من وسط الدمار والركام..

"بي دي ان " ترصد معاناة النازحين في مدينة خانيونس (صور)

بي دي ان |

22 يونيو 2024 الساعة 08:39م

صورة تعبيرية
بحسرةٍ شديدة ونظرةِ ألم، ومرارةِ فقد، ولحظةِ عسر، وبخطواتٍ متأنية في دروب ِمدينة خانيونس، وبالالتفاف يميناً وشمالاً، بحث النازحُ الفلسطيني من مدينةِ رفح،"ممدوح صالح، 31 عاماً"عن أي اتجاهٍ يمكن أن يكون آمناً، فحجم الدمار غيّر معالم خانيونس وشوارعها، بل غيّر ملامحها، فقد دمر الاحتلالُ جميع َالمنشآت والمباني والبنى التحتية خلال عمليه عسكرية شنها عالمدينه بأشهر سابقة.


 الفلسطيني صالح، لم يجد ملاذاً له سوى مدرسة بنات الأمل الابتدائية" المدرسة التي أشعل بها الاحتلال ناراً فحرق جدرانها وصفوفها ودمرها بشكلٍ كامل، وافتعلَ بها المجازرَ البشعة واعتقلَ نازحيها من قبل، لكنها أصبحت مرة أخرى إيواءًا مؤقتًا له وللعديد من الأسر التي نزحت من جنوب قطاع غزة، جراء العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال على مدينة رفح. 

ومن جانبها، تروي الفلسطينية حنان أبو جراد، 39 عاماً، النازحة من مدينة بيت لاهيا، قصة نزوحها "بعد خروجنا من رفح، جئنا إلى حي الأمل، وسط خانيونس، وجدنا دماراً كبيراً بالمباني وبالطرقات، المدرسة كانت جدرانها محروقة ومهدمة، وصفوفها لاتصلح نهائياً للإيواء، فلايوجد بها أبواب ولا نوافذ، حتى حمامات الصرف الصحي مدمرة كلياً وقذرة، لكن بسبب قلة حيلتنا ، اضطررنا للمكوث بها وخلق حياة جديدة من الدمار". 

وتضيف أبو جراد: "قام النازحون باصطلاح كل ماهو مدمر بأقل الامكانيات ومن اللاشئ، وأمام القليل من الامكانيات كان هناك جهد فردي بتنظيف صفوف مدرسة الايواء، وممراتها وأرضياتها الملوثة بالمياه القذرة والزجاج المتبعثر وغيره"

وأمام طابور طويل يصطف فيه العشرات من النازحين، ينتظر بصبر النازح من مدينة رفح، يوسف الحفناوي (37 عاماً) دوره لملء عبوات فارغة ممسكها بيديه.

ووفقاً لحديثه، :"ان إمدادات المياه تصل إلى مركز الايواء كل يومين فقط، وليس بشكل يومي، ولا يكفي هذا لجميع العائلات هنا"

والنازحة لينه النجار، توصف معاناتها داخل المركز "المياه هي أساس الحياة، فعدم توفرها يعني عدم وجود للحياة، كل عائلة تحتاج يوميًا من 40 لـ50 لتر مياه بالمعدل الطبيعي، ولكننا لا نستطيع الحصول حتى على ٥ لتر مياه يوميًا.

وتتابع أم محمد عفانة، :"نواجه العديد من المشاكل، ومن أهمها مشكلة المياه والتسوق؛ فنادرًا ما نجد مكانا قريبا نتسوق منه، مما يجعل من الصعب علينا تلبية احتياجاتنا، نظرًا لكثرة دمار الشوارع ومعالمها". 

وفي ظل الأزمة الحادة التي تواجه غاز الطهي، يضطر النازحون طبخ الطعام على نار الحطب، الحطب الذي أصبح غير متوفر بشكل هائل ومجان.

ويقضي النارزحون يومهم كله في البحث عن المياه، والطعام والحطب الذي يشعلون به ناراً لطهو طعامهم"

وعن استقبال عيد الاضحى المبارك، بمركز الايواء تؤكد سعاد طلال "كانت الفرحة بقدوم الأضحى المبارك قاسية فلم تدع الحرب الاسرائيلية حالا للفرحة باستقباله ككل شعوب الوطن العربي وجعلتهم منشغلين بتوفير ادنى مقومات الحياة بهذه الظروف القاسية.

وعبر النازحون عن قلقهم من عودة جيش الاحتلال لمدينة خانيونس بالإشارة إلى أن مركز الايواء هذا قد تعرض لحصار لأيامٍ عديدة من قِبل قوات الاحتلال بالدبابات التى كانت لا تتوقف عن اطلاق النار والقتل المتعمد بدم بارد، وترويع الأطفال والنساء واعتقال الشبان والرجال الذين كانوا متواجدين بداخله مسبقاً، واستهداف المنازل والممتلكات العامة والخاصة من حولهم

وبدورها أكدت وكالة الغوث للاجئين "الأونروا": أن أكثر من 76% من المدارس في قطاع غزة تحتاج لإعادة بناء أو إعادة تأهيل حتى تتمكن من العمل مجددًا.

ويصف الجميع تخوفهم من استمرار الحرب الإسرائيلية، إذ أنهم نزحوا لجنوب القطاع كونه المكان الذى ادعى الاحتلال أنه آمن وان القصف الصاروخي والمدفعي والهجمات الإسرائيلية تُشن بكل مكان بالقطاع، "فلا يوجد أمان بأي مكان" على حد قولهم

ولا يمكن للعقل يوماً أن يتخيل أنه يمكن للفرد أن يعيش بصفوف وممرات مدرسة من المفترض أن تكون حرماً للعلم والتعليم، ولكن قد يراود العقل هذا التخيل فجأة خلال هذه الحرب الهمجية، وفي ظل قصف صاروخي ومدفعي إسرائيلي على قطاع غزة مخلفاً مايقارب 38 ألف شهيداً منذ 260 يوماً