مذكرات حمار !!

بي دي ان |

11 أغسطس 2023 الساعة 06:41م

الكاتب
1- السياسة عندنا مادة دسمة للكتابة الساخرة، ضحكنا من سذاجة الحوارات التى يتناقلها الناس عن آيات العبقرية السياسية، والتفكير خارج القفص، بعد أن كثر المهرجون والممثلون، و"الكومبارس"  في نفس المسرحية، والأفلام الهندية، هذه الأفلام التى تخلو من الحبكة المنطقية، ولا يستطيع الحمار ابتلاعها.

في خضمّ أخبار الكآبة ووسط فوضى الدجل السياسي، ثمة أفعال وأخبار تبدو كوميديا سوداء ... من هذه الأخبار، يقال أن الحمار فتح مذكرة يومياته وكتب فيها :  أنا لا أعرف كم مضى من الزمن على رحيل الأسد، ولكن وصلت في نهاية عمري إلى قناعة راسخة لكنها قاسية ومؤلمة، مفادها أن ديكتاتورية الأسد أفضل من حرية القردة والكلاب ، فهو لم يكن يستعبدنا بل كان يحمينا من قرود تبيع نصف الغابة مقابل الموز وكلاب تبيع نصفها الآخر مقابل العظام.


2 -  على أي  حال.. الفيلم لن ينتهي. لأنه يظهر لنا أن أنصار السلطات الكوميديا أكثر مما نتوقع، وظهر أيضا أن أساطير السادة المسؤولين عن أنفسهم. تجاوزت الحد المعقول، وان مفهوم السيطرة الحزبية على البلاد والعباد، سيكون بديلا لمشروع الاستقلال الوطني والوحدة والإصلاح، وتقديم سياسة حقيقية.
و ان شؤون البلاد والعباد لا تدار  بالكلام بالتكتيكي ، ولا بالخيار الاستراتيجي، أو من تقاسم الكعكة الوطنية بينهم، ولا بالشعارات. 

ولا بالهمسات والاتفاقيات الغامضة ... لا بد من أشياء أخرى مقنعة للناس وهذا ما يجب أن يتوفر في سدنة الخيار الاستراتيجي، وجماعة الكيكة والكعكة. والدونات الميؤس منهم.

التي ترفع شعار التغيير وتنادي بإرساء أسس الوحدة والاستقلال والقانون؛ وحري بأهل هذا الكلام، أن يكون شغلهم الشاغل هو التكفير عن السيئات  السابقة التي لا تزال تتخذ من تقاسم الكعكة الوطنية. منهجاً ثابتاً، والخروج من ذلّ الفشل و الانتهازية، ذلك أن طريقة تفرد الحزب الواحد، هي آخر ما يمكن أن تحتاجه قضيتنا في الأيام القادمة في ظل السياسات الانقسامية المأزومة الراهنة.

 فالانتخابات وحق الاختيار أمرا مطلوبا، بل وممكنا عبر آلية الفرض الوطني، فإن آخرين يرون أن الحريات والحقوق الأساسية المأمولة، لن تقدمها السلطات طواعية لإصابته بسعار المصالح و الأجندات الخارجية؛ لن تقدم من ذلك شئ طواعية.. فالسماء لا تمطر حقوقا  او استقلال وحريات! يا أعزائي أصحاب الدجل والهوس والتهريج السياسي ؛ الناس تريد أن تقرأ أرقام النموّ ومعدّلات التنمية، والتشغيل فقد ملـُّوا من الجعجعة والشعارات.

3 - أحدث فيلم هندي عرضوه في سوق التضليل والتلاعب بالعقول، كان اخر عرض له في العلمين؛ أي شخص أكمل تعليمه سيقهقه على هذا الهراء، لكن من أطلقوه يقصدون من يعانون من أمية.. أبجدية سياسية وثقافية، ويعرفون أنه  لا يؤثر في "البو" ذات نفسه، لكنه مؤثر في موالسة الدجل، و سدنة الانقسام والخراب، و الامعات... رحلات  في مناقشات بيزنطيه وديالوجات سخيفه؛ فى الحقيقة أننى وجدت هذه العروض الموسمية شديدة السذاجة، التى تلف بالسادة الحكماء، الدول من الشرق للغرب،  وتناسب العقليات الكسولة التى تسعد بالحلول الوهمية لمشكلات شديدة التعقيد ... ليبقى الوضع - أسواء- مماهو عليه.

4 - بالأمس دار حوار بيني وبين أحد الأصدقاء عن الإصلاح والنزاهة، و محاسبة الفاسدين... عزيزي القارئ لا تضحك ، فقد يبدو الموضوع مضحكاً، لكن عليك أن تصدق؛ ربما لا يعرف المواطن  ماذا يريد ، ولم يسمع يوماً باسم المدعو امل أو دستور أو حدة وقانون ، ولا حرية تعبير ولا فكر ولا سياسة واحدة ، فقط فيه سلطة متمكنة متغلبة ، تحمي نفسها بكل وسيلة متاحة ، بغض النظر مشروعة أو غير مشروعة وجودها. بوسط عشرية سوداء .. لم تتوقف عن ابهارنا بتوالي سقوط الأقنعة الزائفة !. لكنه يعرف جيداً أن في هذه البلاد حيتان، ومهرجون سدنة و موالسة ودجالون سرقوا خبز أطفاله ونشروا الحزبية والانقسام والخراب العام، وشجعوا المحاصصة، وساهموا في خراب البلاد وتشريد العباد، ووضعونا على قائمة القضايا الأكثر فشلاً.

5 - كثر المهرجون والممثلون، والكومبارس في نفس المسرحية حتى كشفت نياتهم السيئة تجاه الوطن، لم يتعظوا بما أصاب الذين قبلهم، بل البعض يريد التسريع بالأنحراف وبأقل وقت ممكن، حتى المحتل تعجب لقبول البعض أحط السبل في سبيل استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني!! ليبرهن علي أن الكيكه هي "الطبق الرئيسي علي موائد اللئام ، وأن كلمة " عار " لم تعد تكفي !!