فازت المبرمجة المبتدئة نسمة زنون من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بالمركز الثالث عالميًا في مسابقة (برمجية) بالولايات المتحدة الأمريكية، شارك فيها مبرمجون مبتدئون من 20 بلد من حول العالم.

براءة اختراع فريدة من نوعها.. 

زنون البالغة من عمر (17 عامًا)، حصلت على جائزة (Guccess Without Ualimited)  قبل أسبوعين، من جامعة (Cornell) في نيويورك، لبراءة اختراع لتطبيق الكتروني فريد ( Multitasking application) يخدم ذوي الإعاقة والكتباء.



الفائزة، تقدمت إلى هذه المسابقة، بعد انتهاءها من دورة إلكترونية عن بعد بالإنترنت، متخصصة بشرح إعدادات تطبيقات بالذكاء الاصطناعي متقدم، وهي من إشراف الجامعة ذاتها.  

إعداد تام وتطبيق ناجح..

أسابيع عدة، احتاجتها زنون حتى انتهت من إعداد التطبيق وتطبيقه بنجاحٍ تام بأحد المدارس التابعة لذوي الاحتياجات الخاصة جنوب القطاع، قبل أن تقدمه إلى المسابقة وتحصل على (5 آلاف) صوت.

وتقول زنون في تصريح لـ"بي دي ان"، أن التطبيق يخدم متعدد المهام، ثلاثة فئات، وهم: (الأكفاء والأصماء ومحبي الكتابة والشعر)، وفي الاثنين الأولين يُساعدهم في تحويل الإشارات والحركات إلى كلام والعكس، واستشعار المحيط، لتسهيل التواصل مع الأخرين. 

وتضيف أنه يقدم أيضًا اختراعات للقصص والروايات مع تجويد الكتابات المقدمة من الكاتب بطريقة احترافية.

وضمن منحة المسابقة، حصلت الفتاة على سفرية من وكالة (ناسا) الفضائية بالولايات المتحدة خلال الأشهر المقبلة، برفقة مبرمجين من مختلف دول العالم، وهناك سيتم تنظيم جولات استكشافية على أحدث ما توصل إليه العقل البشري في علوم البرمجة والذكاء الاصطناعي. 

صعوبات وعوائق..

وواجهت زنون، في فترة برمجة التطبيق، صعوبات عدة، وتشير في حديثها، إلى قلة الامكانات والأدوات اللازمة في ذلك، في مقدمتها عدم توفر جهاز حاسوب (لاب توب) بمواصفات تليق عملها حيث كانت تذهب إلى أحد أقاربها لإكمال تصمميها للتطبيق. 

وفي صيف عام 2022، لم تتمكن المبرمجة من السفر عبر معبر رفح البري الوحيد إلى الولايات المتحدة، ضمن منحة أمريكية، بسبب التصعيد العسكري "الإسرائيلي" على القطاع، خلالها، الذي تسبب بارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وتدمير بيوت وشقق سكنية.

ورغم ذلك، فإن طموحها لم يقف إلى هذا الحد، بل إلى مستقبل أفضل في عالم البرمجة، خاصة في علوم الذكاء الاصطناعي الذي يدخل في مجالات عدة، ويُعد مستقبل العالم في الوقت القصير.

لم يكن الإنجاز العلمي الوحيد..

وهذا الإنجاز العلمي لم يكن الوحيد لنسمة، إذ أنها أنجزت مشروع صناعة روبوت مسعف مساعد مع زميلة أخرى، وقدمته في فعاليات أندية برمجة الروبوت الذكاء الاصطناعي، في يوليو الماضي، برفح، ونال مشروعهما المتواضع على إعجاب الزوار.

ولتعزيز قدراتها البرمجية، تطالب زنون، من المؤسسات والجهات المعنية داخل القطاع، بدعمها وتوفير كافة المستلزمات والأدوات اللازمة لتطوير ذاتها وابداعاتها في هذا العلوم الذي يتطور يوميًا.

رغم الصعوبات..

قطاع غزة، شهد خلال السنوات الماضية، ارتفاعاً ملحوظاً بين الطلبة والموهبين في مجال البرمجة، حيث قدموا إنجازات علمية في ذلك، رغم الصعوبات التي تواجههم لا سيما على صعيد السفر وتبادل الخبرات مع الخبراء، بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد والمفروض منذ عام 2017م.