كاريزما السنوار ورأسه اليابس!
بي دي ان |
19 أكتوبر 2024 الساعة 04:21ص

لا طالما سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على شخصية زعيم حركة حماس يحيى السنوار، وصوره للرأي العام الدولي على أنه شخص عنيد، صعب الطباع، لا يتراجع عن قراراته، وواثق من نفسه.
وتحدث الإعلام الإسرائيلي أن السنوار كان بإمكانه وقف الحرب منذ البدايات وتحديدًا عقب صفقة التبادل الناجحة والتي جرت في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 أي بعد أسابيع قليلة من أحداث السابع من أكتوبر.
وأيضًا ذكروا أنه كان بالإمكان عدم اجتياح مدينة رفح، التي دخلها الجيش الإسرائيلي مطلع آيار/ مايو الماضي، لو سارعت حماس بالرد على المقترح الأمريكي ولم تماطل، رغم أن من ماطل هو بنيامين نتنياهو ومجلسه المصغر، ولم يُشير هؤلاء إلى أن نتنياهو انقلب على صفقته وتهرب منها!
ولكن هل كان السنوار عنيدًا ونرجسيًا كما صوره الإسرائيليون لنا؟
الحقيقة أن بعض ما ذكروه صحيحًا، فالذي بمفرده يتحدى دبابة ومسيرة ومجموعة من الجنود المدججين، فهو مقاتل شجاع وعنيد، دون أن ننسى أنه في عامه الثاني بعد الستين.
رغم ضعف استخدامه للمصطلحات والمفردات والمرادفات، مقارنة بإسماعيل هنية على سبيل المثال؛ كان السنوار يخطف الأضواء من نظرائه في حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، فأنا لست محللًا نفسيًا، ولكن كان يحظى بقبول واسع بسبب بساطته، لأنه ربما من عامة الناس، ولا يلبس البدلات إلا ما ندر، ولم نراه بربطات العنق أبدًا.
وأضف أن المصطلحات البسيطة التي كان يستخدمها السنوار في أحاديثه الصحفية، كانت مانشيتات على واجهات صفحات وقنوات الإعلام العربي والدولي، وهنا كانت الكاريزما التي تُميّز الرجل، لذلك كان يتشبه بالزعيم ياسر عرفات في طريقة كلامه ولباسه، وكان يمجد كثيرًا أبو عمار رغم رفضه لاتفاقية أوسلو مثلًا.
خلال فترة عملي بمؤسسة دنيا الوطن، كنت أغطي بشكل يومي مستجدات ملف المصالحة بين فتح وحماس، ومستجدات ملف الانتخابات التي أُلغيت لاحقًا، وكنت دائم التواجد في مقر السنوار وسط مدينة غزة، ورغم وجود قيادات مثل إسماعيل هنية وخليل الحية وأحمد حلس وجميل مزهر وغيرهم؛ إلا أن الصحفيين وأنا منهم كنا ننتظر خروج شخص واحد وهو السنوار، لعلمنا أن كل حرف سينطق به سينتشر كالنار في الهشيم، وهذا ما كان يحدث.
ولأكون منصفًا، فإن أحاديث الدكتور محمود الزهار هي أيضًا كانت تحظى بمتابعة كبيرة أكثر من الآخرين، لعلمنا كصحفيين أنه لا يُجامل ولا يتجمل وسيتحدث بصوت حماس الحقيقي، لذلك كان أكثر قائد أجريت معه لقاءات.
أعجبني ما قاله المحلل السياسي نبيه عوادة، وهو ناشط شيوعي لبناني، سُجن مع السنوار في عسقلان بين عامي 1991 و1995، حيث وصف السنوار بأنه "صلب العقيدة وقوي العزيمة، وأعند من نتنياهو، ورأسه مثل الحجر"،
عوادة ذكر أيضًا أن "وجه زعيم حماس كان يتلألأ فرحًا كلما سمع عن هجمات ضد الإسرائيليين من حماس أو حزب الله، فبالنسبة للسنوار الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هو طريق المقاومة"، متابعًا: "السنوار كان "ديناميكيًا وكاريزماتيًا جدًا" وكان له تأثير على كل الأسرى حتى على الذين لم يكونوا إسلاميين أو متدينين".
وفي نهاية هذا المقال، أقول إنه بات أقرب من أي وقت مضى كتابة فصول نهاية الحرب في غزة، وأيضًا لبنان، فما يحدث الأن هو إعادة بلورة لاتفاق تهدئة بصياغة أمريكية، يحظى بقبول إسرائيلي، وبموافقة حمساوية، تُمهِد لعودة السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون قطاع غزة من جديد.
هذا الإعلان لن يتأخر، لربما بعد أسابيع قليلة ندخل مرحلة اليوم التالي، وبرأيي حماس أضحت خارج هذا اليوم، باتفاق مع حركة فتح ومصر وقطر، ولو بشكل "غير معلن".
وتحدث الإعلام الإسرائيلي أن السنوار كان بإمكانه وقف الحرب منذ البدايات وتحديدًا عقب صفقة التبادل الناجحة والتي جرت في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 أي بعد أسابيع قليلة من أحداث السابع من أكتوبر.
وأيضًا ذكروا أنه كان بالإمكان عدم اجتياح مدينة رفح، التي دخلها الجيش الإسرائيلي مطلع آيار/ مايو الماضي، لو سارعت حماس بالرد على المقترح الأمريكي ولم تماطل، رغم أن من ماطل هو بنيامين نتنياهو ومجلسه المصغر، ولم يُشير هؤلاء إلى أن نتنياهو انقلب على صفقته وتهرب منها!
ولكن هل كان السنوار عنيدًا ونرجسيًا كما صوره الإسرائيليون لنا؟
الحقيقة أن بعض ما ذكروه صحيحًا، فالذي بمفرده يتحدى دبابة ومسيرة ومجموعة من الجنود المدججين، فهو مقاتل شجاع وعنيد، دون أن ننسى أنه في عامه الثاني بعد الستين.
رغم ضعف استخدامه للمصطلحات والمفردات والمرادفات، مقارنة بإسماعيل هنية على سبيل المثال؛ كان السنوار يخطف الأضواء من نظرائه في حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، فأنا لست محللًا نفسيًا، ولكن كان يحظى بقبول واسع بسبب بساطته، لأنه ربما من عامة الناس، ولا يلبس البدلات إلا ما ندر، ولم نراه بربطات العنق أبدًا.
وأضف أن المصطلحات البسيطة التي كان يستخدمها السنوار في أحاديثه الصحفية، كانت مانشيتات على واجهات صفحات وقنوات الإعلام العربي والدولي، وهنا كانت الكاريزما التي تُميّز الرجل، لذلك كان يتشبه بالزعيم ياسر عرفات في طريقة كلامه ولباسه، وكان يمجد كثيرًا أبو عمار رغم رفضه لاتفاقية أوسلو مثلًا.
خلال فترة عملي بمؤسسة دنيا الوطن، كنت أغطي بشكل يومي مستجدات ملف المصالحة بين فتح وحماس، ومستجدات ملف الانتخابات التي أُلغيت لاحقًا، وكنت دائم التواجد في مقر السنوار وسط مدينة غزة، ورغم وجود قيادات مثل إسماعيل هنية وخليل الحية وأحمد حلس وجميل مزهر وغيرهم؛ إلا أن الصحفيين وأنا منهم كنا ننتظر خروج شخص واحد وهو السنوار، لعلمنا أن كل حرف سينطق به سينتشر كالنار في الهشيم، وهذا ما كان يحدث.
ولأكون منصفًا، فإن أحاديث الدكتور محمود الزهار هي أيضًا كانت تحظى بمتابعة كبيرة أكثر من الآخرين، لعلمنا كصحفيين أنه لا يُجامل ولا يتجمل وسيتحدث بصوت حماس الحقيقي، لذلك كان أكثر قائد أجريت معه لقاءات.
أعجبني ما قاله المحلل السياسي نبيه عوادة، وهو ناشط شيوعي لبناني، سُجن مع السنوار في عسقلان بين عامي 1991 و1995، حيث وصف السنوار بأنه "صلب العقيدة وقوي العزيمة، وأعند من نتنياهو، ورأسه مثل الحجر"،
عوادة ذكر أيضًا أن "وجه زعيم حماس كان يتلألأ فرحًا كلما سمع عن هجمات ضد الإسرائيليين من حماس أو حزب الله، فبالنسبة للسنوار الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هو طريق المقاومة"، متابعًا: "السنوار كان "ديناميكيًا وكاريزماتيًا جدًا" وكان له تأثير على كل الأسرى حتى على الذين لم يكونوا إسلاميين أو متدينين".
وفي نهاية هذا المقال، أقول إنه بات أقرب من أي وقت مضى كتابة فصول نهاية الحرب في غزة، وأيضًا لبنان، فما يحدث الأن هو إعادة بلورة لاتفاق تهدئة بصياغة أمريكية، يحظى بقبول إسرائيلي، وبموافقة حمساوية، تُمهِد لعودة السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون قطاع غزة من جديد.
هذا الإعلان لن يتأخر، لربما بعد أسابيع قليلة ندخل مرحلة اليوم التالي، وبرأيي حماس أضحت خارج هذا اليوم، باتفاق مع حركة فتح ومصر وقطر، ولو بشكل "غير معلن".