تفاصيل طفولة مسلوبة.. الشهيد الطفل خالد الشوا

بي دي ان |

10 أغسطس 2024 الساعة 03:09م

صورة الطفل الشهيد خالد الشوا
تقول والدة الشهيد الطفل خالد الشوا، 17 عاماً، والذي ارتقى، خلال عملية اغتيال الصحفي الغول والمصور الريفي، أن نجلها الشهيد الطفل وهو وحيدها من الذكور وبكرها، والذي ظهر وهو ملقى على الأرض بجانب دراجته، قد كان ذاهباً لعمل الخير، حيث يذهب في كل يوم لتوصيل الطعام لمسن ونجله المصاب الذي لا يقوى على الحركة في منطقة معسكر الشاطئ.

الحقيبة الوردية التي كانت على ظهر الطفل كان يحمل فيها "طبيخ العدس" ليطعم المسن ونجله المصاب كما يفعل كل يوم، كان الطفل يعمل الخير ويطعم المساكين وهو يعيش المجاعة، بينما العالم يبرر صمته المفجع ب"العجز"!

تتابع والدته، إن طفلها ليس مجرد رقم، وأنها كانت تتمنى سماع اسمه عبر الراديو مع أسماء المتفوقين في الثانوية العامة، ولكنها سمعته عبر كل وسائل الإعلام في العالم !

أم خالد كانت تحلم بأن يكمل ابنها حلمه بدراسة هندسة كهرباء السيارات، تزفه شهيداً وتفتخر به وتقول "كان مرضي" 

هذا الطفل يواصل عمل الخير تحت القصف والموت والجوع، وقد حرم من طفولته ومستقبله وحرمت أمه من قلبه الطيب وضحكاته الجميلة، بينما يطالبه أحدهم في بلاد الصامتين وهو يجلس على أريكة بكل أريحية مقابل التلفاز بالصمود والثبات والصبر ! 

ولا يمكن نسيان لهفة الأم وإصرارها على إيصال قصة طفلها ورغبتها الكبيرة في نشر قصته للعالم، حتى يعرفه الجميع ويعرف أي قلب كان يحمله هذا الطفل.

ويُعّد خالد الشهيد الثالث الذي ارتقى بفعل قصف الاحتلال لسيّارة صحفيّي الجزيرة إسماعيل الغول ورامي الريفي، حيث أدّى القصف لتدمير سيارتهما واحتراقها وهما داخلها، أمّا الشوّا، فكان على درّاجته الصغيرة يحمل على ظهره حقيبة، بعد أن كان آخر أعماله فعل الخير.

وكان خالد الشوّا الولد الوحيد لوالديه بين أربع أخوات، فهو قرّة العين لوالديه، والسند لأخواته، يساعد عائلته ويعينهم في قضاء حوائجهم، مستخدماً درّاجته التي رافقته حتى لحظة استشهاده.

وقد تعمّد الاحتلال الإسرائيلي استهداف الأطفال الفلسطينيين خلال حرب الإبادة التي يشنّها على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي، حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي مايقارب 16251 شهيداً وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.