في أي من العواصم سيكون الاغتيال القادم ؟!

بي دي ان |

01 أغسطس 2024 الساعة 10:32م

المشرف العام
على مايبدو أن محور المقاومة تلقى مؤخراً ضربات قاسية بفعل سياسة الاغتيالات التي تنتهجها دولة الكيان في كل من غزة ولبنان ومؤخرا طهران، وذلك بعد اغتيال رئيس أركان حزب الله "فؤاد شكر" في لبنان أول أمس، ومحمد الضيف رئيس الجناح العسكري لحركة حماس ومساعده رافع سلامة، في هجمة صاروخية راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى في خانيونس في الثالث عشر من شهر تموز الجاري، والذي أكدت إسرائيل استشهاده صبيحة هذا اليوم، وبالأمس حيث اغتيال رئيس الجناح السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي كان يشارك طهران تنصيبها لرئيسها الجديد "مسعود بزشكيان". 

في طهران اليوم بدأ تشيع جثمان هنية، وشخصيا لا أعلم ماذا قراءوا على روحه، وعلى من من الصحابة سلموا تسليما، ولست على يقين لمن أرسلوا السلام حين همسوا بأذنه ؟!

لكن كل الذي أعلمه، أن جميع أصحاب هذه العمائم المصطفة حوله لم يستطيعوا حماية من أعطاهم الولاء وبقي مخلصاً لهم لأبعد حد، وإن لم يحسب له هذا الولاء على الدوام، 
بهذا الصدد يقول المحلل السياسي "أمنون أبراموفيتش": إن إسرائيل لم تنشيء بنية تحتية استخباراتية في إيران فقط، إنما بنيّة تحتية عملياتية كذلك، مع الإشارة لعدة مصادر إلى لقاءات دورية بين واشنطن وطهران، وهذا يبرز مدى الاختراق الأمني الإيراني، والذي أدى ليكون لإسرائيل تاريخ كبير في جرائم الإغتيالات، خاصة قيادات وازنة سواء كانت إيرانية أو من حزب الله أو فلسطينية، ونذكر هنا ما جاء على لسان وزير المخابرات الإيراني المنتهية ولايته قوله "إن أعظم انجاز كان تفكيك شبكة التسلل التابعة للموساد في فترة ولايتي" ، وهو دليل قوي على أن إسرائيل تتحرك بالساحة الإيرانية بسهولة أكثر مما يتخيل البعض، ويضاف إلى ذلك تصريح المحلل الاستخباراتي لصحيفة يدعوت أحرنوت "تم اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية بواسطة عبوة ناسفة تم تهريبها سرا ودفنها قبل أسابيع في المجمع السكني الذي كان يقيم فيه وليس بصاروخ" وبعد معرفة وجود هنية في المبنى تم تفجير العبوة عن بعد مما أدى إلى انهيار أحد جدران المبنى. 

في كل الأحوال وأيا كانت طريقة الاغتيال نصل إلى نتيجة مفادها أن "الكيان" استباح العاصمة الإيرانية بمساعدة ومعلومات استخباراتية ساعدته على تنفيذ جريمته، بالتالي هذه صفعة وإهانة للنظام الإيراني الذي شهد عشرات جرائم اغتيال أذرعه دون أن يكون هنالك رد حقيقي على حجم القيادات التي يتم اغتيالها سواء داخل إيران أو خارجها، بالتالي فإن إسرائيل تدرك محدودية الرد وعدم تأثيره إن وجد، مما يجعلها تعود لهذه السياسية بين الفينة والأخرى، خاصة في ظل وجود نتنياهو ذلك الشخص الذي يجد في الهجمات العسكرية وسيلة لأي هدف أمامه في ظل دعم أمريكي لا متناهي وصمت دولي عاجز عن لجمه. 

ما هو مؤسف حقاً في عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، هو اغتياله في عقر دار ظن أنها أأمن من داره، فهذه القيادات يتم اغتيالها وهي من المفترض في "حماية مرجعياتها" وهنا يكمن أهمية استقلالية القرار الفلسطيني وتكمن أهمية احتماء الكل الفلسطيني تحت مظلة وطنية فلسطينية واحدة (منظمة التحرير الفلسطينية)، نناضل من تحت سقفها ونتفق ونختلف ونقاوم حيثما نتفق على الوسيلة الأمثل والبرنامج المناسب لكل مرحلة. 

الفلسطينيون هم من يحمون قياداتهم وواهم من يظن أن (رفع راية الثأر الحمراء) التي رفعت اليوم فوق قبة مسجد (جمكران) الشهير بمدينة قم، يعني الثأر بما يليق لعملية اغتيال رئيس حركة في عقر دارهم. 

يبقى سؤال مشروع من الشخصية القادمة على قائمة الاغتيالات وفي أي عاصمة ستكون ؟!  طالما إسرائيل تجرم وتأمن العقاب ؟!