(مستقبل وطننا بيد شبابنا.. شباب غزة شمس نهضتنا)

بي دي ان |

13 أغسطس 2023 الساعة 01:01ص

الكاتبة
الدول المتقدمة لا تنهض إلا بشبابها، والشباب الفاعل وقود المجتمعات إذا ما أحسنا استغلال طاقاته لمنفعة الوطن،  بعد زيارتي لمدينة غزة المحاصرة بحدودها الحرة بفكرها، استوقفني صمودها رغم كل ما يعرقل مسيرة حياتها، وذهلت حين التقيت بشبابها البواسل المبدعين الواعدين الذين في كل يوم يحققون الإنجازات في شتى الميادين، كيف لا وقد صنعتهم ظروف القهر وجعلت منهم نماذج عظيمة مشرفة فنراهم ويراهم العالم في طليعة المتفوقين علما والمتقدمين الاوائل في حقول الثقافة والمعرفة والإبداع الخلاق... شباب فلسطين بل شباب غزة على وجه الخصوص الذين يتجهمون المعاناة بمختلف صنوفها و الذين قبلوا وقرروا مواجهة التحديات التي لم تستطع الجبال حملها ، حق لهم ما لا يحق لغيرهم في فلسطين وخارجها، حق لهم أن تنتهي معاناتهم اليومية وأن تصان حقوقهم و كرامتهم. 

تمكين الشباب بات مطلبا للجميع وعنوان للكثير من المؤتمرات، و إننا أمام هذا العنوان العميق في المضمون و الجوهر - تمكين الشباب - ليس هناك الكثير من الوقت ليتسع لتشخيص واقعهم الأليم ومستقبلهم المحفوف بالمخاطر بقدر ما أن جميع الجهود يجب؛ بل من الضرورة الملحة أن تتضافر لا لتلمس هموهم فحسب بل السعي الجاد والحثيث لتبديدها وإعادة ابتعاث الامل المتجدد فيهم و لهم سيما وأنهم يمتلكون مخزونا هائلا من الإبداع و المواهب و المهارات والتي إذا أجدنا برؤية خلاقة تطويرها سنحقق معهم و لهم مستقبلا مشرقا واعدا و هذا يستدعي التفاعل مع خطة وطنية واقعية متكاملة تضمن تفعيل دورهم و الاستفادة من إبداعاتهم الخلاقة وطاقاتهم قبل أن تخبو والمحافظة على مكانتهم وإشراكهم في صنع  واتخاذ القرارات سيما المتعلقة بهم و بتطلعاتهم و طموحاتهم المستقبلية فهم الأقدر على تحديد ملامحها مع الإدراك الكبير للتحولات الجارية في واقعنا المعاش سياسيا واجتماعيا واقتصاديا والتي لا أحد يستطيع انكار تأثيرها عليهم واختزلت الكثير من دورهم الطليعي المتقدم و يبقى السؤال مشروعا و برسم الاجابة ماذا كلنا نمتلك كي يظل الشباب الفلسطيني صامدا في فلسطين؟ ما هي خططنا و ما هي أدواتنا؟ وأين جميعنا يقف من مسافة كافة القرارات التي تم اتخاذها والقوانين التي تم سنها لحماية حقوق الشباب والدفاع عن مصالحهم الحيوية؟ 
الحضور الكرام. 

إن التمكين المنشود للشباب لن يتحقق بمعزل عن الإرادة الجادة اللازمة كأرضية صلبة و قاعدة متينة ترتكز عليها العديد من العوامل الضرورية لاتمامه و انجاحه، تمكين متكامل يرقى لمستوى التخلص من التعامل مع الشباب أنهم مجرد أرقام للاستهلاك أو نسب مئوية تتزين بها البرامج ومقترحات المشاريع لممول هنا و هناك فضلا عن أن مسؤولية تحقيق التمكين هي مسؤولية الجميع والجميع مطالب بمضاعفة الجهود للحصول على النتائج المرجوة في هذا الاتجاه. 

وعلينا أن نكون أقوياء إزاء مواجهة تغوّل البطالة و تفشيها المتفاقم في أوساط الشباب عبر إيجاد حلول جدية وجذرية وبما يعزز مشاركتهم في عملية التنمية المستدامة، ولهذا يجب أن نراهم في مراكز صنع القرار لاسيما في المجالس المحلية والبلدية وفي دوائر التخطيط الرسمية والأهلية وبناء وتعزيز قدراتهم وتأهيلهم والاستفادة من إمكانياتهم المتنوعة في المجالات المختلفة، والتركيز على الاستفادة ايضا من مساحات تفاعلهم مع التطور التكنولوجي والمسار المتجدد للإعلام الاجتماعي الجديد وبما يحقق النتائج الأفضل للتمكين المرموق للشباب. 

وإننا نتطلع أن يتم عقد عدة مؤتمرات لهذا الشأن وقد حقق التمكين تغلبا كبيرا على مختلف قضايا الشباب لضمان إعادة الاعتبار لثقتهم بأنفسهم وببقائهم في فلسطين وطن الجميع.