ارادت تهميش دور الرئيس عباس ورئيس وزراءه ..

تفاصيل- خطة أمريكية إماراتية لحكم غزة في اليوم التالي للحرب

بي دي ان |

17 أكتوبر 2024 الساعة 07:11ص

كشفت وسائل إعلام عبرية امس الاربعاء، تفاصيل الخطة الأمريكية الإماراتية لحكم قطاع غزة في اليوم التالي للحرب.

ونقل موقع والا العبري عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وإماراتيين كبار قولهم، إن إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة تناقش منذ أشهر أفكارًا مختلفة لخطط "اليوم التالي" المحتملة في غزة.

وقال مسؤولون إماراتيون كبار، إن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير شارك أيضًا في المناقشات وطرح بعض الأفكار الأصلية للخطة.

واضاف الموقع، ففي يوليو الماضي، التقى بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وتوم سوليفان، كبير مستشاري بلينكن وزير الخارجية، في أبو ظبي مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، لمناقشة القضية. 

وتابع، وقبل يوم من ذلك الاجتماع، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مقترحها في مقال للمبعوثة الخاصة لوزير الخارجية الإماراتي، لانا نسييفا.

ودعت الخطة إلى نشر قوة عمل دولية مؤقتة في غزة لتقديم المساعدات الإنسانية وإرساء القانون والنظام ووضع البنية التحتية للحكم، حتى أن الإمارات عرضت إرسال قوات إلى غزة كجزء من هذه القوة الدولية، لكنها اشترطت خطوتها تلقي دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية بعد أن تشهد "إصلاحات كبيرة ويرأسها رئيس وزراء جديد مستقل ومكلف باتخاذ القرارات".

ومن الناحية العملية، أرادت الإمارات العربية المتحدة تهميش الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تعتبره سياسياً فاسداً ومختلاً، وانتزاع كافة السلطات التنفيذية منه.

واوضح الموقع، ان الإماراتيون ارادوا أيضًا استبدال رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي، محمد مصطفى، الذي يعتبرونه من الموالين لعباس.

وهناك مبدأ آخر في خطة الإمارات العربية المتحدة هو أنها سترتكز على رؤية حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين.

ويقول مسؤولون إسرائيليون كبار إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معجب بأجزاء كثيرة من الخطة الإماراتية، لكنه يعارض الجوانب الأكثر تفجرا من الناحية السياسية، خاصة تلك المتعلقة بمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة ورؤية حل الدولتين.

وقالت المصادر إن المناقشات حول الخطة الإسرائيلية الإماراتية تلقت دفعة متجددة في الأسابيع الأخيرة.

وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، التقى ديرمر ووزير الخارجية الإماراتي بشكل منفصل مع بلينكن المسؤول عن القضية داخل إدارة بايدن، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون وإماراتيون كبار إن كلاً من وزير الخارجية الإماراتي وديرمر طلبا من بلينكن مساعدتهما في سد الفجوات المتبقية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بخطة "اليوم التالي" ومن ثم التعبير عن دعمهما لها أو حتى التحول عنها، وذلك ضمن خطة أمريكية سيتم تقديمها بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.

ورفضت سفارتا إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في واشنطن التعليق.

واوضحت المصادر، ان إحدى الفجوة المتبقية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تتمحور حول فكرة جديدة طرحتها الإمارات، والتي بموجبها ستشمل الخطة أيضًا إعادة فتح قنصلية الولايات المتحدة في القدس كبادرة للفلسطينيين وكوسيلة لإظهار ذلك، مشيرة إلى ان الولايات المتحدة مهتمة بالخطة وتقود العملية.

ويقول مسؤولون أميركيون كبار إن الحكومة الإسرائيلية تعارض بشدة هذه الفكرة، كما لا تزال إسرائيل تعارض أي ذكر لحل الدولتين.

لكن الاختلاف الرئيسي بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة يتعلق بالدور الدقيق للسلطة الفلسطينية.

وقال مسؤولون إماراتيون كبار إن الإمارات العربية المتحدة تريد من رئيس وزراء السلطة الفلسطينية تعيين شخصية فلسطينية تحظى باحترام العالم لقيادة الفترة الانتقالية في غزة.

واضافوا، إسرائيل من جانبها، ستكون مستعدة للنظر في دور محتمل للسلطة الفلسطينية في غزة على المدى الطويل فقط، وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار.

وقال اثنان من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية إنه إذا قدم بلينكن خطة "اليوم التالي" لغزة، فإنها ستتضمن أفكار إسرائيل والإمارات وكذلك أفكار الولايات المتحدة من أجل الحصول على إجماع أوسع في المجتمع الدولي. 

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية "لن ندعم خطة اليوم التالي دون أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في غزة. الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه هذا الدور لا يزال محل نقاش".

وقال مسؤولون أميركيون كبار إن أحد الداعمين الرئيسيين للخطة الإسرائيلية الإماراتية هو جيمس روبين، الذي كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس كلينتون ويعمل حاليا مستشارا لبلينكن. 

وقال مسؤولون أميركيون كبار إن روبن عمل في الأشهر الأخيرة على قضية "اليوم التالي" في غزة نيابة عن بلينكن، بل وسافر معه إلى إسرائيل في أغسطس/آب الماضي.

بدوره، قال مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية إن الرئيس الفلسطيني عباس وكبار مستشاريه متشككون للغاية في الخطة الإسرائيلية الإماراتية.

وأكد أنه لا يعتقد أنها ستتمكن من تلقي الدعم في المنطقة.

وقال إن "اللعب مع السلطات في غزة أمر خطير للغاية، وأي خطأ قد يقتل المشروع الوطني الفلسطيني"، مضيفاً أن أي شخصية فلسطينية تقبل مسؤولية إدارة غزة بشكل مستقل عن السلطة الفلسطينية أو خارج إطار الإجماع الوطني، فإنها لن تقبل ولا تكتسب أي شرعية.