تفاصيل جديدة حول اغتيال "هنية"... إسرائيل استأجرت عملاء أمنيين إيرانيين لزرع المتفجرات

بي دي ان |

03 أغسطس 2024 الساعة 08:58ص

كشفت صحيفة التلغراف البريطانية اليوم السبت، تفاصيل جديدة حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

وقالت الصحيفة، إن وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، أستأجرت عملاء أمنيين إيرانيين لزرع متفجرات في ثلاث غرف منفصلة في مبنى يقيم فيه أحد زعماء حماس.

واوضحت، ان الخطة الأصلية كانت هي اغتيال إسماعيل هنية، الرئيس السياسي للجماعة الإرهابية الفلسطينية، في مايو/أيار عندما حضر جنازة إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني السابق.

واضافت، لم تتحقق العملية بسبب الحشود الكبيرة داخل المبنى واحتمال فشلها، بحسب ما قاله مسؤولان إيرانيان لصحيفة التلغراف.

واشارت إلى انه، بدلاً من ذلك، وضع العميلان عبوات ناسفة في ثلاث غرف في دار ضيافة الحرس الثوري الإسلامي في شمال طهران حيث قد يقيم هنية.

ووفقًا للمسؤولين الذين لديهم لقطات من كاميرات المراقبة للمبنى، شوهد العميلان وهما يتحركان خلسة أثناء دخولهما وخروجهما من غرف متعددة في غضون دقائق.

وقالت الصحيفة ، إن العملاء تسللوا بعد ذلك إلى خارج البلاد لكن لديهم مصدرًا لا يزال في إيران، وفي الساعة الثانية صباحًا يوم الأربعاء، فجروا المتفجرات من الخارج في الغرفة التي كان يقيم فيها هنية مما أدى الانفجار إلى مقتله، وذلك عقب تواجده في طهران لحضور تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.

وقال مسؤول في الحرس الثوري الإيراني لصحيفة التلغراف من طهران: "إنهم الآن متأكدون من أن الموساد استأجر عملاء من وحدة حماية أنصار المهدي، في إشارة إلى وحدة الحرس الثوري الإيراني المسؤولة عن سلامة كبار المسؤولين".

واضاف، بعد مزيد من التحقيقات، اكتشفوا عبوات ناسفة إضافية في غرفتين أخريين.

فيما قال مسؤول ثانٍ داخل القوات العسكرية النخبوية للحرس الثوري الإيراني لصحيفة التلغراف، إن هذا إذلال لإيران وخرق أمني كبير.

وقال المسؤول إنه تم تشكيل مجموعة عمل للتوصل إلى أفكار لتصوير الاغتيال على أنه ليس خرقًا أمنيًا.

وأضاف، لا يزال السؤال مطروحًا على الجميع كيف حدث ذلك، لا أستطيع فهمه، ولكن يجب أن يكون هناك شيء أعلى في التسلسل الهرمي لا يعرفه أحد.

في ذات السياق، كشف المسؤول الأول الذي تحدث إلى صحيفة التلغراف أن هناك الآن لعبة إلقاء اللوم الداخلية تسيطر على الحرس الثوري الإيراني، حيث تتهم قطاعات مختلفة بعضها البعض بالفشل.

واضاف، إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الآن يقول، إنه يدعو الناس إلى طردهم واعتقالهم وربما إعدامهم. 

وتابع المسؤول، الخرق أذل الجميع.

وأضاف، لقد استدعى المرشد الأعلى جميع القادة عدة مرات خلال اليومين الماضيين، ويريد إجابات، لكن بالنسبة له، فإن معالجة الخرق الأمني ​​أصبحت الآن أكثر أهمية من السعي للانتقام.

واوضح، ان الحرس الثوري الإيراني يقيم حاليًا خياراته للانتقام، مع اعتبار الضربة المباشرة على تل أبيب كاعتبار أساسي، والذي من شأنه أن يشمل حزب الله اللبناني ووكلاء إيرانيين آخرين، كما فهمت صحيفة التلغراف.

واكد، ان اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية ادى إلى تكثيف المخاوف بشأن وصول إسرائيل ونفوذها داخل إيران.

بدوره، أعرب علي يونسي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق، عن مخاوفه في مقابلة أجريت معه عام 2020، قائلاً: يجب على جميع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية أن يقلقوا على حياتهم.

واضاف، إذا لم يستهدف النظام الصهيوني بعد السلطات السياسية في الجمهورية الإسلامية، فذلك لأنه لم يختر أن يفعل ذلك.

وشدد على ان، هذا الإهمال من جانب الموساد سمح له بضرب المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بشكل متكرر وتهديدهم علانية.

مصادفة متعمدة

تزامن اغتيال هنية أيضًا مع اليوم الأول للسيد بزشكيان في منصبه.

خلال حملته الانتخابية، نأى بنفسه عن السياسات الاستفزازية السابقة للجمهورية الإسلامية ووعد باستعادة مكانة إيران على الساحة الدولية من خلال الحوار.

وأشار مساعد مقرب من السيد بزشكيان لصحيفة التلغراف إلى أن الثغرة الأمنية ربما كانت محاولة متعمدة من قبل الحرس الثوري الإيراني للإضرار بسمعة الرئيس الجديد.

وزعم المساعد الذي عمل في الحملة الانتخابية للسيد بزشكيان أن الحرس الثوري الإيراني لا يوافق على آرائه بشأن الدبلوماسية الدولية وغيرها من جوانب سياسته الإصلاحية.

وقال: لا يمكن لأي عقل سليم أن يقبل أن هذا حدث بالصدفة، وخاصة في اليوم الأول للسيد بزشكيان في منصبه.

واوضح، انه قد يضطر إلى خوض حرب مع إسرائيل في الأيام القليلة الأولى من توليه منصبه وكل هذا بسبب الحرس الثوري الإيراني.

ومع ذلك، أعلن نجل السيد بزشكيان مساء الجمعة أن أولوية الأمة ليست الحرب مع إسرائيل.

وقال الدكتور يوسف بزشكيان على موقعه على الإنترنت: 

الفقر والفساد والتمييز وعدم المساواة والفصائل السياسية والمناظرات المسرفة هي الجبهات الحقيقية التي يقاتل الشعب الإيراني ضدها في بلدنا.

وأضاف أن الإصلاحات الاجتماعية والتقدم في إيران هي أفضل الهجمات المضادة التي يمكننا توجيهها إلى إسرائيل.