هل هناك ما وراء اختلاف الخطاب الأمريكي؟!

بي دي ان |

11 فبراير 2024 الساعة 07:35م

المشرف العام
منذ بدء حرب الإبادة على غزة في السابع من أكتوبر 2023، لم تتوان أمريكا عن تقديم الدعم العسكري والمادي والسياسي لإسرائيل، مما شكل دعما مباشراً في حرب الإبادة على غزة  فكانت حليفاً وفيا، ووحشا كاسر يشبه الوحش الإسرائيلي تماما في قتله الأطفال، ودفن المواطنين أحياء ومنع الدواء والماء والغذاء عن المواطنين في خطوة مخالفة لكل المباديء والأخلاق الدولية والإنسانية. 

أمريكا شريك في أسوأ حرب منذ الحرب العالمية الثانية، وأكثرها قذارة ووحشية، أمركيا التي طالما ادعت أنها بلد الديموقراطية والإنسانية، لتتكشف أنيابها أكثر خلال هذه الحرب، فلم تكن الحرب على بغداد وسوريا آخر حروب دول الشر، بل الأطماع الصهيونية في المنطقة والتي تحنيها أمركيا مستمرة وستستمر، فدولة الاحتلال مستمرة في تحقيق سلبها الأراضي العربية وليست الفلسطينية فحسب، والدعم الأمريكي لن يتوقف لدولة الكيان من باب حماية مصالحها في الشرق الأوسط، وكما يقول الأمريكان دائما "لو أن إسرائيل غير موجودة.. لوجدناها" لأن مصالح واشنطن بطبيعة الحال وأطماعها في المقدرات العربية لم ولن تنتهي. 

مؤخراً بدأ الخطاب الأمريكي يختلف بعض الشيء عن السابق، وجاء ذلك في تصريحات بايدن:" الرد الإسرائيلي في غزة كان مبالغا فيه، وأن طريقة الرد الإسرائيلية في غزة تجاوزت السقف". 
كما جاءت تصريحات الجمعية الوطنية الأمريكية على لسان المتحدث باسمها "جون كيربي" إن أي نشاط عسكري إسرائيلي في الوضع الحالي برفح وعدد المدنيين في المنطقة سيكون كارثة والولايات المتحدة لن تدعمه. 

هذا التغيير في الخطاب الأمريكي وغيره من محاولات وضع شروط على الدعم المالي لإسرائيل، كلها لم تأت جراء تقييم الإدارة الأمريكية لسياستها الداعمة للفاشية الإسرائيلية وما وصلت إليه حرب الإبادة الجماعية على غزة من آلاف الشهداء والجرحى وما هم تحت الأنقاض ومنهم الأشلاء، بل جاء بعد تأكد الأمريكان من تعرض سمعتهم الأخلاقية للنقد والفضح، وكذلك تحرك الشارع الشارع الأمريكي والغربي ضد سياسة الدعم اللامتناهية لدولة الكيان في حربها الشعواء على غزة. 

لو أرادت الولايات المتحدة الحفاظ على المدنيين الفلسطينيين من إرهاب ووحشية الاحتلال لفعلت، ولو أرادت وقف الحرب أيضاً لفعلت وما استخدمت حق الفيتو أكثر من مرة، تاريخ أمركيا الاستعماري الوحشي في الدول العربية واضح وجلي، وحديث الحكومات الأمريكية على مدار عشرات السنوات في ظل حكوماتها المتعاقبة عن قيام الدولة الفلسطينية لم ينتج عنه شيء، وكل حكومة تلقي وعودها إلى انتهاء فترتها ونبدأ من جديد دون تحقيق أي هدف للصالح الفلسطيني. لأن انحيازها لحليفها وابنها المدلل لن ينقطع. 

بالتالي علينا ألا نعلق آمالا كبيرة على وعود الأمريكان لأنهم لم ولن يكونوا يوماً إلا بالطرف الاسرائيلي، وإلا لما منعوا أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من دخول الولايات المتحدة  وفي الوقت نفسه يطلبوا من السلطة الفلسطينية الاستعداد ليكون لهم دور في المرحلة القادمة ويطلقوا الوعود بإقامة الدولة الفلسطينية، مثل هذا التناقض والكذب لا يؤشر على مصداقية هذه الحكومة التي ينظر لها العالم "بدولة عظمى" في حين هي دولة تتسم بالانحياز وازدواجية المعايير ولا تمارس الحد الأدنى من القوانين الدولية والقيم الإنسانية.