لماذا تنفذ إسرائيل حرب الإبادة بقلب المطمئن؟!

بي دي ان |

28 ديسمبر 2023 الساعة 07:28م

المشرف العام
بعد أكثر من ثمانين يوما بعد يوم القيامة الأول، ثمانين يومأ تم خلالها ارتكاب (1,745) مجزرة بحق المواطنين الأبرياء في غزة، و(27,674) شهيدا ومفقودا، ( 20,674) شهيدا وصلوا المستشفيات، مئات المدارس والجامعات والمقرات والمرافق تم استهدافها وتدميرها، و(ثلاث) كنائس تم تدميرها مما ينم عن سلوك إجرامي يستهدف كل ماهو فلسطيني وعلى غير ملتهم. 

أكثر من ثمانين يومأ ومازال الشعب الفلسطيني في حالة ذهول وصدمة لم تنصهر رغم حجم الجحيم والنيران التي اشتعلت في كل مكان حتى التهمت القلوب والجفون. 

ثمانون يوماً، كانوا ومازالوا بحجم ثمانين سنة مما يعد المعذب والمقهور، مرحلة تاريخية هي الأقسى في التاريخ الحديث والأشدها قذارة لأنها تدار من قبل أعتى جيوش العالم وأكثرها سخاء في الإجرام وارتكاب المجازر بحق أطفال ورضع ونساء وشيوخ وعزل على أمل تحقيق انتصار يذهب به كل رئيس عصابة لقومه ليكون له طوق نجاة، فكل يحقق مصالحه الشخصية حتى، على حساب دماء وأشلاء الأطفال، فمازال نتنياهو يستمر بجرائمه ضد الأطفال الفلسطينيين، ليهرب من محاكمة هي بإنتظاره مهما بلغ حده من الهرب، وبايدن يبدع بتصدع البيوت الآمنة والأطفال النائمة بأطنان من المتفجرات، والصواريخ لينال رضا اللوبي الصهيوني، ومع ذلك فإن العدو الإسرائيلي لم يكن يقوم بكل هذه المجازر وحرب الإبادة لولا الغطاء الأمريكي والغربي والصمت العربي الذي فاق كل معاني الخذلان.

فلم يكن الشعب الفلسطيني الذي كان يعتز بعروبته دائماً يظن يوماً أنه سيطعن من الظهر، وأن ورقة التوت ستسقط بهذه السرعة وتكشف سوءة من هم من المفترض أنهم الدرع الحامي، فبينما آلة المستعمرة تجز بأرواح الناس وتبتر أقدام الأطفال وتبعثر الشهداء أشلاء، وفيما يمنع الفاشيون الطعام والماء والدواء عن الأطفال، تغرق المستعمرة بخضروات وفواكه عربية وإسلامية لتعوض النقص في أسواقهم دون أي اعتبار لعظام الأطفال التي تسحقها آلة الحرب على مسمع ومرأى أشقاء العروبة والدين، وها هو جيش الحرب يقود حربا أخرى بالضفة الغربية آمناً مطمئنا لهدوء الإقليم والمجتمع الدولي المخنث، الذي تلبدت الدماء في عروقه على رغم النيران التي طالت الأخضر واليابس حتى الحجر والحيوانات جميعهم تم إبادتهم أمام هذا العالم المنافق. 

لقد كان بأولى لمؤسسات وهيئات المجتمع الدولي أن تغلق '"دكاكينها" وتغادر مربع السخرية والاستخفاف حين يجتمع الكون على مدار ثمانين يوماً دون النجاح باتخاذ قرار وقف إطلاق النار في غزة، كان الأحرى به أن يعلن عجزه صراحة ويقر أن مفاتيح الكون بيد دولة فاشية تبيع الوهم وكذب الديمقراطيات وحقوق الإنسان وهي تمارس الأبشع والأسوأ على الإطلاق، وكان على الدول أن تحترم كياناتها أمام شعوبها وتعلن رفضها لهذا الاحتكار الأمريكي المخزي لقرارات الأمم والشعوب وجعلهم دمى بين أصابعها. 

أكثر من ثمانين يومأ وقوى الشر تزداد قبحا ووقاحة من خلال إصرارهم على إدارة شؤون الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره ومساحة أرضه حتى لما بعد حرب الإبادة الجماعية التي تقترفها دولتين، سترسما بجرائمهما حدود عزلتهما، بل وما هو أقبح من ذلك، إصرار ذلك العدو الذي سرق أراضينا واحتلها على تهجير أصحاب الأرض وطردهم منها بشتى الطرق، وما زج أهالي غزة والشمال والوسطى تجاه رفح جنوب قطاع غزة إلا لتسهيل عملية التهجير قسري كانت أو طوعي من خلال تجميعهم وضربهم وارتكاب مجازر بحقهم، وليس ببعيد أن يقوم جيش الحرب بضرب الحدود مع مصر ليتسنى للناس الهروب من الموت إلى نكبة ثانية، في ظل عدو متوحش ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية، ليس بعيد عليه ارتكاب جرائم وخطايا على مختلف الأصعدة، وأولها تهجير الفلسطينيين وطردهم مرة ثانية من بيوتهم، بعد نزوحهم القسري من بيوتهم في ظروف بيئية قاسية تنعدم فيها أدنى المتطلبات الآدمية.

نعم لقد قالت الشعوب الحرة كلمتها وأثبتت تعاطفها وإيمانها بعدالة القضية الفلسطينية، وكشفت زيف الرواية الإسرائيلية التي تحاول بثها على العالم زورًا وبهتانا، فالجنود الإسرائيليين المرتزقة الذين يتلذذون ويتفاخرون بقتل الأطفال وهدم البيوت فوق ساكنيها وقياداتهم الذين أعطوهم الضوء الأخضر، جميعهم ساهموا ويساهموا بمضاعفة حجم الكره من قبل العالم الحر تجاههم، أما الفلسطينيون سيكونوا جميعهم قنابل موقوتة ستنفجر بأي لحظة ودون موعد مسبق، فرغم كل هذه المجازر، فلن يفنى الفلسطيني ولن ينقرض، وكما عودنا سينتفض الكنعاني والعنقاء ستنهض من تحت الرماد لإعلاء اسم فلسطين عاليا وليستمر في نضاله وقتاله ضد المحتل.
 
الفلسطينيون عادوا يرددوا ويطالبوا بكل فلسطين من البحر إلى النهر خاصة أن الثمن المدفوع غال جدا، إضافة إلى يقينهم أن الاحتلال إلى زوال، وأنهم في الربع ساعة الأخيرة، وهذا وعد الله، والله لايخلف وعده. 

بعد إعلان إيران "أن طوفان الأقصى كان أحد ردودها على مقتل قاسم سليماني". شخصياً أنا كنت ومازلت أنحاز (فقط) لشعبي وجراحه ومعاناته وحقه في استقلالية قراره في تحقيق مصيره بعيداً عن الأجندات الخارجية التي تعبث بشؤونه ومصيره.