أهلا بكم في فلسطين المحتلة

بي دي ان |

18 يونيو 2023 الساعة 12:33ص

الكاتب
حدثان هامان ذات أهمية ودلالات سياسية وقانونية وثقافية، تعكس روح التضامن العربي والعالمي مع فلسطين وشعبها، وفي الوقت ذاته، تكشف وحشية راعي البقر الأميركي، المعادي الأول للديمقراطية، ويفضح أذناب الصهيونية من لوبيات الحزبين الجمهوري والديمقراطي والايباك الصهيوني، وغيرهم ممن فقدوا مصداقيتهم، ومستوى ابتذالهم للقيم الأميركية ذاتها، ولدستورها الكافل للديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والتظاهر والاعتصام، وأيضا كشفا عن هشاشة المجتمع الإسرائيلي وخشيته وارتعابه من أي صوت تضامني مع فلسطين حتى لو كان على طائرة ركاب، ومن مضيفة أوروبية.
الحدث الأول الذي حدث في يوم الأربعاء الموافق 31 أيار / مايو الماضي، عندما كلف خريجو كلية الحقوق 2023 في جامعة نيويورك الطالبة اليمنية العربية فاطمة محمد لالقاء كلمة باسمهم، التي هاجمت فيها الرأسمالية الأميركية المتوحشة ودولة الاستعمار الصهيونية وانتهاكاتها وجرائم حربها ضد أبناء شعبها الشقيق في فلسطين، مما اثار زوبعة هائلة من التحريض على الطالبة البطلة، نموذج المرأة العربية الشجاعة والنبيلة، والمؤهلة للتعبير عن هموم وشجون كل الشعوب المضطهدة في العالم بما في ذلك الشعب الأميركي نفسه، الذي استنزفتة امبراطورية الشر واباطرة رأس المال المالي، وهدمت كل القيم الإنسانية، واستباحت حقوق الانسان، والديمقراطية والعدالة الإنسانية. رغم ادعاءها ليلا نهارا "انها المدافعة عن تلك القيم" كذبا وتزويرا وتضليلا للرأي العام الأميركي والعالمي.
على اثر كلمة الطالبة الرائعة فاطمة محمد، ابنة اليمن السعيد، التي طالبت برفع الظلم عن شعبها اليمني، وعن شعبها الفلسطيني وشعوب الامة والإنسانية ثارت ثائرية المأجورين من السيناتورات والنواب، واتهموها ب"معاداة السامية" البضاعة الفاسدة والمفضوحة، واتهم النائب الجمهوري في الكونغرس، ريتشي توريس الطالبة، بانها تعاني مما اسماه "متلازمة التشويش المعادية لإسرائيل،" مستغربا ما حمله خطابها النموذجي بفضح جرائم الاستعمار الإسرائيلي. وبدوره قال الرئيس التنفيذي للمنتدى القانوني الدولي "أرسين اوستروفسكي"، إن جامعة مدينة نيويورك أصبحت "نقطة البداية التي تنطلق منها كراهية اليهودي في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة اليوم." وتابع دفاعه الممول عن إسرائيل اللقيطة بالقول "قد يتوقع المرء مثل هذا الخطاب في رام الله او لبنان، لكن للأسف اصبح من الصعب التمييز بين هذه المدن ومدينة نيويورك." وكأنه لا يجوز لاي مواطن أميركي التعبير عن موقفه السياسي، وفضح سياسات الإدارات الأميركية والدولة العميقة التي تتحكم فيها عائلات اباطرة رأس المال المالي وربيبتهم اللقيطة اسرائيل. لا سيما وان الطالبة ذات الأصول اليمنية العربية تحمل الجنسية الأميركية. وأضاف "بالنظر الى مكانة جامعة مدينة نيويورك كمؤسسة عامة، يجب إلغاء تمويلها على الفور، لانه من غير المعقول ان تتكفل أموال الدولة بمثل هذه الكراهية والتحريض العنصريين." هكذا قلب اوستروفسكي الحقائق، وطالب بحرمان الجامعة من تمويل الدولة اللا ديمقراطية، لانها تسمح بالتحريض على دولة الموت والجريمة المنظمة إسرائيل الصهيونية.
ومن جهتها وصفت شبكة "فوكس نيوز" اليمينية الأميركية الطالبة فاطمة انها "لا سامية"، أي انها "معادية لليهود". وهنا الخلط بائن ومقصود ومتعمد بين اليهودية والصهيونية، مع ان أي انسان يملك حدا ادنى من الوعي، يعلم ان هناك فرقا شاسعا بين اتباع الديانة اليهودية والصهيونية، ولا يوجد أي رابط بينهما، الا باغتصاب الحركة الصهيونية للديانة اليهودية واستعمالها لخدمة اغراضها واهداف سادتها في واشنطن ودول أوروبا الغربية. لكن فاطمة العظيمة حازت على اعجاب وتقدير زملائها الطلبة، ودعم قطاعات واسعة من المجتمع الأميركي الذي رفض الترهيب وتكميم الافواه.
في السياق التضامني، شهدت إحدى طائرات شركة "Ryanair" الايرلندية موقفا مشرفا من احدى المضيفات المتجهة من بولونيا الإيطالية الى تل ابيب يوم السبت الموافق 10حزيران / يونيو الماضي، حيث أعلنت عدة مرات في نداءاتها الموجهة للركاب باللغتين الإنكليزية والإيطالية قبل الهبوط بدقائق، ان الوجهة النهائية هي "فلسطين المحتلة" وعندما طلب منها الركاب تصحيح نفسها، رفضت المضيفة ذلك، مما اثار ضجة وهرج ومرج على متن الطائرة، واتهم بعض الإسرائيليين شركة "ريان اير" ب"معاداة السامية"، ودعوا الى مقاطعتها حتى يتم اصدار أعتذار مناسب. وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"
ومعلوم ان الشركة الايرلندية تسير رحلات جوية قرابة ال200 رحلة خلال الأسبوع الواحد، لان أسعار تذاكرها منخفضة، ولتجاوز الموقف، أعلنت الشركة، ان أحد افراد الطاقم المبتدئين في هذه الرحلة.. قال عن طريق الخطأ انه سيتم الهبوط في فلسطين بدلا من تل ابيب، مضيفة "كان هذا خطأ بريئا بلا نية وتم تصحيحه على الفور".
هذان الحدثين المتميزين، ورغم اختلاف شكل التضامن بينهما، لكنهما يؤشرا بقوة الى ان مكانة فلسطين تتسع يوما تلو الآخر في أوساط الرأي العام العالمي، وتتكشف الحقائق عن وجهي إسرائيل والولايات المتحدة ومن يتواطأ معهم بالقبح والعنصرية والوقوف المعلن خلف إرهاب الدولة، وتأبيد العملية الاستعمارية للأرض العربية الفلسطينية، ورفض عملية السلام والتعايش والتسامح.
شكرا للطالبة الفارسة العربية اليمنية فاطمة محمد، وشكرا للمضيفة الايرلندية، وشكرا لكل من سجل تضامنا مع فلسطين والشعب العربي الفلسطيني في كفاحه التحرري. وتضامنكم كان ومازال وسيبقى رصيدا أساسيا في انتصار فلسطين، وذات يوم قريب ستعلن مضيفة طيران "ريان إير" حقيقة الهبوط في مطار اللد الفلسطيني العربي.
[email protected]
[email protected]