تحت وطأة النزوح ونيران الموت.. لهيبُ الخوف يُسْقط شعر الطفلة "سما"
بي دي ان |
24 أغسطس 2024 الساعة 01:11م
غزة - خاص بي دي ان - لينا راضي
من وسط ضجيج الدبابات والمدافع، وعلى وقع نيران الموت، وتحت وطأة النزوح بلهيب خوفٍ اجتاح قلب الطفلة سما، فتساقطت خصلات شعرها، خصلةً تلو الأخرى.
سما طبيل "8 سنوات"، طفلةٌ أرغمتها حرب الإبادة الإسرائيلية على النزوح قسرًا برفقة عائلتها من منزلهم شمال قطاع غزة إلى مدينة رفح جنوبًا، ثم تكررت رحلات نزوحها مرات عديدة بشكلٍ متتالِ.
استذكرت سما بحرقةٍ لحظات النزوح، وذرفت دمعةً قبل أن تبدأ حديثها لـ"پي دي ان": ( للأسف، نزحنا عدة مرات بعد أن فقدتُ كل شيء،. ألعابي، بيتي الجميل، وحتى بعض أقربائي والآن بالنزوح الأخير لمدينة خانيونس فقدت شعري".
سما الجميلة، الأنيقة التي كانت تحلق بين صديقاتها بضفائر شعرها الجميل بخطوات متباهية متألقة بين صديقاتها في باحة المدرسة،لكن الحرب غيرت ألوان حياة سما كافة، لم تعد تُسرّح شعرها كما يحلو لها، لم يعد هناك شعرٌ لسما ولا جدّولة حتى!
بقهرٍ وحسرةِ أم، وتثاقلٍ وتلعثمِ كلمات، تسرد ألفت طبيل "33 عاماً" وهي أم لأربعة أطفال، حكاية تساقط شعر طفلتها "سما"، في ظل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة :( تحت نيران الموت ووطأة النزوح الثامن ، وخلال تواجدنا بخيمة العائلة جنوب القطاع تحديداً مدينة رفح، توغّلت الدبابات الإسرائيلية للمنطقة، وكانت تطلق نيرانها بقوة حتى وصلت الشظايا إلى الخيمة، وفي تلك الأثناء استطاع زوجي بعد معاناة شديدة أن يتوجه بأطفالي إلى مستشفى الأندونيسي بحي تل السلطان غربي المدينة).
وتابعت الأم حديثها لـ "پي دي ان"،:(ولكن لم ينجو المستشفى من نيران طائرات الاحتلال إذ أنه تم قصف الطابق العلوي، ومن شدة الخوف الذي ملأ قلوب الأطفال، صرخ الجميع بقوة )
وتشير إلى أن لهيب الخوف اجتاح المكان وقلوب الأطفال وما إن بزغ الفجر ونجوا، قاموا بالنزوح تحت نيران الموت لمدينة خانيونس علّها تكون ملاذاً آمنا.
وهنا بدأت المعاناة..
وتضيف أم سما :(بعد حادثة القصف والنزوح، وفي صباح اليوم التالي كانت سما تُمشط شعرها، فتساقطت خصلات من شعرها مع أسنان المشط، فبكت سما بشدة، وعندما رأيتها هكذا احتضنتها دون أن أعرف ما يمكن أن أفعله)
وبمواساة موجعة، تكمل الأم"ربما تساقط شعر طفلتي أخف ضرراً أمام فقدانها أو إصابتها بفعل القصف المتواصل على القطاع "
تستدرك الأم أنها فقدت بيتها وأبيها واختها خلال حرب الإبادة الجماعية، لافتةً أن سما كانت تتمنى في بداية الحرب أن تنتهي الحرب وتعود لحياتها السابقة لترى صديقاتها وتلعب معهم، وأن لا تموت إلا أنها أصبحت تتمنى الموت في كل لحظة علّها تنجو من قساوة وألم التساقط وأصوات المدافع والقصف الصاروخي الإسرائيلي المتناثر في كل أنحاء القطاع.
وليست سما الطفلة الوحيدة التي قلبت الحرب حياتها رأسًا على عقب، فأصبحت أكثر حساسيةً وأكثر بكاءً، لا تضحك كعادتها، فالحرب تركت آثارها الثقيلة على حياة الكثير من الأطفال، خاصة من ذوي النازحين، الذين فرضت عليهم الحرب ظروفًا قاسية ووجدوا أنفسهم مضطرين للعيش تحت نيران الموت والنزوح والتشرد.
واضطرت الطفلة الجميلة أن تضع منديلاً على رأسها لتخفي شعرها المتساقط عن زميلاتها ، لكنها في غمرة اللعب تجد المنديل قد سقط، فتنهال أسئلة الأطفال عليها، هل أنت قرعة؟! هل أنتِ مريضة سرطان؟! فتجيب الطفلة بصوت مخنوق بـ" لا" وتهرب بعيدًا إلى حضن أمها التي تحاول دعمها نفسيًا ومعنويًا.
وتعقّب والدة سما : "أتمنى أن ينمو شعر ابنتي مجدداً، وأن تعود لطبيعتها كما كانت من قبل.".
أما رسالة الطفلة للعالم، وفقاً لقولها:"
أنا طفلة، لا أريد أن أموت، أريد أن أبقى حية، وأن أذهب إلى المدرسة مجددًا بشعري المجدول وأن أكون جميلة كما كنتُ قبل الحرب"
حال سما، كحال جميع أطفال قطاع غزة، الذين يعيشون حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، اجتاح لهيب الخوف أجسادهم واغتيلت طفولتهم في رحلة الموت، وتحت وطأة النزوح، والجوع وانتشار الأمراض.
وتشير بيانات منظمات دولية إلى أن نحو نصف مليون طفل في قطاع غزة كانوا يحتاجون إلى خدمات الدعم النفسي والاجتماعي قبل اندلاع الحرب، في حين تشير التقديرات اليوم إلى أن جميع أطفال غزة بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية جراء أهوال ما عاشوه.
وتسود مخاوف من أن التدهور الذي تسببت به الحرب، وأثر على حياة الأطفال في غزة، قد يدوم لسنوات طويلة، خاصة مع الدمار الهائل في البنية التحتية التعليمية، والمجتمعية.
سما طبيل "8 سنوات"، طفلةٌ أرغمتها حرب الإبادة الإسرائيلية على النزوح قسرًا برفقة عائلتها من منزلهم شمال قطاع غزة إلى مدينة رفح جنوبًا، ثم تكررت رحلات نزوحها مرات عديدة بشكلٍ متتالِ.
استذكرت سما بحرقةٍ لحظات النزوح، وذرفت دمعةً قبل أن تبدأ حديثها لـ"پي دي ان": ( للأسف، نزحنا عدة مرات بعد أن فقدتُ كل شيء،. ألعابي، بيتي الجميل، وحتى بعض أقربائي والآن بالنزوح الأخير لمدينة خانيونس فقدت شعري".
سما الجميلة، الأنيقة التي كانت تحلق بين صديقاتها بضفائر شعرها الجميل بخطوات متباهية متألقة بين صديقاتها في باحة المدرسة،لكن الحرب غيرت ألوان حياة سما كافة، لم تعد تُسرّح شعرها كما يحلو لها، لم يعد هناك شعرٌ لسما ولا جدّولة حتى!
بقهرٍ وحسرةِ أم، وتثاقلٍ وتلعثمِ كلمات، تسرد ألفت طبيل "33 عاماً" وهي أم لأربعة أطفال، حكاية تساقط شعر طفلتها "سما"، في ظل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة :( تحت نيران الموت ووطأة النزوح الثامن ، وخلال تواجدنا بخيمة العائلة جنوب القطاع تحديداً مدينة رفح، توغّلت الدبابات الإسرائيلية للمنطقة، وكانت تطلق نيرانها بقوة حتى وصلت الشظايا إلى الخيمة، وفي تلك الأثناء استطاع زوجي بعد معاناة شديدة أن يتوجه بأطفالي إلى مستشفى الأندونيسي بحي تل السلطان غربي المدينة).
وتابعت الأم حديثها لـ "پي دي ان"،:(ولكن لم ينجو المستشفى من نيران طائرات الاحتلال إذ أنه تم قصف الطابق العلوي، ومن شدة الخوف الذي ملأ قلوب الأطفال، صرخ الجميع بقوة )
وتشير إلى أن لهيب الخوف اجتاح المكان وقلوب الأطفال وما إن بزغ الفجر ونجوا، قاموا بالنزوح تحت نيران الموت لمدينة خانيونس علّها تكون ملاذاً آمنا.
وهنا بدأت المعاناة..
وتضيف أم سما :(بعد حادثة القصف والنزوح، وفي صباح اليوم التالي كانت سما تُمشط شعرها، فتساقطت خصلات من شعرها مع أسنان المشط، فبكت سما بشدة، وعندما رأيتها هكذا احتضنتها دون أن أعرف ما يمكن أن أفعله)
وبمواساة موجعة، تكمل الأم"ربما تساقط شعر طفلتي أخف ضرراً أمام فقدانها أو إصابتها بفعل القصف المتواصل على القطاع "
تستدرك الأم أنها فقدت بيتها وأبيها واختها خلال حرب الإبادة الجماعية، لافتةً أن سما كانت تتمنى في بداية الحرب أن تنتهي الحرب وتعود لحياتها السابقة لترى صديقاتها وتلعب معهم، وأن لا تموت إلا أنها أصبحت تتمنى الموت في كل لحظة علّها تنجو من قساوة وألم التساقط وأصوات المدافع والقصف الصاروخي الإسرائيلي المتناثر في كل أنحاء القطاع.
وليست سما الطفلة الوحيدة التي قلبت الحرب حياتها رأسًا على عقب، فأصبحت أكثر حساسيةً وأكثر بكاءً، لا تضحك كعادتها، فالحرب تركت آثارها الثقيلة على حياة الكثير من الأطفال، خاصة من ذوي النازحين، الذين فرضت عليهم الحرب ظروفًا قاسية ووجدوا أنفسهم مضطرين للعيش تحت نيران الموت والنزوح والتشرد.
واضطرت الطفلة الجميلة أن تضع منديلاً على رأسها لتخفي شعرها المتساقط عن زميلاتها ، لكنها في غمرة اللعب تجد المنديل قد سقط، فتنهال أسئلة الأطفال عليها، هل أنت قرعة؟! هل أنتِ مريضة سرطان؟! فتجيب الطفلة بصوت مخنوق بـ" لا" وتهرب بعيدًا إلى حضن أمها التي تحاول دعمها نفسيًا ومعنويًا.
وتعقّب والدة سما : "أتمنى أن ينمو شعر ابنتي مجدداً، وأن تعود لطبيعتها كما كانت من قبل.".
أما رسالة الطفلة للعالم، وفقاً لقولها:"
أنا طفلة، لا أريد أن أموت، أريد أن أبقى حية، وأن أذهب إلى المدرسة مجددًا بشعري المجدول وأن أكون جميلة كما كنتُ قبل الحرب"
حال سما، كحال جميع أطفال قطاع غزة، الذين يعيشون حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، اجتاح لهيب الخوف أجسادهم واغتيلت طفولتهم في رحلة الموت، وتحت وطأة النزوح، والجوع وانتشار الأمراض.
وتشير بيانات منظمات دولية إلى أن نحو نصف مليون طفل في قطاع غزة كانوا يحتاجون إلى خدمات الدعم النفسي والاجتماعي قبل اندلاع الحرب، في حين تشير التقديرات اليوم إلى أن جميع أطفال غزة بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية جراء أهوال ما عاشوه.
وتسود مخاوف من أن التدهور الذي تسببت به الحرب، وأثر على حياة الأطفال في غزة، قد يدوم لسنوات طويلة، خاصة مع الدمار الهائل في البنية التحتية التعليمية، والمجتمعية.