رسالةَ لفتح وحماس من قهر غيض لا أنين فيض

بي دي ان |

30 مايو 2023 الساعة 12:35ص

الكاتب
رسالةُ وطن المنسيين.. ما أنا إلا ناصحٌ أمين، هي رسالة قلب يبكي جهراً، وجبين يَصب عللاً، وعقل يفكر من جرحٍ، وشجون يتبعه سوارحٌ، وآهات تخرج جمعاً ونوابح تصدق قولاً، وعلياء أسقطت مستقبلاً، وبواكي نحبت دهراً، وأشجانٌ صدعت قولاٌ، تلملم جرحاً وتصبر عقداً وتنتظر خلاصاً من قطاع غزة المحاصر سراجا والمقهور عيشا والمنسي وجعا ووطن ضاع تهويدا وقسم حزبا.

أصارحكم حقاً وأصدقكم قولاً وأكتبُ لكم جهراً ولا أدعِ غير نصحٍ، شعبكم  يبكي ألماً ويصرخُ قهراً ويندب حظاً ويعيش فقراً وينتظر موتاً ويستصرخ وجعاً، يطلب حقاً ويستجدي عدلاً ويتحسرُ فزعاً ويتطلع إنتخابا لإختيار ممثلا له .

كنا شعبا موحداً جغرافياً وقراراً وحكماً، لم يكن الانقسام بيننا ولا الحصار واقع علينا ولا الظلم مشرع لنا ولا الراتب مقطوعاً من جوع دمع أطفالنا، ولا غزة منبوذة موازنة حكماً نكاية بحزبٍ، ولا الضفة علياء ترفرف فوق وجع غزة جهراً، ولا التفرقة مسلمات تحكمنا، غزة كانت مرتع وطن وبنك دماء تضحية وصوت رجولة ، عيالها حولكم ورجالها جندكم وكوادرها سندكم وصوتها قولكم ونبعها أصلكم، ووجعها وجعكم وجدعها جدعكم، تعاضدت معكم والتفت حولكم تساندكم ترفعكم، فاليوم أصبحت لا تحتمل منكم نسياً ولا تصبر تهميشاً ولا تحاصر تعنيفاً ولا تحاسب نكايةً جرم عقابا ، قتلت بصمتكم على دمعها ، تركتوها بنسيكم لها أفقرتموها بتهميشكم لها.

وخذوا من التاريخ عبرا، فهناك من يكتب التاريخ وهناك من يمر عبره وهناك من يصنعه وهناك من يحاسب فيه وهناك من ينفضح ذكرا به .

في زمن حكمكما أصبحنا حكومتين في جغرافيتين، منقسمين مناكفين متصارعين، جزء من الوطن محاصر وآخر مقسم متقطع مبعثر بروابط قرى يعيش .

القدس عروبة الوطن محتلةً مهودة من القلب مقتطعة من الجسد مختطفة بالجعير والاستنكار والرفض نتحركُ لا بخطى الراحل ندافعُ ، تركناها ببيانات نصدع ولصمودها نشجع ولتهويدها نقبع ولأهلها نهجأ .

في ظل حكمكما افتقر الفقيرُ واستفحل الغنيُ وتوسع المحتكرُ وتضارب القرار وأغتصب الحكم وألغى الحق وصودر المستحق  وفرض من هو من كتف المسؤول وحل التشريع وزاد كم القرار بقانون أضعاف ما شرع، وزاد الاستيطان والضم والحواجز وتقطعن الأوصال، وفقدت القضية هيبتها، وتراجعت بعد قيادتها للمشهد العربي والدولي خلفاً أميالا ، دون موقف يحسب ولا ردع يشهد ولا موقف يذكر .

ألم يحن الوقت بعد حكم وراثي جبري فرضي كولونيالي أن نعيش ديمقراطية صندوق افتقدناه وحق لنا منعنا منه، كل هذه السنوات ألم تكفيكم حكما أم أنها قدرا كتب علينا لتبقيكم حكما فينا تورث سنين عمرنا وتقهر إختيار حقنا .

هو حق لنا ومستحق بنا واستحقاق فينا، لا نمنعه ولا يمنع عنا، لا يصادر ولا يسقط فينا، فماذا بقي لكم وماذا بقي لنا من وطن بعد هذا، غير الشرعية التي نبحث عنها بلا تعطيل وبلا تسويف وبلا تعليل، بل بردها كما أتت بكم ، سلموا الأمانة لشعبكم خيرا لكم، لا ببقاء  في حكم يجلب ويلات ويزيد فجوات ويحمل آهات ويبقي انقسامات ويثبت عمق سلطات ويعلي رويبضات وتضيع في سندها هيبتنا وقضيتنا ووحدتنا، هي نصيحة من قلب فضيلة لا كلمات هزيلة سليقة تبحث عن منفعة بتسحيجة.

مغادرة حكم بتداول سلم وبخاتمة عمر ورغبة شعب وبعد يأس من جديد وفكر وتغيير عتيد، خير من بقاء بظلم ولعنة وضياع وتشرذم وثورة وإسقاط وخلع بصحوة .

يكفيكم حكم عقود وما نعيش من سقوط لسقوط ،ومن ضياع لضياع ومن إنهيار لانهيار ومن إفلاس لإفلاس ومن تهويد لاستيطان ومن ضم لارتهان ومن فشل لهوان ومن تعين سفارات لجلب أوهام ، ببيهاء فشلة أصنام , ناهيكم تقسيم الحركة الأم و سقطات المنظمة البثول لتصبح غانية الحثوم ، ناهيكم عن تعينات السفور وهدم بنيان الصقور. 

يكفيكم ما حكمتم وما جلبتم وما سطوتم وما قررتم وما بررتم وما فشلتم ، فنحن لسنا قدركم الأبدي ، ولسنا إنتقامكم المضني ولسنا بأعمار تنتظر صبرا تذهب سدا ترقم عدا تحتمل قهرا تعيش وجعا تصبر موتا... يكفيكم ما حكمت وما قطفتم وما وصلتم ويكفينا ما عانينا وما بكينا وما جوعنا وحوصرنا ودمرنا وفقرنا وبكينا وهجرنا .

اللهم إني بلغت فأشهد..