تقرير: ما قصة طالب بغزة يُحضر للدكتوراه ويعمل سائق "باص"!

بي دي ان |

23 سبتمبر 2023 الساعة 01:07م

تامر مقاط
دفعت صعوبة الحصول على فرص عمل، طالب الدكتوراه تامر مقاط من سكان منطقة الزرقاء شمال مدينة غزة، العمل بمهنئة سائق باص، لكي يتغلب على الواقع المعيشي الصعب وجلب رزق عائلته المتواضعة ولتيسير أمور حياتهم، لكنه ذلك، لم يمنعه من تحقيق طموح مستقبله بنيل درجة الدكتوراه بكل عزيمة وإصرار.

أكثر من سبع سنوات، ويعمل مقاط (33 عامًا) الذي أشرف على الانتهاء من مناقشة دراسة الدكتوراه بتخصص إدارة الأعمال، في نقل طلبة رياض الأطفال والمدارس، بعدما حاول مرات عدة التقديم إلى وظيفة تناسب شهادته العملية، لكن دون جدوى.

قطاع غزة، الذي يسكنه زهاء مليوني و30 ألف شخص، يُسجل ارتفاعًا في معدلات نسب البطالة على صعيد المنطقة العربية، لا سيما بين الشباب والخريجين لأكثر من النصف، ويُعد الحصار المشدّد والمُفروض من الاحتلال الإسرائيلي من عام 2007م، سببًا رئيسيًا في ذلك. 

رسالة الماجستير، الذي أنهاها العام 2020، والتطوع بالشركات، لأشهر عدة بعد تخرجه من البكالوريوس، لم يشفعا للخريج بالحصول على وظيفة عمل، فاضطر مُجبرًا للاستمرار بمهنة سائق الباص، التي يتقاضى منها، أجرًا قدره 700 شيكل، كما يقول تامر مقاط لصحيفة "بي دي ان" الإخبارية. 

ويضيف أن أجر عمله في الباص المستأجر، على فترات عدة باليوم، لا يلبي إلا جزءًا بسيطاً من احتياجات أسرته المكونة من ستة أفراد، ومن سداد ديونه أكثر من 3 آلاف دينار أردني، جزء كبير منها، رسوم جامعية.

الخريج مقاط ومنذ عام 2017م، لم يفقد العزيمة والإصرار بتحقيق طموحه المستقبلي بالتدريس الأكاديمي أو بمجال يليق بشهاداته العلمية، وقبل عامين، التحق في برنامج الدكتوراه بإحدى الجامعات السودانية، عبر التعليم عن بعد، الذي يؤهله بأن يكون محاضرًا أكاديميًا على درجة عالية.

ويرافق هذا الطموح، دوافع ومعنويات يتلقاها من عائلته وأصدقاؤه، التي تقف معه أثناء الدراسة، كما يوضح مقاط، أنهما يساندانه على الدوام لتحقيق هدفه.

وعلى سبيل المثال، فإن زوجته وابناءه يساعدونه بكتابة أبحاثه العلمية الورقية على جهاز الحاسوب، وترتيبها، وذلك أثناء فترة عمله بنقل طلبة المدارس.

وطالب الخريج مقاطـ عبر "بي دي ان"، جميع الجهات المعنية والرسمية، بتلبية مطلبه بتوفير فرصة عمل تناسب قدراته العلمية يكون قادرًا من خلالها على خدمة المجتمع.

وفي السنوات الأخيرة، زاد عدد العاطلين عن العمل بين صفوف الخريجين من حملة شهادة البكالوريوس وهي الدرجة الجامعية الأولى التي تمنح الطالب في أي تخصص على أن يمضي الدارس في الجامعة مدة لا تقل عن أربع سنوات، والدراسات العليا. 

وفي أحدث إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ معدل البطالة بين الشباب (19-29) الخريجين من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى نحو 46%، بواقع 29% في الضفة الغربية مقابل 68% في قطاع غزة.

كما وبلغ عدد الخريجين من مؤسسات التعليم العالي للعام الدراسي 2020/2021، قرابة 13,948 خريجاً وخريجة في قطاع غزة (منهم 6,168 ذكرا و7,780 أنثى)، بحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني.

الحصار الإسرائيلي، المفروض على قطاع غزة، من جميع الجهات، تسبب في زيادة الفقر والفقر المدقع ومعدلات البطالة، إلى حد تردي الأوضاع المعيشية بين السكان والأحوال الاقتصادية في المؤسسات الناشئة والعامة، كما فرضت قيودًا على حركة تنقل المواطنين إلى الخارج.