سقوط الأسد.. هل يعني بداية الاستقرار ؟! أم استراحة مقاتل؟!

بي دي ان |

09 ديسمبر 2024 الساعة 02:05م

المشرف العام
حين يسقط النظام.. يرفع الشعب رأسه عاليا.. هذا ما نجده في الأنظمة السياسية العربية على الأغلب، حين يسقط النظام؛ تسقط تماثيل ومجسمات لحكام لها عشرات السنوات جاثمة على قلوب المواطنين.. ويشعر المواطنون بنشوة الإنتصار على حاكمهم بل جلادهم. 

سقوط نظام بشار الأسد ابن الرئيس السابق الراحل حافظ الأسد والذي شهدت قبضته سجون وزنازين انتشرت في معظم أنحاء البلاد، وضمت مئات الآلاف من المعتقليين المدنيين المعارضين للنظام، وربما المدنيين الذين لا علاقة لهم بالنظام أو شبه النظام.
 
بشار الأسد الذي "توارث الحكم عن والده بعد تغيير الدستور ليتناسب مع الوريث الجديد والذي بدأ حكمه في (السابع عشر من يوليو 2000) ليصبح نسخة مكررة من نظام والده الفاشي والذي اعتمد على الانشقاقات والاغتيالات والمجازر والإعتقالات والشبح والتعذيب في سيرة سيئة الصيت والسمعة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال رصدها في سطور قليلة، بالكاد تشعر بالاشمئزاز من نظام ابنه بشار وعسكره الذي مارس أبشع الجرائم بحق أبناء شعبه. 

مشهد آلاف المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم من السجون السورية خاصة سجن (صيدنايا) هو مشهد تقشعر له الأبدان، حيث المعتقلين المدنيين الذين رزحوا في السجون عشرات السنوات، ومنهم من مات في ذات لحظة الإفراج دون اللقاء بأهله، قصص كثيرة تدمي القلوب، ومع ذلك لم تكن سورية الدولة الوحيدة التي يسقط فيها النظام وتمتلئ الشوارع والمدن بالزغاريد والتهاليل، وهذا من أكثر الأمور أسفا، حيث الحاكم بأمره يبدأ ممارسة شهوة السلطة والحكم، في اللحظات الأولى للبدء بحكمه، ويبدأ مشوار استعباد واستحمار واستحقار شعبه، دون أي مراعاة لحقوق الإنسان وحريات الرأي والتعبير، وربما يكون أقرب لتأليه الذات. 

ونحن نشاهد اليوم فرحة الشعب السوري الذي يستحق حياة كريمةط، ونشاهد مظاهر الفرح بانتصاره على دكتاتور العصر، نتلمس مستقبل سوريا الشقيق بحذر شديد، وخوف على عدم اكتمال الفرح، ففي هذه اللحظات لايجوز أن نغفل عن مطامع إسرائيل وأهدافها الاستراتيجية تجاه سوريا، وما بذله الأمريكان من سرقة قمح ونفط السوريين، وتجويعهم وتهجيرهم، لابد أن يبقى حاضراً في أذهاننا. 

سوريا جزء من حلم دولة إسرائيل الكبرى والمزعومة، كما أن هناك خوف كبير من خطر انزلاق المعارضة السورية بطبيعة التعاطي مع دولة الكيان وكأنها مساهمة محمودة في انعتاق الشعب السوري من نظام الأسد الطاغية، وما تصريحات البعض من المعارضة السورية وتوجيه رسائل ترحيبية بالكيان الفاشي للعيش بسلام معاً، لايمكن اعتبارها رسائل مقبولة ولا تخدم ولا ترضي الشعب السوري بالعموم. 

كما أن تصريحات صدرت أمس الأحد عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض تقول: إن الولايات المتحدة تعتزم "الإنخراط مع هيئة تحرير الشام" كمظلة لمجموعات معارضة متنوعة، بما يخدم مصلحة الأمن القومي الأمريكي. ونحن نعلم جيداً أن الأمريكان كلما تدخلوا بشأن دولة أفسدوها ونهبوها بل وعاثوا فيها فسادا، كما أن تصريحات هاليفي رئيس الأركان الإسرائيلي "بدءًا من الليلة سيقاتل الجيش داخل سوريا" ولهذه التصريحات أيضا مابعدها. 

ففرحنا لسوريا الشام لا يمنع خوفنا على مستقبل سوريا والشعب السوري من قادم الأيام، وأطماع المستعمرين القدامى الجدد.