ما بين نوفمبر 1917 ونوفمبر 2023 مجازر لم تتوقف

بي دي ان |

07 نوفمبر 2023 الساعة 05:26م

المشرف العام
منذ نوفمبر الأول 1917 حتى نوفمبر 2023 ومسلسل النكبة مستمر وهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم (لدى الاحتلال الإسرائيلي) لم يتزحزح، هذا الضيف السمج الذي جاء يتوسل الفلسطيني ليستقبله في وطنه، الآن يقتل الفلسطيني وابنه وأحفاده ويهدم بيته ويذبح أطفاله بكل وقاحة، أمام مجتمع دولي أوقح وأجبن.
 
منذ بداية أكتوبر الماضي والشعب الفلسطيني يتعرض لحرب شعواء استخدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي كل الأسلحة الممنوعة والمحرمة وارتكبت جرائم حرب، مدعومة من كبرى الدول أمريكا، أوروبا وصمت عربي بلا خجل، جميعهم أعطوا الضوء الأخضر لإسرائيل باستباحة كل ماهو فلسطيني، فكانت المجازر، وقتل الأطفال والنساء، والتي يقول في هذا أحد الحاخامات، أنه "في سفر الاثنية، الفصل 25 ، الآية 16 تقول التوراة في قواعد الحرب ( ليس لهم الحق بالوجود) ويقصد هنا النساء والاطفال، ومن هنا نجد زيادة واستهداف ملحوظ لقتل النساء والأطفال، حيث استهدفت الحرب على غزة أكثر من 4000 طفل، ومازال العدد مرشح للزيادة لأن القصف الإسرائيلي لا يتوقف على مدار الساعة، وآخذًا بالتصعيد الخطير، وخاصة بعد ارتكابه مجازر أمس 2/ نوفمبر، وكذلك النصيرات وخانيونس، وقصف بوابة مستشفى الشفاء هذا اليوم مخلفًا أكثر من خمسين شهيدًا وعشرات الجرحى. 

تتواصل المجازر والحروب والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني على مدار عقود طويلة، لكن على ما يبدو أن هذه المرحلة من احتلال إسرائيل لفلسطين، تبرز مدى عنجهية الاحتلال، وإعلانه صراحة عن نيته وخططه في تهجير بقية الشعب الفلسطيني قسرا من أرضه، متحدثا بشكل علني عن نيته توطين المواطنين من قطاع غزة في سيناء المصرية، والتي فيها قمة الاستخفاف والاستهانة بحقوق الشعب الفلسطيني من جانب وحقه بالوجود على أرضه وفقا للحقيقة التاريخية، والقوانين والأعراف الدولية التي أقرت حق الفلسطيني على أرضه، ومن جانب آخر قمة الاستخفاف بالسيادة المصرية على أراضيها، بالرغم من الزخم التي تتميز به مصر كدولة عربية و اقليمية لها حضورها العربي والإقليمي والدولي.

وبالتالي فيما لو نجحت إسرائيل في ذلك، فانه سيكون أسهل عليها توطين الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأردن، وستجد طريقة ما لتفريغ أراضي ال48 من أهليها الذين احتفظوا ببقائهم على أرضهم. 

'"طوفان الأقصى" هي حرب صادمة بكل المعايير، فقد سقط القناع عن العديد من الدول والحكام، وتفتت مقولة وحدة الساحات والمحاور، وأيقن الفلسطيني أنه وحده بالميدان، ووحده يقاتل وأنه تم خذلانه من الجميع بنجاح، ما عدا بعض المناصرين من الشعوب الغربية، وشعوب عربية لا حول لها ولا قوة. 

ولعل هذا ما بات واضحًا في خطاب حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، والذي كان من البعض أن توسم خيرا في فتح جبهة "إنقاذ" إن جاز التعبير، لتخفيف الضغط عن غزة وفي محاولة لإشعال العدو بعض الشيء، لكن الخطاب كان مخيبًا لمن تأملوا به، خطاب استهلك وقتًا وسبلًا دعائية، فاقت حجم المحتوى والمتوقع بكثير، وكأنه يقول (اذهبا أنت وربك قاتلا) . بالتالي سيبقى الفلسطيني يقاتل وحده إسرائيل وأميركا وبريطانيا سبب كل النكبات والكوارث التي يتعرض لها الفلسطيني بعدما قدمت لإسرائيل، فلسطين كوطن قومي لهم، من خلال وعد بلفور ذلك الوعد الذي قدمه جيمس بلفور بتاريخ 2/ نوفمبر / 1917.وكذلك دول أوروبية أخرى.
 
لقد حاولت دولة الكيان نشر رواية كاذبة للعالم تظهر نفسها ضحية كعادتها، لكن الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال واضحة أكبر وأوضح من أي ادعاءات، الكم الهائل والمؤلم للشهداء الأطفال والنساء، أبطل الرواية الإسرائيلية، دولة الاحتلال تتجه نحو العزلة بعد كشف الحقيقة التي شاهدها العالم، وما تحرك الشعوب العربية والأجنبية في كافة شوارع ومدن العالم إلا اعترافا بالظلم والجور الذي يتعرض له الفلسطيني على أرضه من قبل دولة الكيان.

غزة تقاتل أعتى آلات الحرب على مستوى العالم، في عمل إسرائيلي منظم لإبادة الفلسطينيين، ومع ذلك سيقابل هذا الهدف بالفشل، لأن الفلسطيني متجذر بأرضه ويستميت بالبقاء صامدا عليها، رغم تآمر الكون عليه، ولن يفلح مخطط التوطين والتهجير مرة أخرى، لقد أخذ الفلسطينيون القرار بالبقاء.