هل ستتحرك الدماء بالعروق ؟؟!!!

بي دي ان |

28 مايو 2024 الساعة 06:06ص

صورة خاصة
لم يكن مستهجنا كثيرا اعتراف نتنياهو بارتكاب جيشه الغاشم ، مجزرة رفح ( محرقة الخيام ) التي ارتكبها جيشه المسعور أول أمس ، والتي قام خلالها بحرق خيام النازحين بعد زعم جيشه الفاشي أنها مناطق آمنة ، فكانت ليلة كارثية بامتياز حيث تم حرق الأطفال والنساء ومواطنين آخرين كانوا قد لاذوا إلى تلك الخيام على أمل النجاة من صواريخ طالت كل شبر في قطاع غزة على مدار أكثر من سبعة شهور .

ما يقارب خمسين جثة تفحمت وأطفال بلا رؤوس بفعل احتلال بربري يدعي الأخلاق بكل بوقاحة ، واستهتار بعقول البشرية ، واستخفاف تام بآدمية المواطنين، وكان ذلك بذريعة " أن هنالك اثنين من حركة حماس متواجدون بالمكان والمطلوب اغتيالهم " عذر أقبح من ذنب ، دليل واضح وصارخ على الاستخفاف التام بل احتقار المدنيين الذين أبادهم تحت هذه الذريعة الفجة ، لكننا ندرك دائما أن جوهر الحرب ليس القضاء على حماس وانما هو تنفيذ الإبادة الجماعية بحق السكان لتفريغ قطاع غزة من المواطنين سواء كان بالقتل ، أو انعدام مقومات الحياة والحفاظ على حالة الحرب والرعب لتهجير الفلسطينيين من أماكنهم ، ووطنهم ، لقد ارتكب جيش المستعمرة جريمته بكل وقاحة وعنجهية وهو مدرك تماما أن ردات الفعل لن تتجاوز بيانات الإدانة والشجب ، حيث باتت المنطقة العربية ( منطقة رخوة ) غير قابلة لإصدار أي فعل أو شبه فعل ، على الرغم أنه للحظة ومع هول الحدث توقعنا أنه الآن حان وقت التدخل وتحريك الدماء في العروق ، صدرت البيانات واستمرت الدبابات في طريقها نحو الجنوب الدامي ، واستمر احتراق المنازل وقتل كل من يمر على الطريق ، ونزح المواطنون للمرة العاشرة وأكثر ، ونحن ننتظر تحريك الدماء لا الجيوش ، بالتالي في ظل هذا الصمت والتخاذل قد نكون على موعد مع حرق خيام أخرى تأوى مئات النازحين .

تحد قديم جديد لكل القرارات الدولية والتي لن تنتهي بقرارات محكمة الجنيات الدولية التي عرت جيش الاحتلال وأقرت بالمجازر البشعة التي ارتكبها وطالبته بوقف حرب الإبادة الجماعية ، لكنه لم يفعل ، فعلى ما يبدو ما زالت دولة الكيان مدعومة من الإمبريالية الأمريكية ، تحكمان قبضتهما على المجتمع الدولي بأكمله ، رغم انفلات بعض الدول الغربية التي نرفع لها القبعة ليس لإدانتها الجرائم الاسرائيلية فقط ، بل وإقدامها على الاعتراف بدولة فلسطين رغم التهديدات الموجهة إليها .

لا نعلم كم من الدماء بات مطلوبا أن يراق ، وكم عدد الجثث المتفحمة المطلوبة ليكون هنالك فعل حقيقي يعيد الاعتبار للضحايا ويكون مناصرا لصوت الحق والعدالة الذي قدم كل الشهادات والدماء المطلوبة دليل على عدالته ، وحقه بالوجود على أرضه ؟؟!!! على مايبدو أن الطريق أمامنا طويل جدا ولكن الخوف أن تصل النيران لدول شقيقة لا قدر الله .