عين الحلوة في دوامة الإرهاب

بي دي ان |

10 سبتمبر 2023 الساعة 12:16ص

الكاتب
قامت الجماعات الإرهابية المتلفعة بالثوب الاسلاموي في عين الحلوة بتفجير الوضع الأمني، في محاولة لقطع الطريق على إتفاق التهدئة الأخير (قبل شهر)، والذي تضمن تسليم قتلة العميد العرموشي ومرافقيه الأربعة نهاية شهر تموز / يوليو الماضي، وبايعاز من قوى اسلاموية فلسطينية ولبنانية متنفذة في الساحة اللبنانية. لانهم يسعون لابقاء دورة الدم في المخيمات الفلسطينية مفتوحة، أولا، ويريدون إضعاف حركة فتح، ان لم يكن إستئصالها من المخيمات، لتخلو الساحة لادوات الفتنة والتكفير والتخريب اللا وطنية، ثانيا، لعزل فصائل منظمة التحرير عن جماهيرها، والبدء في ضرب قوات الامن الوطني، اليد الوطنية في حماية المخيمات من العبث والفلتان والفوضى، ثالثا، والاهم تمرير مشروع تفريغ المخيمات الفلسطينية من اللاجئين القاطنين فيها ديمغرافيا، وتقويضها من هويتها الوطنية، لتنفيذ مخطط القوى المعادية الفلسطينية المأجورة واللبنانية والإسرائيلية والأميركية، وتبديد قضية اللاجئين وعودتهم لديارهم ووطنهم الام فلسطين.
في ليل الخميس الماضي الموافق السابع من أيلول / سبتمبر الحالي عاد رصاص الغدر والخيانة والإرهاب يهدد السلم الأهلي في اكبر مخيمات الشتات في الجنوب اللبناني، مخيم عين الحلوة البطل، واسقط العديد من الضحايا والمصابين، ومع ان بعض القوى اللبنانية تدخلت لوقف اطلاق النار في المخيم، الا ان الجبناء من جماعات الزندقة والتخوين، المأجورين ابوا الا أن يشعلوا فتيل الفتنة والموت داخل المخيم، ليس من خلال رفضهم وقف إطلاق الرصاص من مختلف الاعيرة والقنابل والقذائف الصاروخية، وانما من خلال رفضهم اخلاء مدارس الاونروا (وكالة الغوث) والعيادات الصحية، وكذا عبر رفضهم تسليم القتلة لأجهزة الامن اللبنانية المختصة، واصرارهم على المضي قدما في مخططهم التآمري على الشعب الفلسطيني برمته في لبنان وكل دول الشتات، كجزء من مشروع تصفية القضية الوطنية عموما.
وهذا التطور يطرح على فصائل منظمة التحرير وفي مقدمتها حركة فتح، وعلى القوى الوطنية اللبنانية في مدينة صيدا والكل اللبناني الرسمي والشعبي، الى متى يمكن القبول ببقاء أدوات الإرهاب والجريمة من جماعات الإسلام السياسي دون عقاب؟ ولماذا لا يكشف النقاب عن الأطراف الفلسطينية واللبنانية التي ترعى الإرهاب داخل المخيمات؟ وهل سياسة المراوحة والانتظار الفلسطينية اللبنانية تؤدي لاية نتائج إيجابية، ام العكس صحيح؟ وما هو الحل المطلوب لاخراج الشعب الفلسطيني والتجمعات اللبنانية السكانية وخاصة أهالي مدينة صيدا البطلة من الفلتان الأمني التكفيري؟
المنطق والعقل يقول: من لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وعن خياره الوطني فليترجل، لان إبقاء الشعب تحت سيف المقايضة والمساومات الرخيصة، واتفاقات وقف اطلاق النار، لا تساوي قيمة الوقت والحبر الذي تكتب به، ومن يعود لاتفاقات وقف اطلاق النار عشية الانقلاب الحمساوي الأسود في قطاع غزة، يتذكر انها لم تنتج سوى التمهيد وإعطاء فرصة للانقلابين ليخطفوا قطاع غزة من الشرعية في أواسط حزيران / يونيو 2007. ولان التجربة التاريخية اكدت، ان سياسة المهادنة، والرهان على إمكانية ان تعود قوى الشر الى جادة الصواب، هو رهان خاسر، وحمل كاذب، لا يؤتي اكله. لا بل العكس صحيح، يعطي الاخرين الفرصة للقضم التدريجي لمكانة منظمة التحرير عموما وحركة فتح تحديدا.
إذا المطلوب دون تردد، او تلكؤ، او تعلثم، أولا أخذ القرار الوطني في إطار منظمة التحرير بتطهير المخيمات الفلسطينية من كل الجماعات الاسلاموية التكفيرية، ثانيا الشروع بتنفيذ الخطة فورا بالتكامل بين الكل الوطني، وابعاد القوى الاسلاموية الفلسطينية واللبنانية عن الدخول على الخط. لانها شريكة في مؤامرة تبديد مكانة المنظمة والحركة (فتح)، ثالثا الاتفاق مع قيادة الجيش اللبناني وأجهزة الامن ذات الصلة على دعم التوجه الوطني. لان ذلك يصب في خدمة النظام اللبناني، رابعا من يرفض المشاركة من الوطنيين وخاصة من أبناء فتح، يتم التشهير بهم، وإعلان علني بطردهم من الحركة، وحرمانهم من اية امتيازات مالية او تغطية تنظيمية، وأيضا التشهير بمن يرفض من فصائل منظمة التحرير عملية تطهير المخيم من الادران الخطيرة، خامسا تحشيد الدعم الشعب الفلسطيني في مختلف المخيمات لاسناد قوات الامن الوطني بتنفيذ خطة تحرير المخيمات من موبقات الجماعات التخريبية، سادسا التنسيق مع القوى والشخصيات الوطنية اللبنانية الصيداوية واللبنانية عموما لتشكل حاضنة قومية للعملية البطولية.
يجب وبالضرورة اخراج مخيم عين الحلوة، والمخيمات الفلسطينية في لبنان من كل العصابات الإرهابية الاسلاموية، التي لا تمت للدين الإسلامي بصلة لا من قريب او بعيد، فأما ان تكون المخيمات، كما كانت دوما منارة وطنية، وحامية للمشروع الوطني، او اعادتها لما يجب ان تكون عليه باسم إرادة الشعب وقواه الوطنية وتحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد. دون ذلك هناك خطر داهم على المخيمات وعلى الشرعية الوطنية في الشتات، فهل يدرك الوطنيون جميعا أخطار ظاهرة الفلتان هنا وهناك؟ ارجو ذلك.
[email protected]
[email protected]