مواقع التواصل الاجتماعي بين الإستفادة وتضيع الوقت

بي دي ان |

27 يناير 2021 الساعة 11:15م

فيس بوك ، توتير ، واتس اب ، فايبر ،تعددت المسميات وتقنية الإتصال واحدة ،جمعٌ غفيرٌ من العالم الإفتراضي، وتواصلٌ مع الأهل والأصحاب ومن نعرفه من ناحيه ، ومع عالم متشعب لم نعرفه ونسعى لوصله عبر مواقع المنصات الاجتماعية من ناحية أخرى .

جميلةٌ هي هذه التقنيات الحديثة، وعظيم ٌ استخدامها بوعيٍ وروية ،فيما ينفع ولا يضر، وقبيحةٌ هي إذآ قتلت ذواتنآ ، أي أنها بمثابة سلآح ذو حدين من لم يجاريه يتخلف عن عصره . 

تناول مختصون تأثير منصات التواصل الإجتماعي على حيآتنا ،فهذه المنصات تقود إلى النجاح وقد تقود إلى الفشل، فالدراسات تقول الصور الافتراضية التي تصنعها هذه المنصات عن الذات وعن الآخر، تسهم في إبعاد الإنسان شيئاً فشيئاً عن ذاته ،ومن حوله .
كما أن غياب التفاعل المباشر إلى صالح الرسائل النصيه يسبب العزلة ،وكل ذلك يؤثر على المدى البعيد في الصحة الذهنية للأفراد وكذلك العلاقات .

ودراسةٌ أخرى تشير إلى أن منصات التواصل تساعد في مجال التعلم الذاتي سواء للمتعلمين أوالمعلمين ، وهي مهمة لأنها توسع دائرة المعارف والثقافة ،فتعتبر الداعم الأكبر والأهم لحرية التعبير عن الرأي في جميع أنحاء العالم .

وهذا ما أكده المختص بمواقع التواصل الإجتماعي ،الأستاذ سلطان ناصر، في حديثٍه: "أن مواقع التواصل الاجتماعي لها دور كبير في تشكيل سلوكنا حسب المحتوى الذي نتابعه، فهي تعطي الفرصة للجميع لمشاركة أرائهم وأفكارهم ، وتلقي وجهات نظر أخرى من الأخرين ، فأصبح تشكيل السلوك العام للجميع مرتبط بشكل وثيق بنوع المحتوى الذي يُعرض على منصات التواصل الاجتماعي ، فإذا كان المحتوى إيجابي ينعكس إيجابياً على السلوك وإذا كان سلبياً يؤثر بشكل سلبي على سلوك الإنسان". 

نظرة سريعة على معظم حسابات منصات التواصل الاجتماعي قد تعطي الانطباع الخاطئ بأن حياة الأكثرية مليئة بلحظات السعادة والنجاح وتخلو من أى تجارب فاشلة أو لحظات مريرة، ويرى خبراء أن مستخدمي هذه المنصات مذنبون لإخفاء لحظات سلبية تمر عليهم والإصرار على مشاركة التجارب الإيجابيه فقط .
ووجد الخبراء أن السبب الأساسي عن تجارب المستخدمين السيئة على منصة انستغرام أو فيس بوك هو نوعية الحسابات التي يتابعونها ،وإدمان هذه المنصات يتمثل في إصرارهم على تفقد حساباتهم مرة كل ساعة والهوس في تجميع أكبر عدد من الإعجابات على صورهم.

ومن جآنب آخر نرى فتيات مبدعات مؤثرآت سيطرن على منصة انستغرام ، يعملن بجهد "افتراضي" من أجل البقاء على سلم النجاح، هم الأكثر حضوراً على المنصة ، تميزن بالمزج بين الموهبة والإبداع .. باتوا يعرفونهم رواد منصات التواصل الإجتماعي جيداً.

من منطقة غزة، التى تتزين بالعديد من المواهب التي يمنعها الحصار من الوصول إلى العالم ، تنحدر الشابة الفلسطينية هديل سمير، فتاة استطاعت أن تبدع بمشاركة يومياتها عبر تطبيق انستجرام ، مازجةً بين مهاراتها وزوقها الرفيع ،وفي حديثٍ معها تقول :"أحب مشاركة لحظاتي الجميلة والمميزة مع متابعيني ، أحب تصوير كل ما هو جميل حولي وأشارك كل شئ أقوم بتصويره من صور وفيديوهات على حسابي عبر"انستجرام" ، وأيضاً أشارك تجاربي في طبخ بعض الحلويات البسيطة وإعادة تدوير الأشياء في المنزل لتصبح أدوات أستطيع الإستفادة منها ، أحصل على إعجاب وتشجيع المتابعين دوماً حيث أنهم يحبون متابعتي وكل ما أشاركهم به". 

وليس غريباً على نادين الباز ابنة "٢١ عاماً" أن تقضي وقتاً كبيراً بمتابعة منصات التواصل الاجتماعي  ككل فتيات جيلها ، وتروي نادين أنها تكتسب طاقة ايجابية من محتوى الأشخاص الذين تتابعهم على المنصات،وتتابع بقولها " أصبحت أتشجع للدراسة أكثر وأيضاً أصبحت أعتني ببشرتي وصحتي بسبب اهتمام المؤثرين ونصائحهم، كما أطبّق وصفات جديدة للطعام ، هذه التفاصيل غيّرت حياتي للأفضل".

"بيسآن يآسين " اقتحمت منصات التواصل الاجتماعي بجمال صوتها ، فهي تداعب صفحآت السوشيال ميديآ بصوت شجى، لدى بيسان احساس مرهف يظهر عبر أغاني من الزمن الجميل اختارتها لتؤديها على طريقتها الخاصة ،ورغم صغر سنها الذي لم يتجاوز العشرين ربيعاً إلا أن أغاني الزمن الجميل والثورة الوطنية حاضرة في ميدان غنائها ،مشيرة ً إلى أنها نشرت صوتها صدفة لتجد نفسها بفترة قصيرة أن جمهوراً واسعاً تعلق بذلك الصوت ذو النبره الرنان والاحساس العالي ،وعما يمثله لها الغنآء تعتبر ياسين أن بصوتها ستصل للحرية وحب الحياة والثقافة رغم الحصار الذي يعيشه قطاع غزة .. 

وفي السوشيال ميديآ دعمٌ وبوآبة للمستقبل لمن ينحتون أحلامهم ومواهبهم على صخرة ،فالمواهب تنهض من سباتها كلما قرعت أجراس الانتباه والتشجيع ، بعيداً عن التجريح والتحامل والاستعراض الأجوف.