بعد تواصل الانتخابات بالضفة.. هل سيكون فعل ديمقراطي في غزة؟!

بي دي ان |

24 مايو 2023 الساعة 09:43م

المشرف العام
بعد ما يقارب عقدا ونصف نجحت أخيرا نقابة الصحفيين الفلسطينيين في عقد مؤتمر عام وإجراء انتخابات، حيث لم تفلح النقابة من قبل في عقد مؤتمر لها، وفي هذا الظرف والواقع السياسي المعاش لا يمكن انكار دور الانقسام الفلسطيني في عرقلة العملية الانتخابية بشكل أو بآخر، كما هو الحال حيث الانقسام (الذي يعززه كثر من أبناء هذا الشعب)، يلقي بظلاله على الحالة السياسية والإجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة تحديدًا. 

فمن الملاحظ أنه وعلى الرغم من أهمية الانتخابات بالنسبة للمواطنين وكونها حق من حقوقه التي لا بد من الحصول عليها، تماما كما هي واجب من واجباته التي لابد من تأديتها ليختار اشخاصا معينة تمثله في المحافل والأماكن المختلفة، وليشعر هذا المواطن بقيمته في إختبار من يمثله، لكن مع الأسف كتب البعض ممن لا يؤمنوا بالديمقراطية الانتخابية، كتبوا بدايات التشظي للحالة الفلسطينية بشكل عام. 

لقد جرت المياة كثيرا في الضفة الغربية - ومازالت - ولم تمر فترة قصيرة دون إجراء انتخابات في جامعة أو نقابة أو مؤسسة، ويتم احترام النتائج مهما كانت ولو فيها خسارة لحركة فتح، في حين لم تنجح مساعي من هم بالنقابات والمؤسسات ومجالس طلبة الجامعات لاجراء انتخابات في المحافظات الجنوبية "قطاع غزة" وعلى الأغلب تصل الأمور في نهايتها إلى القضاء والمحاكم، ولعل مؤتمر نقابة الصحفيين الأخير والذي تم تنظيمه أمس بعد صدور قرار محكمة بعقده "دون إجراء انتخابات كان خير دليل وشاهد".
 
تأخذنا الحزبية كثيرا وتعمي البصر والبصيرة أحيانًا أخرى، ويغفل البعض منا عن أن الانتخابات المفترض أنها عملية نزيهة ننتخب الأفضل والأجدر بالتمثيل والفعل وخدمة جمهور المنتخبين وليس فرصة للنزاع والثأر والعمل على إسقاط الآخر بشتى الطرق، الانتخابات المفترض فرصة لترتيب البيت والنهوض بالمجتمع ونشر الوعي وتعزيز دافعية العمل والانجاز ، خاصة في ظل احتلال يعزز انشغالنا بتوافه الأمور ويعزز صراعنا الداخلي ويعمل على تفتيتنا وسحقنا وكي الوعي الجمعي لدى المجتمع الفلسطيني، بعد عقود طويلة ما زلنا نفشل بجدارة في فهمنا الحقيقي للوطن ولحقوق الإنسان، نحن نتفنن بزج الشعارات في كل المناسبات والمواسم، وقد يصنع البعض حدثا ليستعرض بالقول ويغرق المواطنين بوهم بدا للجميع واضحًا، عقود مضت ومازالت أجندات خارجية ترسم لنا اعوجاج الطريق لنسير عليها مرغمين أو قابضون الثمن. 

بعد عقد ونصف احتفل الصحفي الفلسطيني أمس بعقد مؤتمره العام السابع بعد منغصات كبيرة عاشها، لكنه في النهاية فعل ونظم عرسًا وطنيًا في الضفة وغزة بالتزامن بحضور شخصيات فلسطينية كبيرة ووفود عربية ودولية شهدت نجاح المؤتمر وباركته.

انتخابات نقابة الصحفيين هي عملية ديمقراطية هامة جدا ومطلوبة في هذا التوقيت الذي يتم فيه رفع قضايا في محاكم دولية ضد العدو الصهيوني الذي تمادى وأوغل في قتل الصحفيين الفلسطينيين والاعتداء على المؤسسات الإعلامية، وقد كان لنقابة الصحفيين نشاطا وحراكًا في هذا الاتجاه لمعاقبة المجرم وملاحقته دوليًا، من جانب آخر كان للنقابة بصمة واضحة في تطوير أداء الكادر الاعلامي من خلال عقد مئات ورش العمل وعقد الندوات وغيرها من الفعاليات. 

في كل الأحوال الانتخابات هي عملية ضرورية لابد من احترام حق المواطن من خلال إجرائها، كما هو مطلوب وبشكل جلي، السماح لإجراء الانتخابات بالمحافظات الجنوبية كما هي في الضفة الغربية خاصة أنه بعد نهاية كل انتخابات تقف حماس وتشيد بنتائج الانتخابات في حال فازت، بالتالي عليها الاستفادة من الفعل الديمقراطي في الشق الثاني من الوطن كونها حكومة أمر واقع في غزة.