هل هم أخطر أسبوعين حقاً؟!

بي دي ان |

25 فبراير 2024 الساعة 10:19ص

المشرف العام
سباق مع الزمن لمدة أسبوعين للتوصل إلى اتفاق "صفقة التبادل" قبل شهر رمضان. بعد هذا التعليق يتبادر إلى أذهاننا العديد من الأسئلة. 

هل تقوم إسرائيل بتنفيذ الاجتياح البري لرفح خلال هذه المدة؟ لو قام الكيان باجتياح رفح بريا، كيف سيؤثر هذا الضغط على سير المفاوضات بخصوص صفقة التبادل؟ هل ستقدم المقاومة تنازلات أكثر لحماية المدنيين الأبرياء ؟! أم ستتشدد أكثر؟! وأعتقد في كلا الحالتين الخسارة فادحة. 

وبعد الحديث عن قبول حماس في الدخول لمنظمة التحرير الفلسطينية والمشاركة في حكومة (تكنوقراط) في حال تشكيلها، لماذا لم تطلب حماس من المنظمة أو السلطة الفلسطينية المشاركة في المفاوضات الجارية الآن بخصوص صفقة الأسرى ؟! ألا يعتبر هذا مبادرة حسن نية من قبلها تجاه ما يطرح حول الوحدة الوطنية؟! فيما يتم التفاوض حول مصير الشعب الفلسطيني.. وممثله الشرعي والوحيد غير متواجد على طاولة المفاوضات؟!

ولماذا لم تطلب الدول العربية الراعية مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية بما أنهم وسطاء مع الأعداء، كان الأولى أن يكونوا وسطاء بين الاخوة ؟! ( لكل ذلك استحقّ القرار الفلسطيني دفع الدماء لأجل أن يبقى فلسطينيا) وألا ينزل علينا من عواصم ما أنزل الله بها من سلطان.
 
سؤال آخر : في حال اجتياح رفح فجأة هل تستطيع أي من الدول العربية بمن فيها من يرعى المفاوضات التدخل على اعتبار أن المفاوضات مازالت سارية؟! 
وهل اجتياح رفح داخل حدود الصفقة؟! أم أن الاجتياح من مسلمات الغزو العسكري الإسرائيلي؟! 

بكل الأحوال حرب الإبادة شملت رفح وتم ارتكاب مجازر فيها كما بقية المحافظات في غزة وآلة الحرب مازالت مستمرة في القتل والدم وارتكاب المجازر في رفح وبقية المدن التي يدعي الكيان أنه تم تطهيرها وفق تصريحاتهم، والشعب الفلسطيني نقولها للمرة الألف تم خذلانه من الجميع   القريب قبل البعيد ومن العربي قبل الغربي، بل إن عواصم العالم الغربي بما فيها أمركيا رأس الشيطآن، امتلأت شوارعها وميادينها بعشرات الآلاف من المناصرين للشعب الفلسطيني والذين نادوا على مدار أشهر الحرب ومازالوا - بوقف حرب الابادة الجماعية على غزة، فيما افتقدت الشوارع العربية لهذه الحناجر الإنسانية والأخلاقية والتي كانت هي الأولى بها. 

مع ذلك يبقى الخطر الأكبر هو الهدف الحقيقي لهذه العملية العسكرية وهو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية وإنهاء الوجود الفلسطيني بالقدس، هذا الخطر الحقيقي القادم. 

وتبقى العيون شاخصة هذه الأيام وخلال الأسبوعين المقبلين تحديدا لمراقبة كل التحركات في رفح وخاصة المنطقة الحدودية مع مصر، وهنا لا نخفي أمنياتنا بإصرار مصر الشقيقة رغم كل الضغوطات الإسرائيلية على مصر ورغم المغريات المادية والتي وصل عرضها إلى (250) مليار دولار وفق تصريح مسؤول برلماني مصري "مقابل قبول مصر بخطة التهجير واستيعاب الفلسطينيين كلاجئين جدد للمرة الثانية".

يبقى الرهان الأكبر الآن على مصر كدولة قوية وذات سيادة، ولها كلمة الفصل في الحفاظ على القضية الفلسطينية واستمرارها في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة من مجمل قضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وكذلك فرصتها الدفاع عن سيادتها كدولة عربية لها حضارتها وحضورها العربي والدولي،  لا تخضع للابتزاز الصهيوني مهما كان الثمن. 

لننتظر ونرى ماذا ستحمل الأيام القادمة من مجريات وأحداث.