطيني، حيث امتزج الدم الأردني مع الدم الفلسطيني في معركة خالدة، وكان لأبطال الجيش الأردني دورا رياديا في تحقيق النصر، وذادوا عن تراب وطنهم الام الأردن، وعن اشقائهم الفدائيين الفلسطينيين المتلاحمين معهم في معركة بطولية واستراتيجية في سيرورة وصيرورة الثورة المعاصرة، التي رفعت وعززت دور ومكانة الشعب العربي الفلسطيني والقضية الوطنية، وأعادت الاعتبار للمسالة الفلسطينية السياسية، ورسخت دور المقاومة والكفاح المسلح، كشكل رئيسي للدفاع عن اهداف الثورة والشعب في المشهد الوطني والقومي العربي والعالمي، كونها فتحت أبواب الدنيا المغلقة امام قيادة الثورة المعاصرة لتتبوأ مركزاً متقدما في أوساط حركة التحرر العالمية، ومن ثم حاملة راية التحرر الوطني العالمي لاحقا، واسهمت في انتزاع عشرات القرارات الأممية لصالح الشعب والقضية والمشروع الوطني الفلسطيني، وأصلت للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب العربي الفلسطيني.
وما احوج الشعب الفلسطيني اليوم في ذكرى معركة الكرامة ال57، ومع استمرار الإبادة الجماعية الوحشية الإسرائيلية الأميركية للشهر ال18 الى الوحدة الوطنية، وطي صفحة التشرذم والانقلاب والاسود، وتخلي القوى الاسلاموية الانفصالية عن سياساتها المتناقضة مع المشروع الوطني، والاستجابة لإرادة الشعب من خلال الانضواء تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية واشتقاق برنامج سياسي وكفاحي واداري ولوجستي يستجيب لتحديات المرحلة، ويعزز مكانة المنظمة والدولة والحكومة في تولي مهامها في ارجاء الوطن الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، لقطع الطريق على المؤامرة الإسرائيلية الأميركية التي تستهدف تصفية القضية والشعب والكيانية الفلسطينية.
[email protected]
[email protected]
وبعيدا عن التفاصيل المتعلقة بعيد الربيع والنيروز وشم النسيم، فإن مناسبتي عيد الام والربيع تتداخلا بشكل جدلي عميق، حيث يرتبط عيد الام مع ولوج فصل يعيد للأرض بهجتها وألقها، وبهاءها، ويفرش سجادة خضراء على مساحة الوطن والكون، وتزهر الارض بألوان الطيف وقوس قزح من كل أنواع النباتات والاشجار، وتشع الزهور والورود والياسمين وسنابل القمح وازهار اللوز والفواكه عموما، ويعم الخير بين الشعوب، بعد فصلين من الجدب والشتاء والبرد والصقيع، وتسطع شمس ناعمة تحمل الدفء والأمان للشعوب. لذا جاء اختيار عيد الام متلازما مع عيد الربيع عاكسا عمق الترابط والتكامل بين العيدين، وعاكسا الادراك العميق لما بينهم من ميزات وخصال، كون الام تمثل ربيع كل اسرة، وهي ركيزة المجتمع الأساسية، وينبوع الحياة، وشجرتها الوارفة، وحاملة نورها وثمارها وأفرع اغصانها وعامود خيمتها.
للام في كل مكان من بقاع الأرض التحية والتقدير والثناء، لأنها عنوان العطاء والسخاء والوفاء، ومربية الأجيال، وصانعة الرجال، وبانية القيم، وركيزة الهمم، ووشاح البشرية الزاهي بألوان وعطر الربيع المتماوجة، فكلاهما الام والربيع عنوان الخصب، والحبور، والنهوض بالأرض والاسرة والمجتمع والحياة من جديد من كل عام، فالأم هي الربيع، والربيع هو الام. ولولا الأم ما كان للبشرية وجود، ولولا الربيع لما كانت الحياة خضراء ومتجددة، ولتصحرت الدنيا، ولجفت ينابيع التطور والابداع الإنساني، أو تأخر ارتقائها وحداثتها.
وفي عيد الام، أقف مترحما على روح والدتي، التي توفيت في الثامن عشر من رمضان عام 2011، وعلى أختي ام إسماعيل وأبنة اختي ابتسام، وحماتي وخالاتي وعماتي وجداتي ومن في مقامهن، ولكل نساء فلسطين في الوطن والشتات، اللاتي توافهن الله في أثناء الحروب او الاجتياحات والاقتحامات، وخاصة في زمن الإبادة الجماعية وللمناضلات اللواتي قدمن حياتهن دفاعا عن الثورة والوطن، وأنحني اكراما واجلالا لهن ولكل أسيرة من أسرى الحرية، اللواتي قدمن زهرة اعمارهن بين اقبية الزنازين وباستيلات العدو الصهيوني، وللأمهات المصابات بجروح، اللاتي تجرعن الموت الف مرة، وهن ينزحن من مكان لمكان، ويحملن اطفالهن وسط ظلام تيه الموت والفاجعة والابادة، ولكل أم فلسطينية وعربية مكلومة ام غير ذلك، لها الف تحية، لأنهن جميعهن رمز البقاء والعطاء والثبات على الأرض. وكل عام لزوجتي وابنتي وزوجات ابنائي ولأخواتي وبناتهن وزوجات اخوتي وابناءهم وبنات اخواتي وعماتي وجميع نساء فلسطين والعرب والعالم.
واما المناسبة الثالثة، وهي الوطنية، انها معركة الكرامة في 21 اذار / مارس 1968، التي شكلت مفصلا هاما، ومحطة نوعية في الكفاح الوطني التحرري الفلسطيني، وكونها عكست التلاحم الاخوي الأردني الفلسطيني، حيث امتزج الدم الأردني مع الدم الفلسطيني في معركة خالدة، وكان لأبطال الجيش الأردني دورا رياديا في تحقيق النصر، وذادوا عن تراب وطنهم الام الأردن، وعن اشقائهم الفدائيين الفلسطينيين المتلاحمين معهم في معركة بطولية واستراتيجية في سيرورة وصيرورة الثورة المعاصرة، التي رفعت وعززت دور ومكانة الشعب العربي الفلسطيني والقضية الوطنية، وأعادت الاعتبار للمسالة الفلسطينية السياسية، ورسخت دور المقاومة والكفاح المسلح، كشكل رئيسي للدفاع عن اهداف الثورة والشعب في المشهد الوطني والقومي العربي والعالمي، كونها فتحت أبواب الدنيا المغلقة امام قيادة الثورة المعاصرة لتتبوأ مركزاً متقدما في أوساط حركة التحرر العالمية، ومن ثم حاملة راية التحرر الوطني العالمي لاحقا، واسهمت في انتزاع عشرات القرارات الأممية لصالح الشعب والقضية والمشروع الوطني الفلسطيني، وأصلت للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب العربي الفلسطيني.
وما احوج الشعب الفلسطيني اليوم في ذكرى معركة الكرامة ال57، ومع استمرار الإبادة الجماعية الوحشية الإسرائيلية الأميركية للشهر ال18 الى الوحدة الوطنية، وطي صفحة التشرذم والانقلاب والاسود، وتخلي القوى الاسلاموية الانفصالية عن سياساتها المتناقضة مع المشروع الوطني، والاستجابة لإرادة الشعب من خلال الانضواء تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية واشتقاق برنامج سياسي وكفاحي واداري ولوجستي يستجيب لتحديات المرحلة، ويعزز مكانة المنظمة والدولة والحكومة في تولي مهامها في ارجاء الوطن الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، لقطع الطريق على المؤامرة الإسرائيلية الأميركية التي تستهدف تصفية القضية والشعب والكيانية الفلسطينية.
[email protected]
[email protected]