يقدم صناع الدراما الفلسطينية في غزة مختلف القضايا الوطنية والاجتماعية والسياسية، عبر أعمال فنية ذات طابع درامي، أملاً في معالجة الأزمات التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

فقد حصدت الأعمال الدرامية الفلسطينية ردود فعل إيجابية شجعت على صناعة العديد من المسلسلات التي تناقش القضايا التي تشغل الشارع الفلسطيني في قالب درامي وكوميدي، كما تناولت مجموعة من الأفلام قصصاً من عمليات المقاومة الفلسطينية، فقد تناول مسلسل "الروح" يعتبر أول مسلسل طويل تحدث عن تفاصيل الحياة اليومية لأهالي قطاع غزة، وصور معاناتهم المستمرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.

كما لاقى مسلسل "الفدائي" نجاحاً كبيراً تكون من جزأين بواقع 61 حلقة، عرض أحوال الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، فزاد من إصرار صناع العمل الدرامي على الاهتمام وزيادة العمل في هذا المجال. 

ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لإخراج عمل درامي بجودة عالية، لم يتوقفوا لإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم والتأثير على الرأي العام العالمي وكسب تأييدهم في مختلف القضايا المطروحة، وفضح جرائم الاحتلال، إلا أن شبح الأزمات المالية التي يعاني منها القطاع يهدد قدرتها على الاستمرار. 

تسلط الأعمال الدرامية التي صنعت في قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاماً الضوء على الواقع والتفاصيل اليومية التي يعيشها المواطن الفلسطيني وتصوير ملامح المعاناة والتطلعات والإبداعات وتركز على تفاصيل القضايا الفلسطينية كقضايا اللاجئين والشهداء والأسرى والجرحى وعدد من القضايا الوطنية.

واستخدمت الدراما الفلسطينية لتأثير على الشارع الفلسطيني، فقد تأثر الصغير والكبير بهذه الدراما التي عرضت على شاشات محلية، وتناسبت مع أذواق الشعب الفلسطيني فيراها ذات أهداف ورسائل وليست مجرد ملئ فراغ تلفزيوني، فيعمل الإنتاج الدرامي الفلسطيني على إعادة محاكاة واقع خاص يتعلق بالنشاط الفلسطيني المقاوم في بنية تفتقر الإمكانيات الفنية.

في السنوات الأخيرة، سعى الفلسطينيون إلى الرد على الدعاية الإسرائيلية التي تعمل على تزوير الحقائق وتشويه صورة الفلسطيني أمام الرأي العام العالمي، وهناك العديد من الأعمال الإسرائيلية الموجهة ضد الفلسطينيين، واستهدف الاحتلال من خلال أعمال تبث باللغة العربية والترويج لها في حملات إعلانية لتدمير الوعي الفلسطيني، فقد ركزت الدراما الفلسطينية على الأعمال المحسوبة على أساس المقاومة الفلسطينية، واستهدفت المجالات الأمنية والعسكرية والاجتماعية، وإحياء فكرة مقاومة الاحتلال.