هل نحن على موعد مع فعل عربي مختلف؟!
بي دي ان |
24 فبراير 2025 الساعة 08:45ص

بعد أن أرجأ نتنياهو إطلاق سراح 600 فلسطيني السبت الماضي؛ والذي كان من المفترض أن يتم الإفراج عنهم وفق ترتيبات المرحلة الأولى للصفقة المبرمة بين إسرائيل وحركة حماس، رغم توصيات رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الذين أوصوا نتنياهو ببذل كل جهد لإتمام مفاوضات المرحلة الثانية أو تمديد المرحلة الأولى، يتضح من ذلك أن نتنياهو لايريد الوصول إلى المرحلة الثانية والتي ستكون عامل أساسي في زعزعة عرشه، وربما تصل لتفكيك الائتلاف الحكومي وهذا ما لا يحمد عقباه، ومالا يريد الوصول إليه.
لقد اعتادت حركة حماس للقيام باستعراضات متعددة مع كل عملية تسليم رهائن لإسرائيل، والتي كان آخرها حضور أسيرين إسرائيليين لحضور تسليم أسرى آخرين، وقد سبق ذلك في ذات المناسبة رفع صور نتنياهو "كمصاص دماء" إلى آخره من المشاهد التي شكلت على مايبدو استفزازا لنتنياهو على الصعيد الشخصي، "على الرغم من توجيه نصائح متعددة لحركة حماس من محللين وكتاب بضرورة تفويت أي فرصة بامكانها تعمل على تلكؤ نتنياهو، ومن ثم التوقف عن تنفيذ بنود الصفقة أو المماطلة، وهذا ماحدث فعلاً. والتي كان من تداعياته تأجيل أو إلغاء الإفراج عن الأسرى بعد صعودهم الحافلات مما شكل صدمة كبيرة للأسرى وذويهم وللشعب الفلسطيني عموماً.
نتنياهو المدعوم أمريكياً حد السماء، لم يفوت أي فرصة لإستغلالها لإضافة شروط جديدة إلى الصفقة، أو رفض تنفيذ المرحلة الثانية وتمديد المرحلة الأولى لإستعادة أكبر قدر ممكن من الأسرى الأحياء المحتجزين لدى حماس ومن ثم العودة للقتال مرة أخرى، للقضاء على ما تبقى من حركة حماس من وجهة نظره، مع العلم أن الحرب منذ البداية كانت ضد الشعب الفلسطيني ومدنه وبنيته التحتية بقصد انعدام مقومات الحياة وبالتالي الضغط على المواطنين باتجاه التهجير، وهذا المخطط منذ البداية، فخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة وطردهم إلى خارج وطنهم سواء إلى مصر أو الأردن أو غيرها من الدول لم يكن وليد اللحظة، وإنما إحدى الخطط الموجودة بأدراج البيت الأبيض والتي هي جزء من صفقة القرن الثانية، والتي يراد من خلالها تغيير ملامح الشرق الأوسط.
مصر تحركت بشكل عاجل لقطع الطريق على صفقة التهجير الترامبية، بوضع خطط "إعمار غزة" دون تهجير سكانها، مما أدى بها للتحرك عربياً واجتماع مع عدة دول خليجية مضافة لها الأردن لوضع خطة بديلة للتهجير؛ مقبولة فلسطينيا ودوليا، ولكن يؤخذ على هذا اللقاء العربي، إقصائه للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الشأن والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والذي يثير تساؤلات عدة وربما له دلالاته أيضاً، فهل هذا الغياب يعني غياب السلطة الفلسطينية في اليوم التالي للحرب؟!
هل سيكون لهذه الدول المجتمعة الدور الأساسي في إدارة قطاع قطاع غزة؟
هل لهذه الدول خلافا مع السلطة الفلسطينية حول قضايا رئيسة جعلها تستثني فلسطين من اللقاء الذي هو بالأساس لأجلها؟! هل هناك اتفاق مسبق بين مصر والسعودية من جانب، وبين السلطة الفلسطينية من جانب آخر وأن هنالك خطوطاً عريضة متفق عليها وإن لم تحضر ؟!
بكل الأحوال الفلسطينيون والعرب اليوم أمام تحديات جمة تفوق حالة الإرتخاء التي سادت المنطقة العربية على مدار عقود طويلة.
فلسطينيا: مازال الفلسطينيون في أسوأ مراحلهم وأكثرها ضعفاً وتشتتا رغم كل ما آلت إليه الأوضاع والتي استوجبت منذ سنوات رص الصفوف وترتيب البيت الفلسطيني ووضع برنامجا وطنيا متفق عليه، ولكن مع الأسف هذا لم يحدث ولا أعتقد أنه بقي متسع من الوقت لذلك، خاصة أنه لا بارقة أمل في ذلك.
عربياً: منذ الخريف العربي تحديداً، انشغلت الشعوب العربية بقضاياها وهمومها واستغلال الكيان الإسرائيلي وأميركا والغرب أيضاً لحالة الفوضى التي سادت في كل دولة، وزرعت خلاياها التخريبية من جانب واستمرت بسرقة ونهب المقدرات العربية والضغط عليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا من جانب آخر.
جميع هذه العوامل وهذا المشهد العربي المخلخل، يضع العرب جميعاً أمام خيارين، إما الاستسلام للضغط الصهيوأمريكي، والمعروفة أهدافه ومطامعه، أو وحدة موقف عربية وتشمل وحدة سياسية، إقتصادية، عسكرية، قومية، تعلن خلالها رفضها لكل مخططات التهجير الترامبية، والدفاع عن أراضيها وكرامتها ومصالح شعوبها، لأن الهدف ليس فلسطين وحدها وإنما حلم إسرائيل "دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات" بالتالي الكل العربي مستهدف. فهل يفاجئنا العرب بقوة موقف يقلب الطاولة؟ ويدركوا قيمة العنصر البشري والموارد الطبيعية التي لا تقدر والتي بإمكانها منحهم قوة ووحدة، وتغيير مجرى التاريخ الذي يرسمه لنا الغرب. ربما أيام قليلة وبعد القمة العربية التي ستعقد في الرابع من شهر مارس القادم، يكون لدينا إجابة وافية عما يدور في أذهاننا من تساؤلات، على أمل أن يكون هنالك فعل عربي جريء يشفي غليل كل الذين ظُلموا، وهُجروا، ودُفنوا أحياء.
لقد اعتادت حركة حماس للقيام باستعراضات متعددة مع كل عملية تسليم رهائن لإسرائيل، والتي كان آخرها حضور أسيرين إسرائيليين لحضور تسليم أسرى آخرين، وقد سبق ذلك في ذات المناسبة رفع صور نتنياهو "كمصاص دماء" إلى آخره من المشاهد التي شكلت على مايبدو استفزازا لنتنياهو على الصعيد الشخصي، "على الرغم من توجيه نصائح متعددة لحركة حماس من محللين وكتاب بضرورة تفويت أي فرصة بامكانها تعمل على تلكؤ نتنياهو، ومن ثم التوقف عن تنفيذ بنود الصفقة أو المماطلة، وهذا ماحدث فعلاً. والتي كان من تداعياته تأجيل أو إلغاء الإفراج عن الأسرى بعد صعودهم الحافلات مما شكل صدمة كبيرة للأسرى وذويهم وللشعب الفلسطيني عموماً.
نتنياهو المدعوم أمريكياً حد السماء، لم يفوت أي فرصة لإستغلالها لإضافة شروط جديدة إلى الصفقة، أو رفض تنفيذ المرحلة الثانية وتمديد المرحلة الأولى لإستعادة أكبر قدر ممكن من الأسرى الأحياء المحتجزين لدى حماس ومن ثم العودة للقتال مرة أخرى، للقضاء على ما تبقى من حركة حماس من وجهة نظره، مع العلم أن الحرب منذ البداية كانت ضد الشعب الفلسطيني ومدنه وبنيته التحتية بقصد انعدام مقومات الحياة وبالتالي الضغط على المواطنين باتجاه التهجير، وهذا المخطط منذ البداية، فخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة وطردهم إلى خارج وطنهم سواء إلى مصر أو الأردن أو غيرها من الدول لم يكن وليد اللحظة، وإنما إحدى الخطط الموجودة بأدراج البيت الأبيض والتي هي جزء من صفقة القرن الثانية، والتي يراد من خلالها تغيير ملامح الشرق الأوسط.
مصر تحركت بشكل عاجل لقطع الطريق على صفقة التهجير الترامبية، بوضع خطط "إعمار غزة" دون تهجير سكانها، مما أدى بها للتحرك عربياً واجتماع مع عدة دول خليجية مضافة لها الأردن لوضع خطة بديلة للتهجير؛ مقبولة فلسطينيا ودوليا، ولكن يؤخذ على هذا اللقاء العربي، إقصائه للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الشأن والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والذي يثير تساؤلات عدة وربما له دلالاته أيضاً، فهل هذا الغياب يعني غياب السلطة الفلسطينية في اليوم التالي للحرب؟!
هل سيكون لهذه الدول المجتمعة الدور الأساسي في إدارة قطاع قطاع غزة؟
هل لهذه الدول خلافا مع السلطة الفلسطينية حول قضايا رئيسة جعلها تستثني فلسطين من اللقاء الذي هو بالأساس لأجلها؟! هل هناك اتفاق مسبق بين مصر والسعودية من جانب، وبين السلطة الفلسطينية من جانب آخر وأن هنالك خطوطاً عريضة متفق عليها وإن لم تحضر ؟!
بكل الأحوال الفلسطينيون والعرب اليوم أمام تحديات جمة تفوق حالة الإرتخاء التي سادت المنطقة العربية على مدار عقود طويلة.
فلسطينيا: مازال الفلسطينيون في أسوأ مراحلهم وأكثرها ضعفاً وتشتتا رغم كل ما آلت إليه الأوضاع والتي استوجبت منذ سنوات رص الصفوف وترتيب البيت الفلسطيني ووضع برنامجا وطنيا متفق عليه، ولكن مع الأسف هذا لم يحدث ولا أعتقد أنه بقي متسع من الوقت لذلك، خاصة أنه لا بارقة أمل في ذلك.
عربياً: منذ الخريف العربي تحديداً، انشغلت الشعوب العربية بقضاياها وهمومها واستغلال الكيان الإسرائيلي وأميركا والغرب أيضاً لحالة الفوضى التي سادت في كل دولة، وزرعت خلاياها التخريبية من جانب واستمرت بسرقة ونهب المقدرات العربية والضغط عليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا من جانب آخر.
جميع هذه العوامل وهذا المشهد العربي المخلخل، يضع العرب جميعاً أمام خيارين، إما الاستسلام للضغط الصهيوأمريكي، والمعروفة أهدافه ومطامعه، أو وحدة موقف عربية وتشمل وحدة سياسية، إقتصادية، عسكرية، قومية، تعلن خلالها رفضها لكل مخططات التهجير الترامبية، والدفاع عن أراضيها وكرامتها ومصالح شعوبها، لأن الهدف ليس فلسطين وحدها وإنما حلم إسرائيل "دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات" بالتالي الكل العربي مستهدف. فهل يفاجئنا العرب بقوة موقف يقلب الطاولة؟ ويدركوا قيمة العنصر البشري والموارد الطبيعية التي لا تقدر والتي بإمكانها منحهم قوة ووحدة، وتغيير مجرى التاريخ الذي يرسمه لنا الغرب. ربما أيام قليلة وبعد القمة العربية التي ستعقد في الرابع من شهر مارس القادم، يكون لدينا إجابة وافية عما يدور في أذهاننا من تساؤلات، على أمل أن يكون هنالك فعل عربي جريء يشفي غليل كل الذين ظُلموا، وهُجروا، ودُفنوا أحياء.