مع استئناف القتال: المزيد من التصعيد قادم

بي دي ان |

01 ديسمبر 2023 الساعة 04:24م

الكاتب
في الوقت الذي قامت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على غزة من جديد، نشرت صحيفة وول ستريت غورنال تقريرا حمل عنوان "تستعد الأجهزة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي للتعاطي مع قيادات حركة حماس حول العالم" ، وهو تقرير مثير للجدل خاصة مع ما يحوية من معلومات.

ماذا قالت الصحيفة؟ 

الصحيفة الأميركية الدولية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين إمكانية تنفيذ هذا التصفيات في الوقت الذي يتم خلاله التمهيد لحملة طويلة الأمد تهدف اصطياد المسؤولين عن مذبحة السابع من أكتوبر.

وقال المسؤولون إنه جنبا إلى جنب مع تعليمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعمل أجهزة أمنية رفيعة المستوى على خطط لاصطياد قادة حماس الذين يعيشون في لبنان وتركيا وقطر، الدولة الخليجية التي سمحت للجماعة بإدارة مكتب سياسي في الدوحة لمدة عشر سنوات تقريبا

ومنذ بداية الحرب، وجه رؤساء الأجهزة الأمنية في إسرائيل عدة مرات تهديدات لقادة الحركة. وجاء عبر قناة "كان" التلفزيونية الإخبارية، الأسبوع الماضي أن ثلاثة مسؤولين التقوا في مناسبات وأماكن مختلفة مع قادة حماس في الخارج، إسماعيل هنية وخالد مشعل، وخرجوا من الاجتماعات معهم بانطباع أن الاثنين كانا في نشوة النصر على عكس ما هو شائع في إسرائيل.

وبحسب المصادر نفسها، أبلغ هنية المجتمعين معه أثناء هذه اللقاءات شعوره بأن حماس ستتمكن من الحفاظ على حكمها في القطاع. وتضيف المصادر: "من الواضح أنهم لم يدركوا الصورة الحقيقية ولا يفهمون حقًا ما يحدث في قطاع غزة. وهذا يظهر أيضًا وجود نوع من الانقطاع بينهم وبين قيادة حماس في غزة".

وردا على ذلك، صرح نتنياهو بأنه أصدر تعليماته لجهاز الموساد بالإجراءات ضد قادة حماس "أيٍ كانوا". ورد وزير الدفاع غالانت هو الآخر على التفاخر وقال: "إنهم يعيشون في الوقت بدل الضائع، وإن المعركة ضد حماس سوف تتشعب الى انحاء العالم كله". 

تساؤلات

وبعيدا عن هذه العنترية الإسرائيلية يطرح تقرير الصحفية عدد من التساؤلات ومنها مثلا: 

1- هل سيتم استهداف قيادات حماس في قطر التي تدير مفاوضات حثيثة بين إسرائيل وحركة حماس من أجل وقف إطلاق النار؟

2- هناك معلومات أن رئيس جهاز الموساد دودي برنيع قال صراحة لقيادات في قطر أن الموساد لن يمس قيادات حماس في العاصمة الدوحة مهما كان الأمر ، خاصة وأن إعلان نتنياهو عن تكليف الموساد بقتل قيادات حماس أتى وقت أن كان برنيع بالدوحة ؟
ما سبق يمثل أسئلة مهمة ودقيقة لا يمكن لأحد أن يعرف الإجابة عنها الآن. 

تفاصيل جديدة

وبعيدا عما أثارته صحيفة وول ستريت غورنال جدير بالقول إنه وفي ذروة كل هذا كشفت حركة المقاومة حماس اليوم عن تفاصيل المفاوضات الأخيرة التي انتهت دون التوصل لاتفاق بينها وبين الاحتلال، وأدت لانتهاء الهدنة الإنسانية، إذ قالت الحركة إن الاحتلال رفض التعامل مع كل العروض التي قُدمت له، وإنه كان لديه قرار مسبق باستئناف عدوانه على غزة.

وأضافت حماس أنها عرضت تبادل الأسرى وكبار السن وتسليم جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الإسرائيلي، لكن الاحتلال رفض، مشيرة إلى أنها عرضت على الاحتلال كذلك تسليم "جثامين عائلة بيباس والإفراج عن والدهم ليشارك في دفنهم، وتسليم 2 من المحتجزين الإسرائيليين".

وحملت "حماس" الاحتلال مسؤولية استئناف الحرب والعدوان على قطاع غزة بعد رفضه التعاطي مع عروض للإفراج عن محتجزين، على حد قولها.
وأكدت الحركة: "سنفشل أهداف العدوان الإجرامي، وسنكسر إرادة جيش الاحتلال المهزوم، والكلمة العليا ستبقى لشعبنا الفلسطيني".

انتهاء الهدنة في غزة 

ويأتي هذا بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس دون أن يعلن أي من الجانبين تمديدها، بعد أن استمرت 7 أيام، في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي استئناف القتال ضد حماس.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، إنه استأنف القتال ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، زاعماً أن الحركة خرقت شروط الهدنة وأطلقت صاروخاً باتجاه أراضي إسرائيل.

على إثر ذلك، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الطائرات الحربية تقصف جميع أنحاء قطاع غزة، وهو ما أكدته وزارة الداخلية في قطاع غزة بأن طائرات الاحتلال تُحلّق في أجواء غزة، وآلياته تُطلق نيرانها شمال غربي القطاع.

ونقلت وكالة رويترز عن الجيش الإسرائيلي قوله، صباح الجمعة: "إن نظام دفاعه الجوي اعترض صاروخاً أطلق من قطاع غزة، قبيل انتهاء الهدنة مع (حماس)"، فيما لم تصدر كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أي بيان حتى الآن.

وكانت الخارجية القطرية أكدت، صباح الخميس، تمديد التهدئة الإنسانية في قطاع غزة ليوم واحد، والتي انتهت عند الساعة السابعة صباح اليوم الجمعة، ورغم جهود الوسطاء في محاولة تمديد الهدنة يوماً أو يومين إضافيين لكنهم لم يتمكنوا من تمديدها.

وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، بدأت، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، هدنة إنسانية استمرت 4 أيام، وأُعلن، مساء الإثنين، تمديدها يومين إضافيين، ومن بين بنودها وقف مؤقت لإطلاق النار، وتبادل أسرى، وإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تضرروا من حرب مدمرة تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومنذ الجمعة الماضي، وعلى مدار 7 أيام، تسلمت إسرائيل 80 أسيراً من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 210 فلسطينيين من الأسرى النساء والأطفال أيضاً في سجون إسرائيل بموجب صفقة التبادل.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت المقاومة الفلسطينية هجوماً على مستوطنات غلاف غزة، قتلت خلاله أكثر من 1200 إسرائيلي وأصابت أكثر من 5 آلاف وأسرت نحو 239، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية.

بينما شنَّ الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على القطاع خلَّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.