وحدة.. آخر مرة؟!

بي دي ان |

14 يونيو 2023 الساعة 05:21م

الكاتب
شيء مؤسف أن لا يكون لدى الكاتب ما يكتبه للقرّاء سوى التشاؤم والسخرية من الأمل! فلا جديد ولا يحزنون، وعندما يأتي موعد الكتابة لا نجد إلا القضية المركزية التي ندور حولها: مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، كليل أمرئ القيس الذي لا ينجلي! 

دائرة جهنمية أدت إلى فقدان موضوعات وقضايا كثيرة أهم من هذه المهلكة الفارغة التي يدفعنا إليها هذا المخطط المصنوع بالتعمد.. كأنه أصابنا بحالة من الوسواس القهري، فلا نستطيع أن نطرده من أدمغتنا، أو نكتب بعيدا عن هيمنته وموضوعاته الفاسدة التي يطرحها لتبديد تركيزنا وزيادة تشتيتنا.

لن تصدق.. أن الوحدة بفعل السنوات الطين والقطران، والغموض. تكتسب ملامح جديدة، أخرجتها  من دائرة السياسة وأدخلتها دائرة الكوميديا... ستلاحظ ذلك من تعليقات الناس، وحتى  بعض أقطابها؟! وهي تعليقات مستخدمة فقط في الكوميديا وبخاصة الأنواع القاسية منها التي نسميها الكوميديا السوداء؟!

فبدأت كأنها مقاطع من فيلم ثقيل متواصل؛ والمسؤول عن تشغيل ماكينة عرض الأفلام الموسمية القبيحة الكئيبة والبشعة، بوصفه نصابا محلي لا يشق له غبار، يصر على أن يستمرالعرض؟! حتى زهدت في أفلام الكوميدية!! فنضحك ونبكي، فسبحان من أضحك وأبكى.

وهو أيضا حريص على تصدير المتاعب، لبني  وطنه؟! وهذا هو ما يفكر فيه الانقلاب دائماً...أي حكم انقلابي، عندما يصل إلى السلطة، يشعر بالخوف طوال الوقت، ويتوقع ضربة قادمة من مكان ما تطيح به وبانقلابه، كل هذا الخوف يصب في اتجاهين؛ أن يزعج العرب حتى يزيد في سبيل ذلك ميزانية التسول؟!


 والاتجاه الثاني هو البطش بخصومه في الداخل بكل قسوة؛ لقد حدثتك من قبل، أن نقل الذكريات الكئيبة للناس يشعر المرء بالاكتئاب، و لو إنه مسموح القول؛ ولكن بحدود .. أما هم فيعملون ما يشاءون بلا حدود؟! لقد ضيعوا وقت الشعب أونطة، فالمسرح السياسي متكلس منذ سنين، و على الخشبة ناس مدارية ورا القابها ومراكزها الحزبية، وعندهم اصرار مزعج علي السطحية والخردة السياسية، التي تتألف من مزيج غريب من الهراء والدهاء.

سياسية محيرة خارجيا ومربكة داخليا، ولا توجد الية لفهم هذا الحكم المبهم؟! فيتخذ منه البعض مدعاة للتكسب الرخيص، فكان له فى كل عرس قرص، وفى كل مولد حمص وكل طرف منهم ممسك بكلام معاوية بن أبي سفيان. وهو يقول" نحن لا نحول بين الناس و ألسنتهم ما لم يحولوا  بيننا وبين سلطاننا " وهذا هو حالنا اليوم. يا جماعة الخير، هناك مثل كويتي ظريف يقول: "لا تفرحين بالعُرس.. ترى الطلاق باكر"؟!.
لقد أصاب العمى قلبك و عمى القلوب لا دواء له!.