حقدٌ إسرائيلي متعطشٌ لدماء الأبرياء..

التفاصيل كاملة.. كيف تفنن الاحتلال باغتيال المصاب بالداون "محمد بهار" ؟!

بي دي ان |

19 يوليو 2024 الساعة 09:26م

الشهيد محمد صلاح بهار
قهرٌ لا يتوقف، وظلمٌ يمتد ويتمدد، وحقدٌ إسرائيلي، متعطشٌ للدماء دفع فاتورته الفلسطيني "محمد صلاح بهار "بمذبحةٍ وافق عليها العالمُ بصمِتِه.

الفلسطيني محمد صلاح بهار، "24 عاماً"، أحد سكان حي الشجاعية شرق قطاع غزة، لم تسعفه اصابته بمتلازمة داون من إجرام جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتفننه في استهدافه واغتياله بأبشع الصور بمكانٍ اعتاد أن يجلس فيه. 
 
تروي والدة محمد "نبيلة بهار" أم جبريل، 70 عاماً، تفاصيل استشهاد ابنها المدلل محمد، قائلة" توغلت قوات الاحتلال في حي الشجاعية، وحاصرتنا داخل منزلنا تحديداً بشارع النزاز لِـ"سبعة أيام"، وفي أحد أيام الحصار دخلت طائرات الكواد كابتر المنزل لتصويره من الداخل، حينها نادينا بأننا مدنيون، لكن الجيش أطلق القذائف والرصاص من حول المنزل، واقتحمه مصطحباً معه كلاب بوليسية”.

وتابعت :"اقتحم جيش الاحتلال المنزل وأصابنا بحالة خوف وهلع، وخلال اقتحامه أطلق كلابه المسعورة نحونا ثم أمرنا بالخروج من المنزل، لكن أحد الكلاب هجم على محمد بعد أوامر من الجنود ونهش جسده وهو جالساً على الكنبة المفضلة لديه.

وتستكمل والدموع تنهمر من عينيها، "حاصر الخوف محمد من كل جانب، فصرخت متوسلة لعلي أجد جواباً لكن بلا فائدة بأن يبعدوا الكلب عن فلذة كبدي، فهو لا يقوى على فعل شئ دوني"

وتؤكد الأم أن الاحتلال ترك محمد داخل الغرفة ينزف بغزارة، ولم يكن بيدها سوى مراقبة ابنها من نافذة الغرفة بذلك الوقت.

"وبكلمات حميمة طالب محمد الكلب البوليسي المسعور ،قائلاً"ابعد يا حبيبي خلص بس"  ظناً منه بأنه يلاعبه، لكن الكلب تابع تمزيق أوردته حتى الموت، والجنود من حوله يتراقصون  على دماء جسده وصراخ والدته قد شق السماء وهي تناشدهم أن ينقذوه لكن دون جدوى" . وفقاً لرواية الأم 

وتصف ابنة أخت محمد، جنى بهار (11 عامًا)، كيف كان محمد يخاف من القصف الإسرائيلي، قائلة: "كانت الحرب تعني أصواتاً عنيفة، وعندما يسمع انفجار قريب، كان يشعر بالذعر ويقول أنا خائف، خائف، ودائماً كنا نواسيه، لم يفهم الكثير، ولكنه كان أكثر براءة".

ومن جانبه، يوضح شقيق الشهيد محمد، جبريل بهار، أنه "أثناء حصار محمد داخل المنزل وجهت مناشدة للصليب الأحمر وجهات الاختصاص، مبيناً إليهم أن محمد لا يستطيع الأكل لوحده أو الشرب ولا يستطيع الذهاب للحمام لوحده يحتاج لرعاية خاصة ، وأنه معتقل داخل الشجاعية بعد أن نهش جسده الكلاب "

ويذكر جبريل أنه كان يأمل أن محمد تلقى العلاج بعد إصابته كما ادعى الاحتلال، ولكن فوجئ بأنه تم تركه ينزف حتى الموت دون اسعافه، مبيناً أن جيش الاحتلال منع أي أحد منهم يقترب أو يصطحب شقيقه معه، أو أن يقدم له ماء، لافتاً إلى أن شقيقه محمد تم حصاره يومين وأنهم اكتشفتوا وفاته بعد أسبوع من طرد الاحتلال لهم من المنزل.
 
وتابعت شقيقة محمد، السيدة سارة بهار ، على تفاصيل الحادثة، "عندما دخلت قوات الاحتلال لمنزلنا، قمت بارسال رسالة قصيرة لشقيقي جبريل وأخبرته بأن الجيش هنا فماذا علينا فعله؟! 

وأضافت :"في تلك الأثناء دخلت طائرتان المنزلَ، واحدة دخلت من المطبخ والأخرى عبر السطح وفتشتا المنزل ودخل كلبين أيضاً، الأول تشبث بزوجة أخي والثاني ظل ينهش في شقيقي محمد بالبداية عضه في صدره ويده حينها نادى الجندي للكلب، وفتش كلب الاحتلال كله ثم ذهب لمحمد مرة أخرى وعضه من كتفه واستمر بنهشه حتى نزف محمد بغزارة"

وعن بسالة محمد وبراءته، تستكمل سارة، روايتها:" شقيقي محمد ترك يده للكلب وأخذ باليد الأخرى يداعب الكلب ويقول له " ابعد ياحبيبي بس" وكنا على بُعد منه نصرخ ونناشد الجيش موضحين أننا مدنيين وأن محمد مصاب متلازمة داون، ليصعد إلينا حوالي أربعين جندياً إسرائيلياً ويطلقون الرصاص من حولنا، ومنهم أربعة جنود يحاوطون محمد موجهين سلاحهم الحقير عليه، وكان هناك مجموعة أخرى احاطوا بنا وطالبتنا بالركوع على الأرض ومجموعة أخرى استدارت حول شقيقاي سيف وآدم وجعلوهما يركعان على الأرض، ثم طالبونا بالنزول أسفل المنزل، وكان المشهد الأخير الذي شاهدناه لمحمد وهو مستلقي على الكنبة وسيف وآدم 
على الأرض"

وتسرد سارة:" مرت ساعتين ونحن بالأسفل والجنود من حولنا موجهين أسلحتهم نحونا،وبعد ذلك نزل آدم وكان مقيّد اليدين وأخذوه كدرع بشري، وهم ينادون على بضعهم البعض ويصرخون أن يخرجون للخارج ويطلقون الرصاص، مفجرين باب المنزل، ودخل مجموعة جنود آخرين من الباب العمومى بعد تفجيره، ثم بعد ذلك سمحوا لنا بأن نصعد للمنزل ولم نجد محمد على الكنبة ولم نجد آدم بينما سيف تم تقييد يديه، راكعاً على قدميه، وإذ ماتحرك يصرخ الجندي الإسرائيلي في وجهه، وأخذ الجنود يغنون ويتسامرون ويشربون ويأكلون في صالة  المنزل".

وعن آخر كلمات نطق بها محمد شقيقها تتحدث سارة  :"سمعنا صوت محمد شقيقي في الغرفة الثانية يطلب الماء  ، فناديت على الجنود أننى أريد جندي يتحدث لغة عربية وتحدثت معه عن حالة شقيقي محمد فقال الجندي أنهم أحضروا له طبيب عسكري ونحن لم نر ذلك، فوالدتى طلبت من الجندي أن يسمح لها أن تعطي محمد ماءاً للشرب فرفض، ثم طالبته بأن يسمح لها أن تساعده فرفض أيضا، ولم نعرف ما إذا كان الجنود جعلوا محمد يشرب أم لا، وأغلقوا عليه الباب ولم يسمحوا لأحد أن يذهب له، وكانوا يصرخون عليه ويطلبون منه أن يسكت، ودخل الجنود لغرفة محمد مرة أخرى ثم خرجوا من غرفته وأشاروا لنا أن الأمر قد انتهى"

وتتابع سارة، :"ثم طلب منا الجنود أن نرفع الراية البيضاء ونخرج من المنزل وتوسلت لهم والدتى بأن تخرج محمد معنا فقالوا لها لا يوجد محمد، محمد راخ، ورفضوا أن يجعلوا أمي تراه ونزلنا من المنزل ومشينا 20 مترا وكان هناك جرافة و3 دبابات أمامنا والطائرات من فوق رؤوسنا تطلق الرصاص، واختبئنا بأنقاض منزل مدمر فاقتربت منا الجرافة وحينها خشينا أن تُسْقط أنقاض المنزل علينا، فطالبتنا والدتي أنا وزوجات أشقائي بأن نرفع لهم يدينا ونسير وتكرر الأمر هذا مرتين، ونحن نختفى في الأنقاض والدبابة توجه قذائفها نحو الأنقاض التي نختبئ بها" 

وتردف :" قبل أن مغادرتنا منزلنا كان جنود الاحتلال قد سحبوا الهواتف المحمولة منا، لكن زوجة أخي استطاعت أن تخفي جهازها المحمول وتواصلت مع جبريل شقيقي لتعلمه عن مكاننا، والذي ناشد الصليب الأحمر بلا فائدة ولا حتى استجابة، ومر الوقت ونحن نختبئ ، ثم رفعنا رايات بيضاء ومضينا والدبابات من حولنا وكانت الشوارع مليئة بالجثث ثم وصلنا ساحة الشوا، ومضينا بطريقنا لعلنا ننجو"

ويُذكر أنه بعد انتهاء العملية العسكرية في حي الشجاعية، عادت العائلة إلى المنزل فوجدوا محمد داخل الغرفة قد استشهد

وفي وقت سابق، بثت قناة الجزيرة، فيديو لحادثة مماثلة تظهر فيه مسنة فلسطينية يهاجمها كلب داخل منزلها. 

وبحسبِ بيان للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يشدد أن استخدام الكلاب البوليسية من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لمهاجمة المدنيين الأبرياء في غزة لترويعهم ونهش أجسادهم واغتصابهم كما هو الحال مع الأسرى والمعتقلين بالسجون الإسرائيلية فإن هذا يُعد سلوكاً منهجياً وهمجياً بشكل واسع النطاق


 وفي 19 يونيو 2024 قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: إن القوات الإسرائيلية ربما انتهكت على نحو متكرر المبادئ الأساسية لقوانين الحرب، وأخفقت في التمييز بين المدنيين والمقاتلين في حملتها العسكرية على قطاع غزة

ومنذ السابع من أكتوبر /2023، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة حرباً بربرية، خلّفت حوالي 39794 شهيداً، 70% منهم نساءا ًوأطفال، فيما أصيب أصيب أكثر من 89364 شخصاً.