و"صناع الجمال" يحافظون على نظافة المدينة

بلدية غزة تعالج المشاكل البيئية والصحية بتحسين آلية جمع وترحيل النفايات

بي دي ان |

09 أغسطس 2023 الساعة 05:32م

صورة أرشيفية
يخرج صناع الجمال في الصباح الباكر، إلى أماكن عملهم، ينتشرون في شوارع وأزقة مدينة غزة، تراهم يكنسون الشوارع والطرقات وأمام منازلنا، ويزيلون النفايات التي يخرجها المواطنون كل يوم، ويجمعون النفايات ثم يرحلونها إلى مكب "جحر الديك" الذي يعد الرئيسي لبلدية غزة ويمتد على مساحة تتراوح بين (100-120) دونم في أقصى شرق المدينة، ويعملون من أجل نظافتنا وراحتنا. 

ويعمل مكب "جحر الديك" حاليًا فوق طاقته الاستيعابية، نظرًا لكثافة كميات النفايات الموجودة به وهي مزيج لأكثر من صنف، فمنها: نفايات منزلية، ونفايات زراعية، وعلب مبيدات، وبقايا مواد مشتعلة، ونفايات أخرى متعددة المواد والتركيبات، لذلك عمدت بلدية غزة على التقليل من كميات النفايات من خلال اعتماد برنامج لإدارة النفايات.

يقول صانع الجمال أحمد طنبورة: "أصطحب المعدات التي توفرها لي بلدية غزة، وهي مكنسة سوداء وكريك وعربة "كارو" يجرها حيوان، وأبدأ العمل في جمع وترحيل النفايات من أمام منازل المواطنين والمنشآت التجارية".

ويضيف طنبورة، أنّ "جمع وترحيل النفايات يكتنفها العديد من المخاطر الصحية، إلا أنّها تحافظ على جمال الشوارع والطرقات وتساهم في الحفاظ على الشكل الحضاري للمدينة".

ويوضّح طنبورة، أنّه يعاني من مشاكل عدة في عمله، وهي إخراج المواطنين كميات من النفايات بعد جمعها من زملائه صناع الجمال، وتبقى ساعات في الشوارع إلى حين بدء فريق آخر بعملية الجمع، إضافة إلى أكياس النفايات المجمعة من أمام المنازل وغيرها من الأماكن مليئة بقطع الزجاج والبلاستيك، وغالباً تصيبني وزملائي بجروح عند محاولتنا لِرفعها إلى العربة ونقلها للحاويات الخاصة بها".

ودعا صانع الجمال طنبورة، "المواطنين إلى متابعة أوقات ورديات صناع الجمال وإخراج النفايات قبل موعدهم بوقتٍ مناسب للحفاظ على نظافة المدينة".

برنامج إدارة النفايات 

بدوره، يقول مدير دائرة الصحة والبيئة في البلدية م. أحمد أبو عبدو، إنّ "برنامج إدارة النفايات الصلبة هو برنامج ومنهجية تتبعها بلدية غزة من أجل التقليل من كمياتها"، مضيفًا أنّ "بداية البرنامج كان بدعم البلدية لمبادرة شبابية بعنوان "سلة بلدنا" التي استهدفت تنظيف أبراج تل الهوى والعودة والفيروز، وتم اختيار تلك الأماكن لأنه يقطنها آلاف المواطنين".

ويوضّح أبو عبدو، أنّ " البلدية أقرت في عام 2024 خطة إلزامية لبعض منتجي النفايات مثل المطاعم والورش الصناعية والتجارية حتى نتمكن من تقليلها مما يؤدي لانخفاض التكلفة التشغيلية المطلوبة لجمع وترحيل النفايات"، مبينًا أنّ "إنتاج مدينة غزة قبل تولي المجلس البلدي الحالي حوالي 650 إلى 700 طن يوميًا، أمّا حاليًا وبعد انتهاج برنامج فرز النفايات وصلت كمية النفايات إلى 520 طن يوميًا، وهذا قلل من التكلفة التشغيلية".

التعاون مع القطاع الخاص 

ويؤكّد مدير دائرة الصحة والبيئة، أنّ "البلدية تعاقدت مع قطاعات خاصة مثل شركة العجرمي لتشغيل مصنع فرز النفايات لتحسين خدمة جمع وترحيل النفايات في مراحلها الأولى لمحاولة تقليل النفايات العضوية التي تشكل أكثر من 50% من كميتها، إضافة لحملات توعية وتثقيف للمواطنين وأصحاب المنشآت بضرورة وضع النفايات في الحاويات لتخزينها قبل الساعة السابعة حتى تتمكن ورديات صناع الجمال والنظافة من جمعها وترحيلها".

ويشير أبو عبدو، إلى أنّ "عدد عمال صناع الجمال في البلدية 420 عاملًا، منهم عمال الكارو والآليات، حيث يجمعون حوالي 520 طن يوميًا من المدينة ثم يرحلونها إلى مكب جحر الديك ليتم معالجتها وفق معايير بيئية محددة"، لافتًا إلى أنّ "البلدية أعادت ترتيب وتوزيع أماكن الحاويات بحيث تنعكس على جودة الخدمة، حيث نشرت حوالي 700 حاوية في المدينة بأحجام مختلفة".

تطوير محطة اليرموك 

وحول محطة اليرموك، يبين أبو عبدو، أنّ "البلدية تواصل تنفيذ مشروع لتطوير محطة اليرموك لتجميع النفايات بهدف تحسين آلية جمع وترحيل النفايات وحل المشاكل الصحية والبيئية التي تعاني منها المنطقة بسبب تجميع كميات كبيرة تقدر بـ 300 طن من النفايات يومياً أي نصف الكمية التي يتم جمعها من كافة مناطق المدينة"، مؤكدًا أنّه "يجري حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بتكلفة إجمالية تُقدر بنحو 985 ألف دولار، ومتوقع إنجاز المرحلة الأولى منه نهاية العام الحالي، ويساهم في معالجة المشكلات البيئية والصحية الناجمة عن محطة تجميع النفايات المؤقتة الحالية في منطقة اليرموك وسط المدينة".

ويوضّح أبو عبدو، أنّ "محطة اليرموك ظهرت بشكل طارئ خلال العدوان على غزة صيف 2008، واستمر العمل بها بسبب عدم قدرة البلدية على ترحيل النفايات مرة واحدة بعد تجميعها من أحياء المدينة إلى مكب نفايات جحر الديك، مؤكدًا أنّه "يستفيد من المحطة أكثر من 300 ألف نسمة"، ومشيرًا إلى أنّ "المجلس البلدي الحالي استطاع شراء آليات ومعدات لجمع النفايات أكثر كفاءة ضمن خطته الاستراتيجية بالحفاظ على نظافة المدينة وشكلها الحضاري".

وتأتي هذه الجهود من بلدية غزة للحد من المخاطر البيئية الناجمة عن تلك النفايات، ولضمان السلامة الصحية والبيئية للمواطنين، ولجعل المدينة أكثر جمالًا بما يخدم أفرادها.