أطفال غزة .. مزيج من الألم والأمل والحلم بغد أفضل
بي دي ان |
16 ديسمبر 2024 الساعة 12:30م

خاص- بي دي ان:
في غزة .. أصبح كل شيء مختلف، حتى الطفولة تحولت إلى رجولة، ولعل الصمود الأسطوري لأطفال غزة يكتب في سجلات البطولة والعز والشرف؛ بأنهم دافعوا عن طفولتهم وتحدوا ظروف الجوع والعطش والقتل والدمار؛ والنزوح والتشرد.
وبعد عام وأكثر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واستمرار الموت والقتل والدمار، وتشرد المئات ونزوح الآلاف، ما زال أطفال غزة في عنفوانهم؛ يحلمون بغد أفضل، يحاولون استثمار هذه الأيام البشعة بشيء مفيد؛ ولو بالحد الأدنى من اللهو واللعب والتعلم.
الخبيرة الاجتماعية والنفسية د. حكمت المصري قالت إن أكبر الخاسرين في هذه الحرب البشعة، هم الأطفال، الذين يُقتلون ويُيتمون ويشردون وينزحون، بل ويفقدون أطرافهم ويصابون بالعجز الجسدي والتشوهات والأمراض النفسية التي تدمر الطفولة وتزيد آلامهم.
وتضيف د. المصري أن مليون طفل داخل القطاع تعرضوا إلى كل صنوف الغدر والقهر ما بين استشهاد وإصابات أدت لإعاقات دائمة ونزوح وجوع وعطش وأمراض.
وتشدد على أن الصراع الأشد فتكا بالأطفال في الآونة الأخيرة خلال هذه الحرب، حيث يقتل نحو 160 طفلاً يومياً وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لافتةً إلى ضرورة دعم الطفولة في غزة من خلال الوسائل المتاحة إن كان باللعب أو اللهو أو التعلم عن طريق اللعب للخروج ولو بالحد الأدنى من الآثار السلبية التي ستعود عليهم.
ودعت إلى ضرورة التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ ما تبقى من أطفال القطاع الذين أصبحوا يعانون ويلات الحرب وآثارها النفسية والاجتماعية الخطيرة.
أما الطفلة غدير البنا (11 عاماً) تقول إنها نزحت أربع مرات منذ بداية الحرب على غزة، واستقرت أخيراً في حاصل بجانب منزل عائلتها المدمر، لكنها لم تستلم وعادت إلى مراجعة دروسها وكتبها التي أخرجتها من تحت الركام.
وتضيف البنا أنها وعائلتها نزحت بعد شهر من بدء الحرب إلى أحد مراكز الإيواء في المخيم، ثم إلى مدينة دير البلح، وبعد أن ساءت الأوضاع نزحت مرة أخرى إلى رفح، قبل أن تعود العائلة إلى مسقط رأسها في مخيم النصيرات، مؤكدةً أن لا أمان ولا استقرار في كل القطاع.
وتتابع "أخرجت كتبي وأحاول الآن مواصلة التعلم حتى وإن كان بمجهود ذاتي، فالمحتل هدفه الأساسي هو تجهيلنا ولن نحقق له هذا الهدف، "أدرس بمفردي وما يصعب علي ألجأ لوالديّ لشرحه لي وتوضيحه".
وتؤكد أن سلاح الفلسطيني هو العلم فقط، وإكمال المسيرة التعليمية المليئة بالنضالات، مشيرةً إلى أن الاحتلال دمر مئات المدارس، والباقي أصبح ملاجئ ومراكز إيواء للنازحين.
البنا تردف "أحلم كثيراً بعودة حياتنا الطبيعية وعودتنا إلى المدارس وانتظام الدراسة، وربما كثيراً ما يبدو لي أننا في حلم أو كابوس صعب لا يتوقف منذ قرابة ستة أشهر"، داعيةً الله أن تنتهي هذه الحرب المجنونة وتعود الحياة إلى طبيعتها وتجتمع بصديقاتها وزميلاتها في المدرسة".
من جانبها، تحاول الطفلة ندى هارون (13 عاماً) مواصلة حفظ كتاب الله عزوجل من خلال المتابعة الإلكترونية مع مركز التحفيظ الذي كانت منتسبة إليه قبل الحرب على غزة.
تقول هارون "استثمر الساعات الطويلة خلال اليوم في مراجعة ما أتممت حفظه قبل الحرب، وأحاول جاهدة مواصلة حفظ المزيد بعد التواصل مع المحفظة "جزاها الله خيراً" التي تعطينا من وقتها رغم الظروف القاسية والخطرة التي نعيشها جميعاً في غزة.
وتتابع "قبل الحرب كنت أحفظ سبعة من الأجزاء، اليوم أتممت حفظهم وأكمل في الجزء الثامن عليّ أستطيع تعويض ما فاتني بسبب ظروف الحرب وانقطاع الإنترنت وشبكة الاتصالات".
وتحاول بين الفينة والأخرى المتابعة مع المحفظة عبر "الواتس أب" من حيث القراءة الصحيحة وأحكام التلاوة والتجويد، ليكون الحفظ على أكمل وجه.
الطفلة هارون هي واحدة من بين العشرات اللواتي يتابعن التحفيظ في مركز عاتكة للقرآن الكريم والسنة النبوية بالمخيمات الوسطى في قطاع غزة؛ الذي أعاد فتح أبوابه عبر المنصات الإلكترونية "بسبب ظروف الحرب" لمتابعة الحلقات واستثمار أوقات الأطفال بشيء مفيد، وحتى يكون القرآن الكريم هو الملاذ والأمان الوحيد في ظل استمرار الحرب القاتلة في قطاع غزة.
من ناحيتها، تؤكد أم طارق جودة مدير مركز عاتكة أن الإقبال كبير على حلقات التحفيظ الإلكترونية التي أعادت فتح أبوابها، خاصة مع استمرار الحرب وعدم توقفها منذ أكثر من خمسة أشهر.
وتضيف "ترددت في بداية الأمر أن نفتتح الحلقات بسبب رداءة الإنترنت وصعوبة التواصل الإلكتروني مع الطالبات المنتسبات، لكن تساؤل الأهالي عن موعد الافتتاح وإعادة التحفيظ دفعني للاستمرار، حتى أن أعداد المنتسبات زاد وتضاعف عما كان عليه قبل الحرب.
وتلفت إلى أن الطالبات يتعطشن خلال الحرب، لحفظ المزيد من كتاب الله وسنة نبيه "صلى الله عليه وسلم" ما يبشر بالخير، ويؤكد بثبات القلوب واطمئنانها رغم كل الظروف القاهرة.
هذا، وتنتشر في غزة خلال الآونة الأخيرة حلقات تحفيظ القران الكريم داخل مراكز الإيواء في المدارس والمخيمات، كان من بينها مركزاً في مدرسة حسن سلامة الواقعة بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وتنتمي الطفلة إحسان أبو جزر (14 عاماً) إلى هذه الحلقة التي تؤكد من خلال انتسابها أن الحياة مستمرة في غزة، ويجب أن نتسلح بالإيمان والقرآن الكريم عله يكون مخرجاً لنا من هذه الحرب التي جاءت على كل شيء وقتلت الآلاف، وشردت الجميع.
تقول أبو جزر "أستثمر الوقت بحفظ القرآن، وأوازن بين الحفظ والدراسة، فنحن في هذا المركز نحاول متابعة التعلم رغم توقف الدراسة منذ اليوم الأول لهذه الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، وعدم وجود أفق أو حلول لإنقاذ العام الدراسي الذي بدا مجهولاً أمره.
وتضيف "لعل قراءة القران وحفظه وترديده ينقذنا مما نحن فيه، فالقرآن يثلج الصدور ويعطينا الاستقرار والطمأنينة في النفوس التي باتت قلقة من الحال الضنك في غزة".
كما ينتسب الطفل محمد بشير (11 عاماً) إلى مركز التحفيظ في مسجد أبو سليم بمدينة دير البلح الذي يتابع فيه المحفظين والمعلمين مع المنتسبين إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواكبة الحفظ والخروج بهم من الواقع الصعب الذي يعيشه القطاع ولو لساعات قليلة خلال الأسبوع.
ويوضح بشير أنه يتابع 3 مرات بالأسبوع ما يتم نشره عبر الجروبات الخاصة بالحلقة ويحفظ داخل المنزل ويرسل مقطعاً صوتياً بما تم حفظه، في حين يتابع معه المعلم ويرسل له الملاحظات الخاصة.
ويؤكد أن الهدف الأساسي من الانتساب إلى الحلقة هو إكمال المسيرة التي بدأها منذ سنوات في حفظ كتاب الله؛ خاصة في ظل الحرب التي توقفت فيها كل الحياة.
أما الطفلة إلين أبو علفة (12 عاماً) من مخيم النصيرات تعكف خلال أيام الحرب الطويلة على صنع الإكسسوارات من وسائل وأدوات بسيطة موجودة داخل كل منزل.
تقول أبو علفة "أشغل وقتي بين التعلم وحفظ القرآن وممارسة هوايتي في صنع الإكسسوارات من الخرز والحبوب"، مشيرةً إلى أنها بهذا الفعل تنسى ولو لساعات مشاعر الخوف والرعب من الحرب والقصف والدمار، خاصة وأن عائلتها تعرضت للقصف والإصابة والنزوح لمرات عديدة.
وتضيف "بأدوات بسيطة من الخيط والإبر والخرز المتوفر داخل البيت إن كان من المسابح وإن كان من الأزرار الموجودة بالملابس القديمة أو البالية، أصنع أساور وخواتم وسلاسل جميلة".
وتردف "في أيام هذه الحرب ومع نزوحنا مرات عديدة وشعورنا بالتوتر والقلق، أحاول إشغال وقتي بشيء جميل، خاصة أنني لا ألتقي بأي من صديقاتي أو زميلاتي في المدرسة، فهذه الحرب حرمتنا اللقاء وشردت الأغلب إلى مناطق مختلفة".
وتلفت إلى أنها تصنع ما تصنعه وتجمع هذه الإكسسوارات لتكون هي الأجمل في الأيام الصعبة التي تمر بها الطفولة في غزة، ولتكون هدايا جميلة لصديقاتها حين اللقاء بهم بعد الحرب".
حال هؤلاء الأطفال هو حال مليون طفل يعيشون في قطاع غزة، يعانون ويلات الحرب، لكن أحلامهم الوردية تدفع بهم إلى الاستمرار بالصبر والجَلَد، وبقاء الأمل المتجدد بغد مشرق وجميل تنتهي فيه الحرب القاسية.
وبعد عام وأكثر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واستمرار الموت والقتل والدمار، وتشرد المئات ونزوح الآلاف، ما زال أطفال غزة في عنفوانهم؛ يحلمون بغد أفضل، يحاولون استثمار هذه الأيام البشعة بشيء مفيد؛ ولو بالحد الأدنى من اللهو واللعب والتعلم.
الخبيرة الاجتماعية والنفسية د. حكمت المصري قالت إن أكبر الخاسرين في هذه الحرب البشعة، هم الأطفال، الذين يُقتلون ويُيتمون ويشردون وينزحون، بل ويفقدون أطرافهم ويصابون بالعجز الجسدي والتشوهات والأمراض النفسية التي تدمر الطفولة وتزيد آلامهم.
وتضيف د. المصري أن مليون طفل داخل القطاع تعرضوا إلى كل صنوف الغدر والقهر ما بين استشهاد وإصابات أدت لإعاقات دائمة ونزوح وجوع وعطش وأمراض.
وتشدد على أن الصراع الأشد فتكا بالأطفال في الآونة الأخيرة خلال هذه الحرب، حيث يقتل نحو 160 طفلاً يومياً وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لافتةً إلى ضرورة دعم الطفولة في غزة من خلال الوسائل المتاحة إن كان باللعب أو اللهو أو التعلم عن طريق اللعب للخروج ولو بالحد الأدنى من الآثار السلبية التي ستعود عليهم.
ودعت إلى ضرورة التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ ما تبقى من أطفال القطاع الذين أصبحوا يعانون ويلات الحرب وآثارها النفسية والاجتماعية الخطيرة.
أما الطفلة غدير البنا (11 عاماً) تقول إنها نزحت أربع مرات منذ بداية الحرب على غزة، واستقرت أخيراً في حاصل بجانب منزل عائلتها المدمر، لكنها لم تستلم وعادت إلى مراجعة دروسها وكتبها التي أخرجتها من تحت الركام.
وتضيف البنا أنها وعائلتها نزحت بعد شهر من بدء الحرب إلى أحد مراكز الإيواء في المخيم، ثم إلى مدينة دير البلح، وبعد أن ساءت الأوضاع نزحت مرة أخرى إلى رفح، قبل أن تعود العائلة إلى مسقط رأسها في مخيم النصيرات، مؤكدةً أن لا أمان ولا استقرار في كل القطاع.
وتتابع "أخرجت كتبي وأحاول الآن مواصلة التعلم حتى وإن كان بمجهود ذاتي، فالمحتل هدفه الأساسي هو تجهيلنا ولن نحقق له هذا الهدف، "أدرس بمفردي وما يصعب علي ألجأ لوالديّ لشرحه لي وتوضيحه".
وتؤكد أن سلاح الفلسطيني هو العلم فقط، وإكمال المسيرة التعليمية المليئة بالنضالات، مشيرةً إلى أن الاحتلال دمر مئات المدارس، والباقي أصبح ملاجئ ومراكز إيواء للنازحين.
البنا تردف "أحلم كثيراً بعودة حياتنا الطبيعية وعودتنا إلى المدارس وانتظام الدراسة، وربما كثيراً ما يبدو لي أننا في حلم أو كابوس صعب لا يتوقف منذ قرابة ستة أشهر"، داعيةً الله أن تنتهي هذه الحرب المجنونة وتعود الحياة إلى طبيعتها وتجتمع بصديقاتها وزميلاتها في المدرسة".
من جانبها، تحاول الطفلة ندى هارون (13 عاماً) مواصلة حفظ كتاب الله عزوجل من خلال المتابعة الإلكترونية مع مركز التحفيظ الذي كانت منتسبة إليه قبل الحرب على غزة.
تقول هارون "استثمر الساعات الطويلة خلال اليوم في مراجعة ما أتممت حفظه قبل الحرب، وأحاول جاهدة مواصلة حفظ المزيد بعد التواصل مع المحفظة "جزاها الله خيراً" التي تعطينا من وقتها رغم الظروف القاسية والخطرة التي نعيشها جميعاً في غزة.
وتتابع "قبل الحرب كنت أحفظ سبعة من الأجزاء، اليوم أتممت حفظهم وأكمل في الجزء الثامن عليّ أستطيع تعويض ما فاتني بسبب ظروف الحرب وانقطاع الإنترنت وشبكة الاتصالات".
وتحاول بين الفينة والأخرى المتابعة مع المحفظة عبر "الواتس أب" من حيث القراءة الصحيحة وأحكام التلاوة والتجويد، ليكون الحفظ على أكمل وجه.
الطفلة هارون هي واحدة من بين العشرات اللواتي يتابعن التحفيظ في مركز عاتكة للقرآن الكريم والسنة النبوية بالمخيمات الوسطى في قطاع غزة؛ الذي أعاد فتح أبوابه عبر المنصات الإلكترونية "بسبب ظروف الحرب" لمتابعة الحلقات واستثمار أوقات الأطفال بشيء مفيد، وحتى يكون القرآن الكريم هو الملاذ والأمان الوحيد في ظل استمرار الحرب القاتلة في قطاع غزة.
من ناحيتها، تؤكد أم طارق جودة مدير مركز عاتكة أن الإقبال كبير على حلقات التحفيظ الإلكترونية التي أعادت فتح أبوابها، خاصة مع استمرار الحرب وعدم توقفها منذ أكثر من خمسة أشهر.
وتضيف "ترددت في بداية الأمر أن نفتتح الحلقات بسبب رداءة الإنترنت وصعوبة التواصل الإلكتروني مع الطالبات المنتسبات، لكن تساؤل الأهالي عن موعد الافتتاح وإعادة التحفيظ دفعني للاستمرار، حتى أن أعداد المنتسبات زاد وتضاعف عما كان عليه قبل الحرب.
وتلفت إلى أن الطالبات يتعطشن خلال الحرب، لحفظ المزيد من كتاب الله وسنة نبيه "صلى الله عليه وسلم" ما يبشر بالخير، ويؤكد بثبات القلوب واطمئنانها رغم كل الظروف القاهرة.
هذا، وتنتشر في غزة خلال الآونة الأخيرة حلقات تحفيظ القران الكريم داخل مراكز الإيواء في المدارس والمخيمات، كان من بينها مركزاً في مدرسة حسن سلامة الواقعة بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وتنتمي الطفلة إحسان أبو جزر (14 عاماً) إلى هذه الحلقة التي تؤكد من خلال انتسابها أن الحياة مستمرة في غزة، ويجب أن نتسلح بالإيمان والقرآن الكريم عله يكون مخرجاً لنا من هذه الحرب التي جاءت على كل شيء وقتلت الآلاف، وشردت الجميع.
تقول أبو جزر "أستثمر الوقت بحفظ القرآن، وأوازن بين الحفظ والدراسة، فنحن في هذا المركز نحاول متابعة التعلم رغم توقف الدراسة منذ اليوم الأول لهذه الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، وعدم وجود أفق أو حلول لإنقاذ العام الدراسي الذي بدا مجهولاً أمره.
وتضيف "لعل قراءة القران وحفظه وترديده ينقذنا مما نحن فيه، فالقرآن يثلج الصدور ويعطينا الاستقرار والطمأنينة في النفوس التي باتت قلقة من الحال الضنك في غزة".
كما ينتسب الطفل محمد بشير (11 عاماً) إلى مركز التحفيظ في مسجد أبو سليم بمدينة دير البلح الذي يتابع فيه المحفظين والمعلمين مع المنتسبين إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواكبة الحفظ والخروج بهم من الواقع الصعب الذي يعيشه القطاع ولو لساعات قليلة خلال الأسبوع.
ويوضح بشير أنه يتابع 3 مرات بالأسبوع ما يتم نشره عبر الجروبات الخاصة بالحلقة ويحفظ داخل المنزل ويرسل مقطعاً صوتياً بما تم حفظه، في حين يتابع معه المعلم ويرسل له الملاحظات الخاصة.
ويؤكد أن الهدف الأساسي من الانتساب إلى الحلقة هو إكمال المسيرة التي بدأها منذ سنوات في حفظ كتاب الله؛ خاصة في ظل الحرب التي توقفت فيها كل الحياة.
أما الطفلة إلين أبو علفة (12 عاماً) من مخيم النصيرات تعكف خلال أيام الحرب الطويلة على صنع الإكسسوارات من وسائل وأدوات بسيطة موجودة داخل كل منزل.
تقول أبو علفة "أشغل وقتي بين التعلم وحفظ القرآن وممارسة هوايتي في صنع الإكسسوارات من الخرز والحبوب"، مشيرةً إلى أنها بهذا الفعل تنسى ولو لساعات مشاعر الخوف والرعب من الحرب والقصف والدمار، خاصة وأن عائلتها تعرضت للقصف والإصابة والنزوح لمرات عديدة.
وتضيف "بأدوات بسيطة من الخيط والإبر والخرز المتوفر داخل البيت إن كان من المسابح وإن كان من الأزرار الموجودة بالملابس القديمة أو البالية، أصنع أساور وخواتم وسلاسل جميلة".
وتردف "في أيام هذه الحرب ومع نزوحنا مرات عديدة وشعورنا بالتوتر والقلق، أحاول إشغال وقتي بشيء جميل، خاصة أنني لا ألتقي بأي من صديقاتي أو زميلاتي في المدرسة، فهذه الحرب حرمتنا اللقاء وشردت الأغلب إلى مناطق مختلفة".
وتلفت إلى أنها تصنع ما تصنعه وتجمع هذه الإكسسوارات لتكون هي الأجمل في الأيام الصعبة التي تمر بها الطفولة في غزة، ولتكون هدايا جميلة لصديقاتها حين اللقاء بهم بعد الحرب".
حال هؤلاء الأطفال هو حال مليون طفل يعيشون في قطاع غزة، يعانون ويلات الحرب، لكن أحلامهم الوردية تدفع بهم إلى الاستمرار بالصبر والجَلَد، وبقاء الأمل المتجدد بغد مشرق وجميل تنتهي فيه الحرب القاسية.