الغزاويون مابين الخيمة والخيبة !!

بي دي ان |

13 مايو 2024 الساعة 04:40م

 ​​مابين الخيمة والخيبة يتنقل مئات المواطنون في رفح ما بين شرقها وغربها ، ومابين رفح والمدن الدامية المجاورة ، لم يكن النزوح الأول ولن يكون الأخير في ظل حرب الإبادة التي يقودها حلفاء الشر والإجرام ' اسرائيل وأميركا ' في حفلة توزيع أدوار بلباس يبدو تنكريا للبعض ، لكنه واضح وجلي لكل من يعرف حقيقة الأمريكان الداعم الأول والرئيس للكيان للقيط ، ولم تكن زلة اللسان التي سقطت من فم بايدن منذ يومين حين قال " لقد بدأنا عملياتنا العسكرية في رفح " في دلالة واضحة على أن هذه الحرب على المواطنين الفلسطينيين هي حرب بسلاح أمريكي ، وصواريخ أمريكية وتخطيط عسكري مشترك ، فكل ممارسات العسكر الفاشي بصماتها أمريكية بدءا من اعتقال المدنيين  وتعذيبهم وتعريتهم  وتبعات الاعتقال ، رغم أنه سلوك إسرائيلي فاشي أيضاً، آلاف الأطنان من المتفجرات التي سقطت فوق رؤوس المواطنين، احتلال المعبر والاتفاق بين طرفي الموت ' على وجود شركة أمريكية خاصة لمراقبة المعبر ' ونحن ندرك أن ذلك يعني تواجد  قوات أمنية أمريكية ، أي احتلال دائم للمعبر ، الميناء العائم والذي يحاولون تصويره أنه لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة في كذبة مكشوفة ومفضوحة أهدافها الاستعمارية لدى الجميع . 
أميركا لم تعارض هجوما عسكريا على رفح ، لكنها كانت تحاول تجميل رغبتها ببعض الاشتراطات الواهية لتحسين صورتها الأخلاقية خاصة بعد انتفاضة الجامعات الأمريكية عليها وتعرية الحكومة وإسقاط أقنعة كانت الحكومة الأمريكية تخفي تحتها حقائق ملامحها الدموية ، الفاشية ، اللاأخلاقية وغير الإنسانية ، حكومة التناقض تعترف بأحقية فلسطين بقيام دولتها ، وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني تماما كما وقعت ذلك حكومة كلنتون في حديقة البيت الأبيض، تقف اليوم مستخدمة حق النقض " الفيتو" في إشارة لرفضها قيام دولة فلسطينية، ولا أظن ذلك بغريب فمن يقتل بأنبابه ومخالبه مستخدما مئات الأطنان من المتفجرات والذخائر والغازات السامة المحرمة دولياً، ويمنع الغذاء والماء والدواء ويساهم في هدم البيوت على رؤوس ساكنيها ، لا يجب أن نستهجن رفضه إعطائهم دولتهم . 
نعم مهم الإقرار رغم المعرفة ، أن الأمريكان والاسرائيليين شركاء حتى النخاع في حرب إبادة على الشعب الفلسطيني هي الأسواء والأقدر والأكثر وحشية على الإطلاق في تاريخنا المعاصر.
ولعل الأسوأ عدم قطع الدول العربية والإسلامية لعلاقتها مع هذا الكيان الفاشي ، ووقف إمداده بالنفط وجسور الغذاء ، في مشهد غريب ومستهجن أمام هذا المشهد المهول والذي يشبه قيام الساعة . 
الفلسطينيون ليسوا في رفح فقط بل معظم قطاع غزة يعيشون ويتنقلون بين الخيمة والغيبة في زمن الخذلان والصمت ، سوًا بضع من مواطنين عرب متفرقة ، وزحف جامعي غربي بدأ يدافع عن قيم تعلمها وإنسانية يعتنقها ، في ثورة طلابية غربية ضد حكوماتها المنافقة والمنحازة لأصحاب الفعل الإجرامي على حساب الدم الفلسطيني.
مابين الخيمة والخيبة قطع الفلسطينيون الأمل ، وهم يدركون أن أي قول أو إدانة لا تصاحبها فعل هي كلمات لذر الرماد بالعيون ، وهي غير مقبولة وتبقى مكسورة منحنية أمام هول المجازر والجرائم التي فاقت وتفوق الوصف ، تماما كما هم مصابون بخيبة أمل من حدوث هدنة يلتقطوا بها أنفاسهم ويدفنوا شهداءهم، فكيف لنتن ياهو الموافقة على وقف الحرب وهو يدرك أنه بانتهائها نهايته ، فالرهائن لم تكن ولو للحظة من أولوياته ، والقضاء على حماس موال يغني به وهو تضليل لحقيقة احتلاله لغزة ، الدولة الفاشية لها أهدافها الاستعمارية والاقتصادية لغزة وأميركا الشريك والفاعل الدائم بسرقة المقدرات العربية وتاريخها دسم في ذلك ، من العراق ، سوريا ، ليبيا ، مرورا بغاز غزة ، وليس النهاية ، 
نتن ياهو جدد رفضه بوجود السلطة الفلسطينية بغزة لضمان عدم توحيد شطري الوطن وقيام الدولة الفلسطينية ، وهذا من أخطر أهدافها ، لقد اختارت حكومة نتنياهو المتطرفة حسم الصراع بدلا من إدارته ، لذلك هي ماضية بتقويض حل الدولتين ، العودة لاحتلال غزة ومحاولة تشكيل إدارة مدنية لإدارة شؤون السكان في خطوة بديلة لوجود السلطة الوطنية ، ونهب الغاز والنفط الذي تم اكتشافه مؤخرا في غزة وهذا السبب الحقيقي وراء هذه الحرب التي تهدف أيضاً إلى اللعب على العامل الديمغرافي من خلال التهجير والإبادة .
إزاء كل هذه التفاصيل والمشاهد نستنتج انه لا هدنة قريبة ولا وقف لإطلاق النار ، بدء تشغيل الميناء العائم بالتزامن مع احتلال معبر رفح تحت حجج واهية ، لتثبيت وجوده الدائم واستخدامه فيما بعد لما وجد له ، نهب الغاز والنفط وتهجير المواطنين، سيبذل الحليفين جهودا مضنية واستخدام كل وسائل القتل والتهجير وانعدام مقومات الحياة في غزة، لإفراغ غزة من سكانها وأهلها ومع ذلك لن يفلحوا ، وسيبقىُ الفلسطيني متمسكاً بأرضه كما هو عبر عقود طويلة مقاوما وحشية الاحتلال ، ولكن حين تضع الحرب أوزارها ، مطلوب منه اتخاذ قراره الصائب في اختيار من يمثله ويقوده ، بعد عشوائية وعبثية فصيل محدد في اللعب بمصيره ومستقبله .