الاستراتيجية التاسعة وتأثيرها على الشعب الفلسطيني

بي دي ان |

10 أغسطس 2024 الساعة 02:52م

الكاتب
الاستراتيجية التاسعة في وثيقة الأسلحة الصامتة لخوض حروب هادئة غايتها تحويل الانسان من صاحب قضية الى الشعور بالذنب ان هو دافع عن قضيته فالغاية منها استبدال شعور التمرد بشعور تأنيب الضمير وتبني تبريرات العدو عن جهل. 
حيث هناك نماذج كثيرة ومنها (يحكى ان موشي شاريت عندما كان يراس الحكومة السادسة في اسرائيل والتي ااستمرت بين من يناير 1954 الى فبراير1955  واثناء عودته من احدى جلسات الكنيست اصطحب معه حاييم موشي شابيرا في طريق العودة من القدس الى تل ابيب وفي الطريق لفت انتباه موشي شريت لافته تشير الى مقام نبي ليس واضحا من هو وساستعيض عنه باسم (شلومو).سال شاريت من هو هذا النبي الذي لم اسمع به قط ؟رد شابيرا  لا يوجد اي نبي!فسال شاريت مجدداً ولماذا وضعتم اللافته؟فاجاب شابيرا بعد فترة سيصبح نبي ويمكننا من تملك المنطقة لان الاخرين لن يستطيعوا اثبات عكس ذلك.)
من قراءة متأنية لقصة شاريت نستطيع فهم حقيقة التزوير والاستناد الى نصوص دينية لا اساس لها التي تمارسها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لتبرير جرائما في الابادة حينا ولتبرير مصادرة الاراضي احيانا كثيرة.
ان السيطرة على العالم كانت ولا زالت الهاجس الاكبر لصناع القرار في العالم والذين تتزعمهم الحركة الصهيونية ومن خلفها الماسونية، فقد ورد على لسان ناعوم تشومسكي في أحد مقالاته اشار الى وثيقة سرية وضعت عام 1979 وتم الكشف عنها بالصدفة في عام 1986 وتحمل عنوان (الاسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة). تحتوي الوثيقة على عشر استراتيجيات يجب استخدامها للسيطرة على العالم. ما علاقة هذا بموضوع المقال (موشي شاريت والنبي شلومو)؟ الحقيقة ان الاستراتيجية التاسعة لفتت نظري كثيرا وهي ما دفعني للكتابة.
تقول الاستراتيجية التاسعة تحويل مشاعر التمرد الى احساس الذنب، مرة اخرى ما علاقتها بالموضوع؟ الاجابة ببساطة ان ما يجري في غزة وردود افعال الكثيرين ربما تكون تطبيقا لهذه الاستراتيجية سواء بقصد ام بغيره. فإسرائيل ترتكب الموبقات في فلسطين وبالاخص في قطاع غزة وتوحي عبر ماكينتها الاعلامية ان كل ما تقوم به هناك هو رد على اعتداءات الارهابيين وان قتل المدنيين يجب ان يشعر اهل غزة بالذنب على ما جلبوه لأنفسهم.
اليوم واثناء ساعات الفجر ارتكب الجيش الاسرائيلي مجزرة بحق نازحين الى احدى المدارس بحجة ان في المدرسه ارهابيين اثنين.قتل الجيش المئات تحت هذه الذريعة والحقيقة غير ذلك تماما المجاهدين كانا في مسجد قريب يصليان؟وحتى لو افترضنا ان هناك مقاومين اثنين او حتى عشرة لا يجوز لجيش احتلال ان يقتل اي كان بهذه الذريغة.لكن الاسوأ ما يحصل بين من يدعون انهم كوادر وساسة ومحللين عندما يتبنون الرواية الصهيونية بان وجود المقاتلين في ذلك المكان هو سبب المجزرةوهنا تكون الاستراتيجية التاسع فعلت فعلها واصبحنا نشعر بالذنب بدل التمرد على كل ما يقوم به الاتلال.
قطاع غزة ارض فلسطينية محتلة وغلاف غزة ايضا فقد ضُم الغلاف الى اسرائيل وبشكل مؤقت ضمن اتفاق بين ضباط مصريين واسرائيليين عام 1950 اي بعد الهدنة وبالتالي فان هجوم المقاومة على الغلاف يدخل ضمن الحق المشروع في مقاومة الاحتلال وبكل الوسائل المتاحة (طبعا لا ادافع هنا عن اي خرق للقانون الدولي قد تكون مارسته المقاومة مع اسرائيليين غير مسلحين حيث ليس هناك مدنيين في اسرائيل.).
اعتقد جازما ان الكثيرين من الساسة والمحللين يقعون في خطأ الانجرار وراء تلك الاستراتيجية لأن بينهم وبين حماس خصومة، حماس جزء من النسيج المجتمعي والحزبي والسياسي الفلسطيني وهي خصم سياسي وكونها خصم سياسي لا يجيز لاحد تبرير ما يقوم به الاحتلال سواء ضد شعبنا الأعزل او ضد عناصر ومقاتلي حماس.
بالتأكيد هناك ضرورة استخلاص العبر مما يحصل بما في ذلك مراجعة الأداء وان اقتضت الضرورة المحاسبة لكن في الوقت المناسب حيث أن المستهدف الحقيقي هو القضية الفلسطينية برمتها وعليه فإننا ملزمون كمكونات للشعب الفلسطيني ان نعيد النظر وقبل فوات الاوان في استراتيجياتنا خاصة المتعلقة بكيفية التعامل مع هذا الاحتلال البغيض وان نضع استراتيجية جديدة تلبي احتياجات شعبنا وطموحاته في الحرية والاستقلال، حتى لا نقول لقد أُكلنا يوم اُكل الثور الابيض ونعفي أنفسنا من الشعور بالذنب بدل التمرد.