واشنطن شريكة في الحرب

بي دي ان |

10 أكتوبر 2023 الساعة 12:06ص

الكاتب
حرب الدفاع عن النفس الفلسطينية، وصد العدوان وفلتان الجريمة الصهيونية المنظمة، وإرهاب الدولة اللقيطة تعتبر من وجهة نظر الإدارة الأميركية ودول الغرب الرأسمالي الأوروبية "إرهابا" فلسطينيا، ويجأرون ويتنافخون كل من موقعه وبشكل جماعي في أولا اعلان الدعم غير المشروط للدولة الإسرائيلية الخارجة على القانون؛ ثانيا تبني وجهة النظر الإسرائيلية الظالمة، والقائمة بالاستعمار الاستيطاني الاجلائي الاحلالي، وهو اعلى اشكال الإرهاب وفق القانون الدولي؛ ثالثا تقديم المساعدات المالية واللوجستية والعسكرية والفنية، فضلا عن تحريك حاملة الطائرات الاميركية "فورد" مقابل شواطئ فلسطين التاريخية لترهيب الشعب الفلسطيني واذرع المقاومة، وفي نفس الوقت حماية إسرائيل من دفاع الفلسطينيين عن انفسهم؛ رابعا منح حكومة الترويكا الفاشية بزعامة نتنياهو الضوء الأخضر لشن حربها، تحت يافطة "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"؛ رابعا وقف المساعدات للسلطة الوطنية بكل اشكالها من قبل الاتحاد الأوروبي، والتي تقدر ل690 مليون يورو بهدف لي ذراع القيادة الفلسطينية، وارغامها على "التخلي" عن أبناء شعبها، و"دفعها" للاستسلام لمشيئة واملاءات الغرب عموما وواشنطن خصوصا وربيبتهم إسرائيل الفاشية؛ خامسا الزام الدول العربية والإسلامية ل"ادانة" دفاع اذرع المقاومة عن الشعب والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وللأسف تساوق بعض الأنظمة العربية والإسلامية لضغوط البيت الأبيض وحلفائه الأوروبيين؛ سادسا ويجري الضغط على بعض دول الطوق المحيطة بفلسطين لافراغ قطاع غزة من سكانه بذرائع مختلفة؛ سابعا الصمت المطبق تجاه جرائم إسرائيل واستباحتها للمدنيين العزل، وعمليات التدمير المنهجية للمنازل والابراج والمدارس والمستشفيات والبنوك ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية وقطعها الكهرباء والمياه ومقومات الحياة عن الشعب الفلسطيني عموما وفي قطاع غزة المحاصر منذ سبعة عشر عاما، تنفيذا لقرار القيادة الإسرائيلية تدمير وسحق معالم الحياة الادمية، وإعادة الحياة لخمسين عاما للخلف في محافظات الجنوب؛ ثامنا تخليها عمليا عن خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967. رغم انها تدعي تمسكها به شكليا.  
كل ما تقدم وغيره من انتهاكات وجرائم إسرائيلية محل دعم وتأييد وتشجيع من البيت الأبيض، حيث اعلن الرئيس بايدن عن تقديم مساعدات مالية تقدر بثمانية مليارات دولار ومساعدات عسكرية عاجلة من مختلف صنوف الأسلحة المتطورة للجيش الإسرائيلي لتحول دون تمكن الفلسطينيين من وقف الفلتان الإرهابي والبلطجة الإسرائيلية، وإطلاق يد دولة المرتزقة في تل ابيب لسحق الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية، وفرض الاستسلام عليهم وفق الاجندة والشروط الإسرائيلية.
وهذا يؤكد للمرة المليون، ان واشنطن هي من يدير الحرب الجهنمية والوحشية ضد الشعب العربي الفلسطيني، وليست إسرائيل الأداة الوظيفية الهشة، التي اثبتت الأيام القليلة الماضية انها اوهن من بيت العنكبوت، حيث مازالت تعيش حتى اعداد هذا المقال من مساء امس حالة التخبط والارباك والفوضى السياسية والعسكرية والأمنية.
ومع ذلك، فإن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وكل فصائل العمل الوطني لن تستسلم، ولن ترفع الراية البيضاء، وستقف في الصفوف الامامية للدفاع عن شعبها وأهدافه الوطنية. لانها متصالحة مع ذاتها وخيارها الاستراتيجي كحركة تحرر وطني، ولا يمكن ان تكون الا الى جانب أبناء الشعب في غزة والضفة بما فيها العاصمة الأبدية القدس الشرقية المحتلة، وأيضا الى جانب أبناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، ولن يرهبها التهديد والوعيد، وإعادة احياء المشاريع التآمرية في انتاج روابط القرى وغيرها من المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية. لا سيما وان القيادة الفلسطينية لم تتخلَ عن خيار السلام الممكن والمقبول وعنوانه خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، والتمسك بتأمين الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان من ارض فلسطين التاريخية، ولم تغادر موقع التمسك بقرارات الشرعية الدولية حتى الوصول لكامل اهداف الشعب في الحرية والاستقلال وتقرير المصير والمساواة لابناء الشعب في ال48.
آن الأوان ان ترتقي الأقطاب الدولية وهيئة الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم الغرب الرأسمالي الى مستوى المسؤولية القانونية والسياسية وتمنح الحرية والاستقلال للدولة الفلسطينية القائمة والموجودة تحت نير الاستعمار الاسرائيلي، والعودة للاجئين وفقا للقرار الاممي 194، والمساواة لابناء الشعب داخل الداخل، وتكف عن دعم خيار الحرب والإرهاب الصهيوني، وعليهم ان يتعظوا من تجربة الأيام الماضية ليدركوا ان الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أهدافه وثوابته الوطنية مهما كانت التضحيات وعمليات التدمير المنهجية لدولة اسبارطة الايلة للسقوط. لان هذا الخيار لا يحمل في طياته سوى تهديد الامن والسلم الدوليين، وليس في الإقليم الشرق اوسطي، وتهديد المصالح الأميركية والغربية الحيوية في الإقليم والعالم. فهل تدرك الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية قبل فوات الأوان، انه حان الزام اداتهم الوظيفية الإسرائيلية باستحقاقات السلام الممكن والمقبول؟
[email protected]
[email protected]