فتح بين حكمة الرئيس وحبل الوريد

بي دي ان |

26 أغسطس 2023 الساعة 11:41م

الكاتب
منذ انطلاق حركة فتح وحتى يومنا هذا، تميزت فتح عن بقية حركات التحرر في العالم، لتميز من يقودون دفة هذه الحركة من ناحية الحكمة والحنكة والتكتيك في إدارة المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات نضال شعبنا الفلسطيني، حيث بقيت حركة فتح وتلاشى من كانوا يحاولون تذوبيها أو حرف بوصلتها عن فلسطين.

حركة فتح التي كانت وما زالت وستبقى شعلة النضال والكفاح الفلسطيني، بقيت محافظة على تمسكها بعمود خيمة النضال الفلسطيني فعلاً وعملاً وشعاراً يحتذي به الكثيرون، من أجل نيل الحرية والاستقلال، ونجحت بحنكة ووعي القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس القائد العام لحركة فتح، فظلت فتح الجسم النابض الحي حيث ما فتىء قائدها أبو مازن يحلم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ما فتىء الذي تحمل مؤامرات أستطاع إفشالها داخلياً وخارجياً، من أجل أن يبقى جسم فتح بأوعيته وحبل وريدها قوياً معافياً يضخ الدماء بشكل متجدد ومتطور.

وتواصلاً وإستمراراً لهذا النهج تجسد ذلك فى الاقتراح الذى أعلنه الرئيس أبو مازن خلال كلمته فى أعمال الدورة الحادية عشر للمجلس الثوري لحركة فتح دورة الشهيدين اللواء إبراهيم المصري واللواء قدري أبو بكر الذي عقد برام الله يوم الخميس 24/8/2023، وهو التحضير لعقد المؤتمر العام الثامن للحركة فى رام الله فى الفترة 17-21/12/2023، وتم الموافقة عليه باجماع أعضاء اللجنة المركزية واعضاء المجلس الثوري، مع أهمية عقد الدورة الثانية عشر القادمة للمجلس الثوري في 16/11/2023 للمصادقة على أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر، هذا يفسر أن الرئيس قد عمل إستشعاراً منه وإنطلاقاً من حسه وحرصه الكبير على ديمومة وريادة فتح كي تبقى أوعيتها وشرايينها متجددة ومتطورة، وليبقى جسم فتح سليماً ومعافياً، مع تأكيده على إعطاء الفرص لضخ دماء جديدة لأخذ دورها فى مسيرة البناء والتطوير على كافة المناحي السياسية والتنظيمية والوظيفية وتحسين وتطوير أداء مؤسسات فتح، ومؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية مؤسسات دولة فلسطين المأمولة. 

والخطوة التي تلى تبنى ما اقترحه الرئيس أبو مازن يقع على عاتق الصف الأول والثاني فى حركة فتح واللجان التحضيرية لانجاز كافة تفاصيل انجاح انعقاد المؤتمر العام الثامن لحركة فتح وذلك من خلال :- 
- تنحي الذين لا يعملون من يُفضلون "مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة" وافساح المجال لمن يريد العمل من أجل فتح وقوتها.

- تكافؤ الفرص بين الأجيال الشابة واعطاء الفرصة للمشاركة فى اللجان التحضيرية مع أهمية الخلط بين الجيل المؤسس والجيل الصاعد.

- إضافة أعضاء جدد من أصحاب الكفاءات للمؤتمر العام وتشكيل مجلس حكماء من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري.

- إعادة انتخابات المكاتب الحركية في المؤسسات والوزارات بشكل يعمل على فرز وجوه جديدة وليست مكررة قادرة على حمل تبعات المرحلة القادمة، وإنتخاب قيادة المؤسسات والهيئات والمكاتب والمنظمات والمفوضيات والمناطق على أساس البرامج والمقترحات الناهضة بفتح. 

- القضاء على حالات المحاصصات والمحسوبيات والواسطات، والعمل على مبدأ عمل المؤسسات الحضارية التي تحاسب المقصر وتكافئ المبدع، وتدفع فيها عجلة الحياة بإستمرار دون أن تتأثر بالأفراد والفئوية والمناطقية والتوجهات من أية جهة كانت.

- فسح المجال أمام الأكفاء الصادقين والأقوياء الذين يوالون لفتح ويحترمون جماهيرها ويقومون ببناء فتح التنظيم لا تنظيم فتح.

- تفعيل البرامج والقرارات التنظيمية وفقاً للنظام الداخلي لحركة فتح، ومنع كائن من يكون من العبث بالوضع التنظيمي الفتحاوي وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء والإطاحة بالمكتسبات التي تحققت للمظلومين من الفتحاويون بعد سنين وسنين من الإضطهاد والإستبعاد.

وعليه فإن البناء التنظيمي لحركة فتح بحاجة إلى زيادة الثقة المتبادلة بين القادة والمسؤولين وبينهم وبين الكوادر والعناصر والجماهير، وإذا لم تكن الثقة موجودة سيُتهم كل من يفكر ولو كان تفكيره تفكيراً صحيحاً وسينهار العمل ولو كان سليما!! 

فالكل الفتحاوي ثمن مقترح الرئيس أبو مازن، ومعنيون بالدرجة الأساس بمد جسور الثقة فيما بينهم حباً لفتح الذين يعيشون في كنفها، وولاء للجماهير التي رفعتهم إلى مواقعهم التي هم عليها الآن،  ويجب أن نقر: "أن لكل جواد كبوة"، وصحوتنا بالتجديد بعد سنوات وسنوات مضت، ليس ضعفاً أو هروباً، وإنما إستحقاقاً تنظيمياً وتكتيكاً وحنكة تقول للكل الفتحاوي يجب أن لا نتقدم خطوة إذا لم نتراجع خطوات إلى الخلف، فلابد إذن من وجود ثقة فيما بيننا حتى نستشعر فعلاً إن البناء التنظيمي الفتحاوي بدأ يدخل حيز الواقع والتنفيذ وأن عربة القطار قد وضعت على السكة وستنطلق بقوة ودعم وتأييد ومباركة القائد العام لحركة فتح محمود عباس أبو مازن.