لا تكذب على نفسك

بي دي ان |

12 يونيو 2023 الساعة 03:47م

الكاتب
لليل نهار يردد: مصالحة لله يا محسنين؟!
قلنا في مقال سابق: يسعفني في لحظات الإظلام والتجارب غير مطمئنة، الأستاذ فهو مؤلف مسرحي يكتب الكوميديا  بأبسط قدر من الخيال والحسابات السياسية، في ظل تلك الظروف المجنونة العصبية التي تعيشها المنطقة، ولا تدفعه الرغبة في الربح، بقدر ما تقوده الرغبة في خوض مغامرة كتابة فقرات فكاهية بسيطة، وصنع الضحكات.

في نهاية الحوار السابق ،قال لصاحبه : لازم تعرف إن النخب بداية من بعض الأحزاب والجماعات و الشريحة العليا من أصحاب المراكز ، ومعهم بعض الساسة...كل هؤلاء معزولون تماما عن حياة ما يقرب من 90% من الشعب الفلسطيني ، وأبعد ما يكونوا  عن مشاكله الحقيقية في الداخل والخارج؟!

= إنهم بالطبع يعرفون ويسمعون عن المشاكل، ولكن دورهم الأساسي هو التغطية على هذه المشاكل والدفع بأولويات تناسب أوضاعهم وطموحاتهم الشخصية، والحزبية و الاجتماعية والطبقية، والفانتازيا السياسية التى عانينا منها كثيرا...خرافة وبلاهة! وبالتالي كل يوم يمر على الشعب الفلسطيني، فى ظل استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، وحالة الاستعباط ، والاستبعاد، و الاستقطاب، هو خصم من استقلاله وتاريخه ومكانته.

- في الحقيقة... أن القضية الفلسطينية في واحدة من أسوأ وأحط مراحلها التاريخية، من حيث الاحتلال، والمحارق، والحصار واستمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، والفقر والتخلف السياسي؛ والطبقية. والعنصرية الحزبية والدجل السياسي والخردة الفكرية، والتسول و"العبودية" بكل معانيها ومجازاتها. وتجري التغطية على ذلك بإبراز بعض القضايا  -للملهاة- وحرف الأنظار ، وتحويلها إلى صور ذهنية عامة، كمخطط الانقسام والخراب الصهيوني الملهاة الكبرى، والدائرة الجهنمية والثقب الأسود للقضية والشعب.

= أو اللجوء إلى عملية تضليل- حوار المصالحة- سيناريو الكذب المستمر، والمفروض بالأمر الصهيوني، من الماضي للحاضر؛ وسحبها على الواقع الراهن في عملية تضليل فكاهي، واسعة النطاق، يشعر بها المواطن العادي عندما يسمع ويرى تلك النتائج...حوارات وجوالات؟! ثم يخرج إلى الواقع ليفاجأ بالمسافة الشاسعة، وبأوضاعه الحقيقية بعيدا عن الحوارات الفكاهية، والتزييف والتضليل التي يقودها أولئك الذين ينصبون أنفسهم كأوصياء على 90% من الشعب الفلسطيني وكمتحدثين باسمه وهم في الأساس يتاجرون به وبأوضاعه لتحقيق مكاسب شخصية بحتة، حزبية واجتماعية وطبقية.

- قصر الكلام .. هذه المرحلة يمكن وصفها بكلمات عامة، ألا وهي مرحلة "التسول والعبودية".. وبعد ذلك يمكن أن نضغ كافة التوصيفات المذكورة أعلاه.. فلا تكذب على نفسك، فالكذب ... كأى سلعة أخرى لها فترة صلاحية بعدها يكف الناس عن سمعها، أو هضمها؟ فهمت حاجة حضرتك من هذه الجملة؟ هل هى تعنى شيئا محددا؟ هي أنك تتعرّض للاستغلال .. وبدون شفقة.و هو تعبير جميل غير  كاذب جملة وتفصيلا.