شكرا جنوب أفريقيا

بي دي ان |

14 يناير 2024 الساعة 06:31م

المشرف العام
الحادي عشر والثاني عشر من شهر يناير هما تواريخ يجب أن تؤرخ وتدرس لدى الأجيال، لحفظ تفاصيل وحيثيات هذا الحدث السياسي العظيم الذي قامت به دولة الأحرار تضامنا مع شعب يستحق الحرية والتضامن، جنوب أفريقيا، وطن مانديلا الحر، صديق الرمز الشهيد ياسر عرفات، اللذان شكلا خلال علاقتهما الوطيدة مزيج من الاندماج الفكري الثائر. 

جنوب أفريقيا حفظت الود وترجمت ما أراده زعيمهم الثائر نيلسون مانديلا حين قال: لقد وقف معنا ياسر عرفات ومعمر القذافي حتى مقبض السيف.

في ظل التخاذل وموجة الخذلان التي ضربت الحالة الفلسطينية عبر 100 يوم، ترك الشعب الفلسطيني به وحيدا تحت القصف والذبح والإبادة الجماعية التي مارستها دولة الاحتلال المارقة بأبشع صورها ضد شعب اعزل ومواطنين أبرياء، جلهم من النساء والأطفال، وسط صمت دولي بل ومنه المؤيد، منهم من هو معلن فوق الطاولة ومنهم من تحتها، و السوءة واحدة، نهضت دولة الاحرار الدولة التي تؤمن ايماناً مطلقا بالعدالة والتي اكتوت بنيران الابادة الجماعية، تصدت بكل شجاعة لوحشية الكيان الإسرائيلي، في لحظة تاريخية فارقة تنتصر خلالها ليس للعدالة الانسانية فقط، بل للقيم والأخلاق التي تفتقدها غالبية الدول التي تتغنى بها شعارا لا فعلا ولا تطبيقا، بل أسوأ من ذلك، حيث دعاة الحضارة وحقوق الإنسان في هذه الدول بدءا من أميركا مرورا بالدول الأوروبية وعلى رأسهم دولة الكيان، جميعهم كانوا سببا لمعاناة الكثير من الشعوب خاصة العربية وليس ذلك بغريب فعلى مدار التاريخ كانت كلها دولا استعمارية بامتياز مارست الظلم والقتل والإبادة بحق الشعوب العربية. لكن اليوم وفي ظل غطرسة هذه الحكومات لا نستطيع انكار الدور الريادي والمميز للشعوب الغربية والأمريكية أيضاً ووقوفها بوجه حكامها الطغاة، في تضامن جلي وشجاع لمناصرة والوقوف مع قضية الشعب الفلسطيني. 

الفريق الجنوب أفريقي تحدث باسم الشعب الفلسطيني ومعاناته وأجبر الكيان الإسرائيلي للمثول أمام محكمة العدل الدولية في سابقة، وفضح جرائمه وفعله المشين بقتل الأطفال والنساء ومسح أحياء سكنية كاملة ودفن الأحياء ومنع الطعام والدواء والماء ومقومات الحياة، وجميعها تدخل في جريمة الإبادة الجماعية.

لقد فعلت جنوب أفريقيا مايليق بأحرارها وإنسانيتها وقيمها، مالم تفعلها الكثير من الدول التي كان يتوجب عليهم الفعل، ولعلها تكون حافزا ودافعا لدول كثيرة أن تقف مع الحق والعدالة بوجه الظلم ويدركوا أن صمتهم على كل ما تقترفه آلة الحرب الاسرائيلية، يعتبر ضوءا أخضر للاستمرار في مجازرها ضد الفلسطينيين. 

لجنوب أفريقيا نقول شكراً، لكل الأحرار من الشعوب التي صالت وجالت وما تزال - في شوارع المعمورة نقول لهم شكرا باسم فلسطين، ونؤكد أن قضية فلسطين لن تموت وستبقى تحيا بشعبها الحر وبتضامن أحرار العالم معها، أما دولة الكيان فقد سقطت روايته الزائفة، خاصة مع تصريحات قيادته وجنوده بالدعوة لقتل الأطفال، وتصريحاتهم أن الفلسطينيين حيوانات على هيئة بشر، والتي لن يستطيع أحد منهم إنكارها، لقد كانت الوقاحة والفظاظة منهم عبر وسائل الإعلام، وكل ما تبجحوا به هو الآن يمثل دليل واضح وإثبات صريح على إدانتهم. 

آجلا أم عاجلا سينتصر الحق وتنتصر فلسطين وينتصر معها كل من ناصرها، وسيسقط من خذلها سقوطا مدوياً، يخجل منه التاريخ والأجيال.