دفاعا عن الرئيس

بي دي ان |

09 سبتمبر 2023 الساعة 12:12ص

الكاتب
ضجت الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي ودولة إسرائيل اللقيطة وحلفائهم بردود فعل غاضبة وساخطة على ما حمله خطاب الرئيس محمود عباس أمام دورة المجلس الثوري لحركة فتح ال(11)، التي عقدت ما بين 24 و26 آب /أغسطس الماضي، وتضمن حقائق تاريخية بشأن المسألة اليهودية، والمحرقة النازية، وخلفياتها الاقتصادية، وأيضا حول عدم انتماء اليهود الصهاينة المهاجرين من دول الغرب المختلفة الى فلسطين التاريخية للسامية، ليس هذا فحسب، بل انهم اتهموا رئيس الشعب الفلسطيني المنتخب بما ليس فيه، ولا يمت لرؤاه الفكرية السياسية بصلة، وطالبوه الاعتذار عن حقائق نشرها كتاب من اتباع الديانة اليهودية وقوميات مختلفة.
وقبل الشروع بتفنيد أسباب وخلفيات الهجمة المسعورة، اود التأكيد أن المسألة الفلسطينية سابقة على الحرب العالمية الثانية والمحرقة النازية. لا سيما وانها بدأت مع بناء اول مستعمرة صهيونية على انقاض قرية الخالصة في 1882، وما اعقبها من عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا 1897، وتلاها عقد مؤتمر كامبل نبرمان 1905/ 1907 الذي وضع استراتيجية إقامة جسم غريب في فلسطين العربية، ثم اتفاقية سايكس بيكو 1916، التي قسمت الوطن والشعب العربي الى 22 دولة، ووعد بلفور 1917البريطاني الأميركي، الذي اعطي من لا يملك أي شبر في فلسطين، لمن لايستحق، ولا صلة له من قريب اوبعيد بالانتماء او الوجود في فلسطين العربية الفلسطينية، وبعد ذلك، اصدار صك الانتداب في عصبة الأمم 1922 لتدويل الوعد المشؤوم، ومنح الحق للصهاينة أداة الامبريالية الغربية بإقامة دولة لقيطة لهم في فلسطين، وتلا ذلك قرار التقسيم 29 تشرين ثاني / نوفمبر 1947 ... الخ المسلسل الاجرامي الأميركي الأوروبي للسيطرة على الوطن العربي، وتمزيقه ونهب ثرواته، واستغلال طاقات أبنائه، وتعطيل أي دور للقوى الوطنية والقومية والديمقراطية، وإبقاء العرب في ذيل حركة شعوب الأرض، وتحت سيف التبعية للسوق الرأسمالي الغربي، وتحت مشيئة الدولة الصهيونية المارقة والخارجة على القانون.
مع ذلك، لتتخلص دول الغرب من المسألة اليهودية، والأزمات التي تسببها الربوية اليهودية تاريخيا في دول أوروبا الشرقية والغربية على حد سواء، إضافة لتحويلهم أداة وظيفية مأجورة، استعملت خطايا النازية الألمانية والفاشية الإيطالية اثناء الحرب العالمية الثانية 1939 / 1945 ضد اتباع الديانة اليهودية باستخدامها الأفران لحرقهم من طالته أيديهم لاضفاء "الصبغة الإنسانية" الزائفة على مشروعهم الكولونيالي الصرف، وضخمت مع قيادة الحركة الصهيونية اعداد ضحايا المحرقة. رغم ان هناك العديد من الكتاب اليهودي الأوروبيين والأميركيين والروس أكدوا في كتاباتهم، انه لا صحة للعدد الذي تدعيه الحركة الصهيونية، والامر لا يتجاوز عشرات الالاف، والبعض يقول مئات الالاف. ولكن عددهم بالمجمل لا يصل للمليون انسان. مع العلم ان البشرية دفعت في ذات الحرب حوالي 70 مليون انسانا، الاتحاد السوفييتي لوحده قدم أكثر من عشرين مليون ضحية، وحدث ولا حرج عن الدول الأخرى المتورطة بالحرب.
إذا لا احد ينكر المحرقة، ولا احد يدافع عن النازية الهتلرية، او يغطي الشمس بغربال، ولكن يتم تصويب الأرقام المستخدمة من قبل دول الغرب واداتهم إسرائيل لتضليل الرأي العام العالمي للتغطية على جريمة العصر بإقامة الدولة الإسرائيلية اللقيطة. وبغض النظر عن صحة الرقم من عدمه، هل لليهود أي كانت قوميتهم وتابعيتهم وجنسياتهم وعرقهم الحق في فلسطين؟ وما هي خلفيات إسكانهم في فلسطين؟ وهل صحيح انه لم يكن موجودا الشعب العربي الفلسطيني على ارض وطنه؟ واذا كان ما تقدم صحيحا، لماذا اصدرتم قراراتكم من 1907، و1916 و1917 و1922 وقرار التقسيم 1947؟ ولماذا تبنيتم تقسيم فلسطين لدولتين، إن كانوا غير موجودين؟ اذا اعلنوا بوضوح عن خلفيتكم الاستعمارية. إضافة لذلك، من المسؤول عن النكبة الفلسطينية وتشريد 950 الف مواطنا لدول الشتات والاغتراب؟ وهل صحيح كانت فلسطين خالية من الحياة، ام كان فيها مدن عصرية وحضارية وجامعات ومدارس ومزارع ومصانع وبنوك وسكك حديدية وموانىء ومطار دولي واسيراد وتصدير واقتصاد وطني وصحف ومحلات ومعابد إسلامية ومسيحية؟ ولماذا؟ وكيف تم تدمير 530 قرية فلسطينية؟ ولماذا منعتم حتى الان من إقامة الدولة الفلسطينية؟ ما السر والخلفية؟ والى ما تهدفون وترمون؟ ولماذا لم تتوقفوا عن الترهيب وحمل العصا الغليظة في وجه الحق الفلسطيني، الذي لن يرهب لا الرئيس أبو مازن ولا أي مواطن فلسطيني مؤمن بحقه الوطني التاريخي في فلسطين الإباء والاجداد؟
وما سر غضبكم من تأكيد ان اليهود الاشكناز، هم من القبيلة الثالثة عشر، كما اكد آرثر كستلر اليهودي، بانهم من قبيلة الخزر التركية. والم ينفِ المفكر والمؤرخ اليهودي البرفيسور شلومو ساند وجود ما يسمى الشعب اليهودي؟ وهل هم ساميون؟ وما هي معايير ساميتهم، ان كانوا كذلك، اعطونا ادلتكم العلمية، ام انكم بسياسة التهريج والبلطجة الغوغائية والديماغوجية والة اعلامكم الكاذبة والفاجرة تريدون فرض اكاذيبكم باعتبارها "جقائق"؟ والى متى تعتقدون انكم ستنجحون في تكميم الافواه وشل العقل الإنساني والوطني والقومي الفلسطيني والعربي، والخشية من قول الحقيقة؟ وهل تعتقدون ان حملتكم المغرضة والوقحة خافية خلفياتها على أي انسان لديه حدا ادنى من الوعي والمعرفة؟ وهل بهذه البلطجة تدافعون عن جريمة العصر، التي طالت الشعب العربي الفلسطيني، والتي ارتكبتموها انتم في اميركا وأوروبا بكل مكوناتها، وان كانت حصة الغرب الرأسمالي أكبر في صناعة وفبركة مشروع الدولة الصهيونية الاجلائية الاحلالية؟
تقول المقولة الشعبية في بلادنا "اذا ابتليتم فاستتروا"، وبالتالي أيها الغرب الماجن، والآفلة شمسه توقفوا عن الهرقطة، وتصديق كذبتكم الأخطر على تاريخ البشرية، والتي ما زالت تعصف بالشعب العربي الفلسطيني والاقليم والعالم، وتهدد السلم والامن فيهما بسبب وجود إسرائيل الفاشية، والعنصرية.
الرئيس عباس لم يقل سوى بعض الحقيقة، وليس كل الحقيقة. والحقيقة لا يمكن لكم ان تدفنوها، وبعبع "معاداة السامية" لم يعد ينطلي على احد. لأننا نحن الساميون، واليهود الصهاينة الاشكناز، هم من الخزر القبيلة التركية، الذين تهودوا في القرن الثامن الميلادي، أي بالأمس القريب.
[email protected]
[email protected]