لحٌم بات يُجمع بـ"الكيلو".. مجزرة "التَّابعين" اغتيال إسرائيليّ لقامات علمية ودينية في قطاع غزة
بي دي ان |
11 أغسطس 2024 الساعة 06:33ص

غزة - خاص بي دي ان - لينا راضي
مجزرة تلو الأخرى، ودمٌ مسفوك ولحمٌ تناثر أشلاءً، وبات يُجمع بـ"الكيلو"، ونيامٌ أحرقوا ومُصلون قتلوا ساجدين، باستهداف إسرائيلي غادر، لمُصلّى داخل مدرسة التابعين، في حي الدرج، وسط مدينة غزة.
واستشهد أكثر من 100 شهيد ، فيما أصيب العشرات معظمهم من الأطفال، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف النازحين خلال صلاة الفجر داخل المدرسة.
وخلال عشرة أشهر، تعمدت إسرائيل اغتيال معلمين ومرشدين، وأكاديمين بقامات علميّة سامقة، من بينهم الأستاذ والمعلم، البروفيسور يوسف الكحلوت.
ولد الكحلوت في غزة لعائلة مهجرة من قرية نعليا قضاء عسقلان، وهو أستاذاً للأدب والنقد بالجامعة الإسلامية بغزة، وقام بتدريس مساقات عدّة، ولم تخلُ مساقاته الأدبيّة يومًا من مناقشة قضايا الأمة، ولا مناقشة السلوك والأخلاق.
وإلى جانب الكحلوت، في مجزرة التابعّين استشهد المهندس محمد أبو سعدة، مهندس كهرباء وحاصل على عدة أوسمة دولية في مجال هندسة الإتصالات ، وشغل منصب مدير أوقاف غزة.
يصفه البعض بأنه "صوت قادم من الجنة" لشدة خشوعه في الصلاة، كان إمام المصلين في مسجد مدرسة التابعين كما كان إمام المصلين في معظم مساجد القطاع، خطيبا مفهوما مرتبطا بدينه وعقيدته، كان يحرص على غرس قيم الإيمان وحب الدين والجنان في نفوس المصلين وهذه كانت السمة الغالبة على خطبه.
وفي إحدى خطبه المنتشرة عبر الانترنت بعد إعلان استشهاده في المجزرة، كان واقفاً على المنبر وقرأ" وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا "، وقرأ " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا" وكان يتحدث في هذه الخطبة عن الجنان، وكأنه ينعى نفسه شهيدا وموعدا، فختم: " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار".
أمَّ أبو سعدة بالمصلين، وصلى بهم آخر صلاته، ليرحل معهم شهيدًا.
وإلى جانب الشهداء، الشهيد الشيخ رجل الدعوه عبد القادر البسيوني ونجله نضال البسيوني، ويعد البسيوني قامة من القامات العلميه الدينية الرفيعة في بيت حانون شمال قطاع غزة.
ويقول أحد رواد التواصل الاجتماعي عن الشهيد بُرهان الجعبري :" الجعبري، ارتقى في مجزرة التابعين، رغم صِغر سنه ، كان يعمل بصمت في قضاء حوائج الناس في عز المجاعة في شمال غزة منذ بداية الحـرب الإسرائيلي عندما تخلى عنهم الجميع دون ضجيج إعلامي كغيره من المبادرين ".
ويكمل:"كان حاضرًا في الشجاعية ، مستشفى الشفاء ، مدرسة التابعين وغيرها، لافتاً إلى أنه تعرض للاصابة ورغم ذلك لم يتوقف عند مساعدة الناس بتوفير المياه والطعام والادوية والمساعدات النقدية وغيرها"
أما الشهيد معتز رجب رجل أكاديمي ومثقف، كان اجتماعيا ودودا وقريبا من الناس، يقول أحد جيرانه :"لم نرَ يوما منه، إلا كل خير وكان دائم المساعدة للناس".
ورجب نزح لمدرسة التابعين بعد اجتياح الاحتلال الأخير للشجاعية.
وعن أدب رجب وثقافته الواسعة، عقّب أحد أقربائه : "كان خيرة من أنجبت الشجاعية وغزة، كان بارا بوالديه وأهله وبلده. على مثله تبكي البواكي".
والشاب المثقف عبد الله السوسي واحداً من القامات الثقافية والعلمية التي نالت منها الصواريخ، فيحمل الشهيد درجة الماجستير في البلاغة والنقد، ودرس البكالوريوس في النحو والصرف، كتب في آخر منشور له بتاريخ 31 يوليو/ تموز الماضي: "لعمرك هذا ممات الرجال. ومن رام موتا شريفا فَذا".
شبانٌ ونساء ورجال فقدوا كل عائلاتهم خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع، وأصبحوا من الراحلين في مجزرة التابعين، قدمت لهم صواريخ الفجر، خدمة «لم الشمل» مع من سَبق من ذويهم، من بينهم الشهيد عبيدة حمدي مدوخ الذي لحق بوالده حمدي وبكل أفراد أسرته الراحلين .
أما كنان، ابن الـ١٣، بحث بخطواتٍ مثقلة بين الأشلاء، بحثاً مطولاً عن شيءٍ من بقايا والده، تفقد كومة اللحم المحترقة، ولم يجد سوى اصبعا لوالده به مسبحة الكترونية، لفه بقطعة قماش، ومضى، لافتاً إلى أن والده لحق بأمه واخواته الثلاث.
وتقول والدة شهيد من الشهداء:"استشهد ولدي وهو يقول لا إله إلا الله... وهو ساجد لله"
"مش مسامحاكو دنيا ولا آخرة، تعبنا بكفي ياعالم".. وتتابع طفلة غزية للعالم من أمام مدرسة التابعين.
ويقول حسن والد أحد شهداء المجزرة :"لم أجد جثة ابني علي "٦ أعوام" وعندما سألتهم، فقاموا بإعطائي كيس أشلاء عبارة عن 18 كيلو من الأشلاء
ثم قالوا لي أدفن الأشلاء، لا أعلم إذا كانت لابني أم لا "
ويذكر أن مدرسة التابعين، تأوي ٣٥٠ عائلة بواقع أكثر من ألف شخص.
كما أنها تتبع إدارياً لمركز الدعوة والتبليغ، وتتعامل معها مؤسسات دولية
ومؤخراً، استقبلت عشرات النازحين من بلدة بيت حانون، بعدما أجبرهم الاحتلال لترك منازلهم تجاه المنطقة الآمنة.
واستهداف الاحتلال تم لمصلى المدرسة الذي يتكون من طابقين، أثناء تأدية صلاة الفجر تماماً.
ويعد الطابق الثاني للمصلى ايواءاً فقط للنساء وللأطفال.
ووفقاً لجهاز الدفاع المدني، فإن الاحتلال استخدم صواريخ أمريكية الصنع، ذات درجات حرارة عالية تصل إلى ٧ آلاف درجة مئوية تتسبب في ذوبان الجثث واشتعال النيران.
واستشهد خلال المجزرة 100 مواطن ولا يزال العمل جارٍ لانتشال 60 جثمان.
كانت معظم الجثامين عبارة عن أشلاء متناثرة، وغالبية الإصابات في المناطق العلوية الرأس والصدر، ومصابة بحروق من الدرجتين الأولى والثانية،إضافة لبتر في الأطراف، "وفق إدارة مستشفى المعمداني".
هذه ليست المدرسة الوحيدة المستهدفة، فالاحتلال استهدف خمسة مدارس شمال غزة خلال الأسبوع الماضي، "وفق جهاز الدفاع المدني."
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المدرسة، زاعما بأن "عناصر وقيادات من حركة حماس كانوا يوجدون فيها".
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة، ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.
واستشهد أكثر من 100 شهيد ، فيما أصيب العشرات معظمهم من الأطفال، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف النازحين خلال صلاة الفجر داخل المدرسة.
وخلال عشرة أشهر، تعمدت إسرائيل اغتيال معلمين ومرشدين، وأكاديمين بقامات علميّة سامقة، من بينهم الأستاذ والمعلم، البروفيسور يوسف الكحلوت.
ولد الكحلوت في غزة لعائلة مهجرة من قرية نعليا قضاء عسقلان، وهو أستاذاً للأدب والنقد بالجامعة الإسلامية بغزة، وقام بتدريس مساقات عدّة، ولم تخلُ مساقاته الأدبيّة يومًا من مناقشة قضايا الأمة، ولا مناقشة السلوك والأخلاق.
وإلى جانب الكحلوت، في مجزرة التابعّين استشهد المهندس محمد أبو سعدة، مهندس كهرباء وحاصل على عدة أوسمة دولية في مجال هندسة الإتصالات ، وشغل منصب مدير أوقاف غزة.
يصفه البعض بأنه "صوت قادم من الجنة" لشدة خشوعه في الصلاة، كان إمام المصلين في مسجد مدرسة التابعين كما كان إمام المصلين في معظم مساجد القطاع، خطيبا مفهوما مرتبطا بدينه وعقيدته، كان يحرص على غرس قيم الإيمان وحب الدين والجنان في نفوس المصلين وهذه كانت السمة الغالبة على خطبه.
وفي إحدى خطبه المنتشرة عبر الانترنت بعد إعلان استشهاده في المجزرة، كان واقفاً على المنبر وقرأ" وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا "، وقرأ " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا" وكان يتحدث في هذه الخطبة عن الجنان، وكأنه ينعى نفسه شهيدا وموعدا، فختم: " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار".
أمَّ أبو سعدة بالمصلين، وصلى بهم آخر صلاته، ليرحل معهم شهيدًا.
وإلى جانب الشهداء، الشهيد الشيخ رجل الدعوه عبد القادر البسيوني ونجله نضال البسيوني، ويعد البسيوني قامة من القامات العلميه الدينية الرفيعة في بيت حانون شمال قطاع غزة.
ويقول أحد رواد التواصل الاجتماعي عن الشهيد بُرهان الجعبري :" الجعبري، ارتقى في مجزرة التابعين، رغم صِغر سنه ، كان يعمل بصمت في قضاء حوائج الناس في عز المجاعة في شمال غزة منذ بداية الحـرب الإسرائيلي عندما تخلى عنهم الجميع دون ضجيج إعلامي كغيره من المبادرين ".
ويكمل:"كان حاضرًا في الشجاعية ، مستشفى الشفاء ، مدرسة التابعين وغيرها، لافتاً إلى أنه تعرض للاصابة ورغم ذلك لم يتوقف عند مساعدة الناس بتوفير المياه والطعام والادوية والمساعدات النقدية وغيرها"
أما الشهيد معتز رجب رجل أكاديمي ومثقف، كان اجتماعيا ودودا وقريبا من الناس، يقول أحد جيرانه :"لم نرَ يوما منه، إلا كل خير وكان دائم المساعدة للناس".
ورجب نزح لمدرسة التابعين بعد اجتياح الاحتلال الأخير للشجاعية.
وعن أدب رجب وثقافته الواسعة، عقّب أحد أقربائه : "كان خيرة من أنجبت الشجاعية وغزة، كان بارا بوالديه وأهله وبلده. على مثله تبكي البواكي".
والشاب المثقف عبد الله السوسي واحداً من القامات الثقافية والعلمية التي نالت منها الصواريخ، فيحمل الشهيد درجة الماجستير في البلاغة والنقد، ودرس البكالوريوس في النحو والصرف، كتب في آخر منشور له بتاريخ 31 يوليو/ تموز الماضي: "لعمرك هذا ممات الرجال. ومن رام موتا شريفا فَذا".
شبانٌ ونساء ورجال فقدوا كل عائلاتهم خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع، وأصبحوا من الراحلين في مجزرة التابعين، قدمت لهم صواريخ الفجر، خدمة «لم الشمل» مع من سَبق من ذويهم، من بينهم الشهيد عبيدة حمدي مدوخ الذي لحق بوالده حمدي وبكل أفراد أسرته الراحلين .
أما كنان، ابن الـ١٣، بحث بخطواتٍ مثقلة بين الأشلاء، بحثاً مطولاً عن شيءٍ من بقايا والده، تفقد كومة اللحم المحترقة، ولم يجد سوى اصبعا لوالده به مسبحة الكترونية، لفه بقطعة قماش، ومضى، لافتاً إلى أن والده لحق بأمه واخواته الثلاث.
وتقول والدة شهيد من الشهداء:"استشهد ولدي وهو يقول لا إله إلا الله... وهو ساجد لله"
"مش مسامحاكو دنيا ولا آخرة، تعبنا بكفي ياعالم".. وتتابع طفلة غزية للعالم من أمام مدرسة التابعين.
ويقول حسن والد أحد شهداء المجزرة :"لم أجد جثة ابني علي "٦ أعوام" وعندما سألتهم، فقاموا بإعطائي كيس أشلاء عبارة عن 18 كيلو من الأشلاء
ثم قالوا لي أدفن الأشلاء، لا أعلم إذا كانت لابني أم لا "
ويذكر أن مدرسة التابعين، تأوي ٣٥٠ عائلة بواقع أكثر من ألف شخص.
كما أنها تتبع إدارياً لمركز الدعوة والتبليغ، وتتعامل معها مؤسسات دولية
ومؤخراً، استقبلت عشرات النازحين من بلدة بيت حانون، بعدما أجبرهم الاحتلال لترك منازلهم تجاه المنطقة الآمنة.
واستهداف الاحتلال تم لمصلى المدرسة الذي يتكون من طابقين، أثناء تأدية صلاة الفجر تماماً.
ويعد الطابق الثاني للمصلى ايواءاً فقط للنساء وللأطفال.
ووفقاً لجهاز الدفاع المدني، فإن الاحتلال استخدم صواريخ أمريكية الصنع، ذات درجات حرارة عالية تصل إلى ٧ آلاف درجة مئوية تتسبب في ذوبان الجثث واشتعال النيران.
واستشهد خلال المجزرة 100 مواطن ولا يزال العمل جارٍ لانتشال 60 جثمان.
كانت معظم الجثامين عبارة عن أشلاء متناثرة، وغالبية الإصابات في المناطق العلوية الرأس والصدر، ومصابة بحروق من الدرجتين الأولى والثانية،إضافة لبتر في الأطراف، "وفق إدارة مستشفى المعمداني".
هذه ليست المدرسة الوحيدة المستهدفة، فالاحتلال استهدف خمسة مدارس شمال غزة خلال الأسبوع الماضي، "وفق جهاز الدفاع المدني."
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المدرسة، زاعما بأن "عناصر وقيادات من حركة حماس كانوا يوجدون فيها".
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة، ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.








