ريشة الفنانة فرح قرموط.. سطوع نورها ثورة فلسطينية لغدٍ مشرق "صور"

بي دي ان |

09 سبتمبر 2023 الساعة 03:39م

فرح قرموط
استطاعت الفنانة التشكيلية فرح قرموط من مدينة غزة، بموهبتها الفنية في رسم لوحات ورسومات، تُجسد من خلالها المظاهر الطبيعية والأماكن الأثرية وعن القضية الفلسطينية، ومشاركتها في معارض فنية عدة، لإعطاء صورة عن فلسطين للعالم الخارجي، بمستقبل مزهر ومشرق وحب الحياة، رغم الظروف القاسية التي يمر بها شعبها منذ سنوات طوال.



من رحم المعاناة تُولد الموهبة..

هذه الموهبة، دفعت الفتاة قرموط (36 عامًا) التي اكتشفت موهبتها منذ نعومة أظافرها، بمزيد من الاستمرار في رسم اللوحات والتعبير عن التفاؤل بالحياة رغم قساوتها جراء الواقع المعيشي الصعب الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على سكان القطاع.




أدهشت الجميع منذ نعومة أظافرها..

وتقول قرموط لـ"بي دي ان"، أنه في المرحلة التعليمية الأساسية، بدأت مراحلها الأولى برسم مواضيع علمية مختلفة وعن القضية الفلسطينية وذلك على الجدارية والورق المعلقة على لوحات بورش ومعارض خاصة بالمدرسة، واندهش التلاميذ والمعلمين بأعمالها.

وتضيف أن هذه اللبة الأولى دفعت فيها غريزة الشغف بالإبداع والتطوير لريشتها، رغم محدودية الدعم من الدوائر التعليمية، إلا أن دعم العائلة لها كان كبيرًا، ليصل بها المطاف بالرسم بالأدوات الزيتية بعد تخرجها من الجامعة.



لوحاتٌها تنبض بالحياة..

واتسمت لوحاتها في السنوات الخمسة الأخيرة التي تصل إلى 20 لوحة، وبحسب الفنانة التشكيلية، برسم المظاهر الطبيعية والأماكن الأثرية، بعد تصويرها بعدسة الهاتف المحمول، ثم تجسديها عبر ريشتها الزيتية ورسمها على ورق كبيرة ولوحات عريضة.

وشاركت الفنانة لوحاتها وبأحجام مختلفة، في معارض عدة أقيمت داخل القطاع، وفي معرضها الفردي الذي افتتحته بمركز ثقافي في عام 2022 لمدة شهر واحد، وزاره المئات من الأشخاص، وشملت صورًا عن (المسجد العمري، والصيادين العاملين في البحر، وطفلة تحمل بلالين وغيرها).

رُغم الاحتلال..

ولم يقف الحد الإسرائيلي من تقييد حرية التنقل بين ربوع الوطن، في إبراز موهبتها والمشاركة في معارض خارجية، وفي إحدى المراكز الفنية في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، شاركت فرح إحدى لوحاتها، وكان لها تأثيرًا واضحًا على الحضور، بعدما خطف إنظارهم لها.



تجسيدٌ للواقع..

ونقلت اللوحة التي التقطتها سابقًا بكاميرا الهاتف مع غروب الشمس، شقاء صياد غزّي أثناء صيد الأسماك في مياه البحر، في السعي لجب رزق عائلاتهم، حيث أعطت الصورة قوة حضور الصيادين في العمل والمكافحة بالوضع المعيشي الصعب، وتحدي الملاحقات الاسرائيلية.

ويعمل في مهنة الصيد بالقطاع، نحو خمسة آلاف صياد، ويتعرضون شبه يوميًا إلى مضايقات من بحرية الاحتلال اثناء الصيد في عرض البحر، وتتمثل بإطلاق النار عليهم واعتقالهم ومصادرة مراكبهم، إضافة إلى تقليل مساحة الصيد المسموح بها بين كل فترة.

ويُعد البحر أيضًا، المتنفس الوحيد لسكان القطاع الذي تبلغ مساحة 365 كيلو متر مربع، ويقطنه أكثر من مليوني مواطن، في ظل الحصار المفروض والمشدد من سُلطة الاحتلال منذُ ما يزيد عن سبعة عشر عامًا.


تحديات وصعوبات..

وطورت الفنانة نفسها مع السنين، بمساعدة حس الفنانين الأخرين والتعلم عبر الفيديوهات المنشورة على الانترنت، كما تقول فرح، الذي أشارت إلى أنها تتواصل باستمرار مع المراكز والمعارض الثقافية والفنية في إطار تنمية الموهبة.

ولم تخلو فرح من تحديات وصعوبات أثناء العمل في رسم الألواح، وتأتي مسألة انقطاع التيار الكهربائي لساعات عدة، في المرتبة الأولى، ويليها غلاء الألوان الزيتية.


 
..استمرارية وطموح

ورغم ذلك، وباندفاع عالٍ، تطمح الفنانة في المشاركة بالمستقبل في معارض عربية وإقليمية، وتطالب الجهات المعنية بتذليل العقبات أمام ذلك، لا سيما على صعيد السفر داخل وخارج فلسطين، كما تسعى لتحويل موهبتها إلى مصدر رزق عبر بيع اللوحات
وتغلبت فرح، نوعًا ما، على قيود سفر، في استخدام حسابتها الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي المشهورة في نشرأعمالها الفنية للوصول إلى جمهور ومهتمين خارج فلسطين

 


نحو منافذ النور..

الفنان التشكيلي، فايز السرساوي، أبدى اعجابه في أعمال فرح، وقال: إن "ريشة الفنانة الشابة فرح قرموط، تختصر رسالة معرضها الفني وتجربتها في مضمار الخروج للبحث عن منافذ النور، والنضر لسطوع الشمس التي تحاكي الذات المتوثبة للسير في طريق الوصول لمشارف الغد، المستقبل الذي لا محالة سيكون مشرقا بلا ريب

وأضاف السرساوي، في مقالٍ له: أنه "وتتجلى مقدرتها الفنية في البوح عما يملك في خلق المعنى وصياغته ووصف محتواه، وتجربتها تفتح لنا نافذ البحر لنطل معها ومن خلالها على سلسلة من القصص الدافئة