"سفراء الطاقة" بغزة ينظم ورشة عمل للنساء الناجيات والمصابات بمرض السرطان..صور

بي دي ان |

30 يناير 2021 الساعة 05:12ص

 طاقة النجاة تبث في أرواحهن فتغمرهن بحب الحياة، لاشك أنهن قطعن طريقاً ملغوماً بآلام المرض وصراعات الموت، تلك النساء اللواتي نجون من مرارة السرطان سطرن انتصارات تسودها الأمل والتفاؤل بالشفاء، حيث حاربن السرطان لسنواتٍ طويلة كانت مليئة بحلقاتٍ من اليأس تارة ومن أمل الشفاء تارة أخرى.

فريق "سفراء الطاقة" بالتعاون مع مركز "إسعاد الطفولة" التابع لبلدية غزة، نظم ورشةَ عملٍ للنساء المتعافيات والمصابات بمرض السرطان بعنوان " حبي أنت "، لتعزيز دور المرأه بالمجتمع بحضور رئيس فريق سفراء الطاقة د. منى صيام، وعدد من ممثلي ورؤساء وأعضاء فريق الطاقة، وسيدات متعافياتٍ ومصاباتٍ بالمرض.

ومن جانبها رحبت د. منى صيام رئيسة سفراء الطاقة بالمشاركين والحضور، مشيدة بعمل الفريق وإنجازاته.

وقالت صيام: " قمنا بفتح فريق سفراء الطاقة المكون من مجموعة متنوعة من الأعضاء اليوم حتى نوجه لهم جملة حب، لهم فيها شفاء، فيها تشافي، فيها حالة من البعد عن الضغط النفسي اليومي" 

وأشارت إلى أن هذه الورشة هي الثانية ضمن برنامج سلسلة ورش العمل التدريبية التي ينظمها الفريق.

وأضافت، "أن رواية قصص النساء اللواتي حاربن المرض وانتصرن عليه، تمنح اللواتي ما زلن يخضن معركة العلاج أملاً في النجاة من مرض، ما زال في أذهان الكثيرين، مقترناً بالموت"

وأكدت صيام، أن هذه الورشة تهدف لتعزيز دور المرأة المصابة والمتعافية من مرض السرطان وتقديم الدعم المعنوي للمرأة المصابة بالمرض ،مشيرة ً إلى أن ورشة العمل تتضمن الكثير من الفقرات المميزة والهادفة التي تعطي طاقة إيجابية للمشاركين في هذا اللقاء النوعي.

"صرخات روتها ناجيات وأخرى لاتزال مكبوتة في صدور مصابات، لا يردن الشفقة ولا المعايرة فقط ينشدن حياة عادية لا يعانين فيها وصمة "المرض النفسي" والشعور بالدونية"

تسرد مصابة، تفاصيل قاسية كما تصف، فهي تخطت الأربعين من عمرها إلا أن السرطان يكاد يتخطاها، تحاول التحلي بالقوة وهي تروي تفاصيل حكايتها قائلة،: "أنا مصابة سرطان الثدي، وحضرت إلى هذه الورشة اليوم ،لأستمد القوة والتحدي لمواجهة هذا اللعين، بداية كنت متفاجئة بخبر إصابتي بالسرطان وصدمت عندما علمت أنني أحتاج إلى عملية استئصال للثدي، هذا ترك أثر كبير على نفسيتي ونفسية أطفالي وزوجي ولكن دعمهم ووقوفهم إلى جانبي كان الطريق الأسهل لتجاوز هذه المحنة "

ومن جهتها، روت ناجية من مرض السرطان، قصتها قائلة "أنا متزوجة ولدي طفل واحد، ولقد أصبت بالمرض وأنا في مقتبل العمر، بالبداية دخلت في حالة من الحزن والبكاء من الصدمة،وسألت الله أن يمدني بالصبر والقوة على التحمل، وكانت صدمة زوجي أكبر، لكنه تمالك نفسه ووقف بجانبي ودعمني"

وتابعت الحديث عن رحلتها العلاجيه، "فتره علاجي كانت هي الأصعب على الإطلاق ولكن بالإرادة والصبر تجاوزت المرض ،ثم بعد ذلك انضممت إلى فريق سفراء الطاقه الداعم الأكبرلي ،دائماً كنت أستمع إلى قصص حول السيدات اللواتي واجهن المرض وانتصرن عليه، ما شجعني وعزز آمالي بالشفاء".

وتتابع في حديثها، أن على المصاب بهذا المرض أن يعتمد على نفسه في خلق أجواء من الأمل والروح المرحة لتحمّل العلاجات بمختلف مراحلها.

وأشارت، إلى أن حياتها تغيرت إلى الأفضل بعد المرض، وأصبحت تشعر بأهمية الوقت وقيمة اللحظات الجميلة، وتعلل ذلك بسبب تعرضها لخطر الموت أثناء إصابتها وفترة علاجها وهذا ماجعلها تراجع أسلوب حياتها وتتصرف كأنها ولِدَت من جديد.

واقع مأساوي أليم، ومعاناة لا تنتهي تلاحق مرضى السرطان في قطاع غزة، أجساد أنهكها المرض وغيرَّ ملامحها، وآلمها العلاج، تصارع الموت البطيء، ففي غزة يعاني أكثر من عشر ألف مريض بالسرطان يكابدون أخطاراً متزايدة، ويواجهون موانع تتعاظم أمام حصولهم على الرعاية الصحية المناسبة، للنجاة من المرض، في ظل الحصار الإسرائيلي اللعين.

وهذا ما وصفته مصابة بمرض السرطان عن رحلتها مع المرض بأنها الرحلة الأصعب ،حيث تؤكد بقولها " كانت فتره الكيماوي هي صعبه جداً، حيث تناولت 8 جرعات كيماوي، وكانت مزعجة لأنها تجعل شعري ورموشي تتساقط وهذا مايجعلني أشعر بالإحباط والقلق من مواجهة المجتمع ،ولكن بالإرادة والعزيمة القويه نجيت من هذه المشاعر التى أحاطتني من كل جانب حيث أنني استطعت تجاوز مرحلة الكيماوي وأخذت 25 جلسة اشعاع حتى أصبحت بخير "

بدورها، أوضحت صيام " إن مرضى السرطان بغزة يعانون من مشاكل جمة منذ سنوات نتيجة عدم توفر الإمكانيات اللازمة لعلاجهم، وخاصة العلاج الإشعاعي، كما يواجه بعضهم مشكلة في السفر للعلاج، مبينةً أن العلاجات الأخرى ومن بينها الكيماوية تتوفر لكن بنسب متفاوتة".

يصطدم هؤلاء المرضى بواقعٍ حاد لا يرحم في مستشفيات قطاع غزة التي تعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية، والأدوية الكيميائية، والإشعاعية الخاصة بعلاج الأمراض السرطانية المختلفة.

حيث بلغ العجز 45% من الأدوية المخصصة لهم في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المعدات الطبيه اللازمه للكشف الذري، وكذلك العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، والقيود المشدّدة المفروضة على المعابر الحدودية ، ووفق إحصائيات غير نهائية ،نحو 8000 من مرضى السرطان بغزة يعانون بشدة بسبب عدم توفر العلاج اللازم لهم.