المطلوب من اجتماع الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية

بي دي ان |

30 يوليو 2023 الساعة 01:07م

الكاتب
يبدأ اليوم جدول أعمال اجتماع الأمناء العامون بمصر للفصائل الفلسطينية باستثناء حركة الجهاد الإسلامي التي رفضت حضور الاجتماع لأسباب ذاتية، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه قضيتنا الفلسطينية والهادفة إلى تصفية مشروعنا الوطني، وقد جاء الاجتماع بعد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للفصائل الفلسطينية بعد التغول الإسرائيلي في المدن الفلسطينية ومحاولة العبث بمقدرات شعبنا، لذلك دعوة الرئيس للاجتماع تأتي تتويجاً لما صدر في لقاء الجزائر الشقيقة في أكتوبر الماضي والذي كان أبرزه تشكيل حكومة وحدة وطنية للخروج من حالة الانقسام الفلسطيني والاتفاق على خطة وطنية شاملة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتي تتطلب من الكل الفلسطيني الوحدة خلف منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
أبناء شعبنا الفلسطيني يراهن على المسؤولية الوطنية للأمناء العامون للفصائل للخروج من الوضع القائم وتطبيق القرارات الوطنية، ومواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه شعبنا وقضيته وفي مقدمتها إعادة بناء وترتيب البيت الفلسطيني على أسس وقواعد نضالية، وتوفير النوايا الجدية والحقيقية لدى الأطراف المجتمعة لتغليب المصالح الوطنية العامة، لقد حان وقت الخروج من التمترس خلف الحزبية المقيتة والايديولوجيات السقيمة والشعارات الفارغة التي تزيد من حالة الإحباط لدى أبناء شعبنا وتفتك بالذات الفلسطينية دون الحاق أي أذى بالاحتلال وأعوانه، بالإضافة إلى وضع حد لحالة الاصطفاف والاستقطاب ضمن المحاور الإقليمية والدولية والتي عانى منها أبناء شعبنا طول الفترة الماضية والتي كانت مزيداً من استباحة الدم الفلسطيني. 
لذلك أيها المجتمعون شعبكم ينتظر منكم الكثير لتحققوا آمال شبابه التي تاهت على مدار ستة عشر عاما من الانقسام، وتفرقوا في كافة اصقاع الأرض لكي يجدوا ملاذ آمن من حالة التيه والضياع، عليكم أن تعيدوا ثقة الشباب فيكم ولا تخذلوهم وتحطموا آمالهم في اختلافكم، عليكم التقدم خطوة للأمام وعدم التأخر في إتمام المصالحة والاتفاق، لأنه لا يخدم أحد سوى الاحتلال وأعوانه، والذين يسعون ويخططون لتنفيذ مؤامراتهم لتصفية قضيتنا الوطنية وصولاً لمزيد من ضم كافة الأراضي وبناء المستوطنات عليها، بهدف تهجير وقتل أبناء شعبنا ودفعه للرحيل أو الاستسلام للأمر الواقع والذي يفضي بكانتونات منعزلة جغرافيا وسياسياً وصولاً للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى،  لكل أبناء شعبنا الفلسطيني وفصائله نقول الوحدة الوطنية هي الأساس والركيزة الأساسية في قوتنا رغم مرور قضيتنا الفلسطينية في أصعب الظروف إلا أنه بوحدة الشعب الفلسطيني تتحطم كافة المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الوطنية، والهادفة إلى مواجهة الحكومة الصهيونية العدوانية لنيل حريتنا في بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

فالمطلوب من اجتماع الفصائل هو استعادة الوحدة الوطنية على أساس الشراكة، والالتزام ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على إعادة اللحمة الجغرافية والسياسية بين شطري الوطن، بالإضافة إلى تعزيز صمود شعبنا ومقاومته خلال تلك المرحلة والاتفاق على قيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية مهمتها التصدي بشكل جماعي للاحتلال وسياساته العنصرية، والاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة وموحدة تواجه الاحتلال وحكومة الاستيطان وسياساتها العدوانية المتواصلة على الشعب الفلسطيني ومقدساته.