تسببت بعض الأحداث حول العالم في تراجع ملحوظ لمستوى متابعات وسائل الاعلام العالمية للحرب الاسرائيلية الدائرة على قطاع غزة.

ووفق معطيات عديدة فإن التصعيد على جبهة جنوب لبنان باتت تتصدر نشرات الأخبار، رغم أنها جبهة مساندة لغزة، كما ان بعض القضايا الاخرى لا تزال تحظى بمستوى أهم في نشرات الاخبار رغم انها مرتبطة بملف الحرب على غزة، ومنها تأخر رد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

بصراحة لم أجد تبريرات واضحة لهذا التراجع سوى أن وسائل الاعلام العالمية تبحث عن أشياء جديدة واحداث غير متراكمة وليست مجرد أخبار تتكرر كل يوم، وهذا دعاني استطلع أراء بعض المحللين، وهنا يقول المحلل السياسي احمد عبد الله أن عدم وجود أي اختراق لملف التهدئة في قطاع غزة، جعل وسائل الاعلام تبحث عن قضايا اخرى تعادل اهمية الحرب في قطاع غزة.

القضية الأوكرانية

ومن بين هذه القضايا، والتي طرحت نفسها بقوة الغزو الاوكراني لمناطق روسية، فهذه القضية ليست مجرد رقم، بل انها بالنسبة للاوروبيين مثلا اهم من حرب غزة، لارتباطها بالاوروبيين وتوسعاتهم، بينما قضية غزة لن تؤثر على اوروبا لعدم وجود احتكاك مباشر بها، كما ان التهديدات الروسية لدول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا، دعا وسائل اعلام شهيرة لتغطية الحرب على اوكرانيا لتتصدر الموقف حاليا.

وايضا خاصية المفاجأة التي اتبعتها اوكرانيا لغزو المناطق الروسية شكلت ما اعتبره البعض صدمة للجيش الروسي المعروف عنه انه لا يقهر.


الانتخابات الامريكية

من غير المنطقي لو قلنا ان الانتخابات الامريكية ليست لها صلة بحرب غزة على الاقل خلال الأشهر الستة الاخيرة، ولكن يمكن ان نقول ان الناخب الامريكي لن يضعها في مقدمة على قضاياه الداخلية، بل انه يفضل ان يقدم المتنافسان الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطي كاميلا هاريس مقترحات لحل قضايا الاقتصاد والفقر والهجرة والتعليم على حساب القضايا الخارجية، وهذا ما قاله المحلل السياسي محمود مرسي.

لو نظرنا لحجم ما يتم تداوله من تدوينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في امريكا واوروبا سنجد ان قضية غزة هي الاولوية لهم ولكن هناك لوبي مؤثر يريد رفع الحرب على غزة من خارطة القنوات الاخبارية الكبرى واحلال قضايا اخرى على حسابها، وارجع مرسي سبب ذلك للمسؤولين والزعماء العرب الذين لا يسخرون قنواتهم لمساندة غزة.

مرور عام على الحرب

سبب آخر هو الرتابة وفق المحلل عادل عبد الرحمن، حيث اعتبر اقترابنا من مرور عام على حرب غزة شكل تراجعا للاهتمام الدولي بقضية غزة، وهذا ليس جديد بالنسبة للاعلام الدولي، فنتذكر انه بعد مرور اقل من عام للحرب الروسية على اوكرانيا تراجعت اخبار الحرب، وايضا قبل مرور عام للحرب الاهلية في السودان تراجعت تغطية الاعلام العربي لها، وهذا سببه الرتابة والتكرار وعدم وحود جديد.

لكن لو سمعنا ان الحرب ستضع اوزارها وان ساعات تفصلنا عن التوصل الى تهدئة فسيعود الزخم لقضية غزة، وكذلك الجبهات المرتبطة وستهدأ الامور ولو قليلا بانتظار القضايا المنبثقة عن التهدئة ومنها معبر رفح واعادة الاعمار.