معركة ثأر الأحرار .. دلالات ومآلات

بي دي ان |

14 مايو 2023 الساعة 02:50م

الكاتب
دلالات ومآلات .. غرفة العمليات المشتركة في معركة ثأر الأحرار .. وحدة في العمل وحكمة في القرار وشراسة في الميدان وإنتقام لدماء القادة

معركة ثأر الأحرار والتي جاءت رداً على العملية الصهيونية الغاشمة بحق قطاع غزة في عملية أعلن عن إسمها "الدرع والسهم" قام من خلالها بعملية غادرة بحق ثلاثة من قادة أعضاء المجلس العسكر.ي للأسمر غنام والبهتيمي وعز الدين في ضربة فجائية مباغتة للمقاومة في فلسطين وخاصة لسرا.يا القدس عملت الضربة على تأجيج صدمة لدى سكان غزة.

عملية عسكرية صهيونية إمتدت لخمسة أيام بدأت من صباح يوم الثلاثاء الموافق حتى مساء يوم السبت الموافق الساعة 10مساءً أسفرت عن إستشهاد .. وإصابة وهدم 

بعد الضربة الموجعة التي تلقتها المقاو.مة في غزة عملت المقاو.مة على إستخدام تكتيك عسكر.ي جديد تمثل في إستراتيجية الصمت القاتل والذي إستمر لمدة 36 ساعة، عملت الإستراتيجية على شلل تام لثلث سكان دولة الإحتلال ردا صامتاً قوياً من غزة على عدوانها في دلالة على هيبتها وقوة صمتها مما إضطر العدو مرة ثانية في نهاية اليوم الثاني لضرب السكان المدنيين لإجبار غزة على الرد فكان رد المقاومة فوق المتوقع بضرب عاصمتهم وغلافهم ما يزيد عن 130 صارو.خاّ وبمحموع كلي فاق عن ما يزيد 1260 صارو.خ بإسم السرا.يا وبإسم غرفة العمليات المشتركة *مما أعطى هنا عدة دلالات هامة :

1- فشل تخطيط العدو بإستراتيجية الذئب المنفرد بالفريسة والذي يعمل على الإستفراد بكل فصيل على حدا ، وذلك من خلال وحدة المقاومة في غزة من خلال غرفة عملياتها المشتركة.

2- فشل العدو بضرب سرا.يا القدس حين ظن أنه بضرب صفها القيادي أنها ستنتهي وستتركها المقاومة بغزة وحدها . 

فكان الرد بإسم غرفة العمليات العسكرية المشتركة لفصائل غزة بوحدة قرار وتكتيك عميق.

3- دلت العملية على حكمة المقاومة وإقتدارها من خلال إستنهاض همتها وإستجماع قوتها وحسن تخطيطها وروعة إدارتها للمعركة وخاصة في بدايتها ودقة ضرباتها  وحسن إختيار توقيت ردها في إشارة ودلالة على تطور نوعي في أداء المقاومة في غزة بكل فصائلها.

4- حالة الوحدة الوطنية السياسية والعسكر.ية غير المسبوقة والتي تمثلت بالخطاب السياسي الموحد والجامع* وفشل خطة العدو الإعلامية ببث حالة الفرقة والحقد بين أبناء غزة وفصائلها وفشلت حربه النفسية بشكل كبير حيث عمل على بث مئات الشائعات وبشكل لحظي.

5- مدة المعركة وطولها لا يستطيع العدو الإفتاء فيها : فقد ييدأ العدو المعركة ويغدر بشعبنا كعادته .. لكن قدرة العدو على الحديث عن موعد إنتهائها أصبحت من سابع المستحيلات* وقد وقع في معركة ثأر الأحرار في فخ وقته ظاناً منه أنه سينهي العملية في يومين فقد دخل بمستنقع الإستنزاف دون سيطرة قيادته على الحراك إلا بشروط المقاومة.

6- فشل العدو بتحقيق أهدافه العسكرية والسياسية حتى مع عودة سياسة الإغتيالات .. حيث فشل في تحقيق سياسة الردع لغزة بكل المقاييس الأمنية والعسكر.ية.

7- فشل القبة الحديدية ومقلاع داوود بشكل واضح جدا خلال العملية على غزة مما سهل عملية رد العدوان الغاشم على غزة.

8- نجاح غرفة العمليات العسكرية المشتركة في غزة بإستراتيجيات وبخطوات عسكرية من خلال :-

- إدارة معركة ثأر الأحرار بتكتيت عسكر.ي جديد من خلال توزيع أدوار المقا.ومة وتوزيع الضربات الصار.وخية بشكلٍ عملَ على حالةٍ من الصدمة لدى القيادة الإسرائيلية.

- إستخدام تكتيك عسكري عمل على التحكم بشكل مميز بمدى وحجم الضربات الصار.وخية نحو المدن الإسرائيلية بشكل متقن بما يناسب المرحلة.

- إستراتيجية المعركة العسكر.ية بشكل عام عملت على إستنزاف العدو من بداية المعركة حتى نهايتها تبين ذلك من خلال الصمت القاتل للعدو في بداية الضربة على غزة حين شُل الكيان وأصبح ينتظر ويطلب رد غزة على عدوانها ، وأيضاً من خلال إدارة الضربات بما يمكنها من إستمرار المعركة لفترة زمنية طويلة.

- إستخدام المقاو.مة برامج تقنية متطورة عملت على التشويش الكبير في منظومة القبة الحديدية مما عمل على إنجاح الضربات الصارو.خية بالشكل الفعال في المدن الإسرائيلية وفشل القبة الحديدية في تصدي ضربات المقاو.مة في غزة.

وعودة للمعركة ومآلاتها ..

فإن العدو الصهيوني بعد إنتهاء معركة الخمسة أيام أيقن بحالة التطور  النوعي الكبير في دقة الإصابات للضربات الصارو.خية لمقاومة غزة وتحديدا سرا.يا القدس من خلال الضربات الموجعة والمؤثرة في غلاف غزة ووسطها مما شكل صدمة كبيرة وموجعة في الأوساط الإسرائيلية خاصة بعد ضرب العاصمة وغلاف غزة لعشرات الشقق  الإسرائيلية وهدمها وقتل وإصابة العديد منهم بعيدا عن ما أخفاه العدو عن الإعلام.

إن معركة ثأر الأحرار والتي جاءت رداً طبيعياً على إغتيال قادة السرا.يا والمقاومة وما أتبع ذلك من رد عسكري بتكتيك متقن طوال الخمسة أيام فإن ذلك عمل على كشف حالة الفشل الذريع لمنظومة الردع الصهيونية والتي كان يعول عليها كثيرا ضد الفصائل الفلسطينية في غزة مما شكل ضربة أمنية لتوقعاتهم خاصة بعد فشلهم في ضرب سرا.يا القدس بعد ضرب صفها القيادي بل وإستمرار حالة الإبداع القتالي للسرا.يا والمقاو.مة طوال الخمسة أيام بحسن التخطيط والإدارة والضربات والتوقيت والوحدة والإعلام في تميز إبداعي لرجال المقا.ومة في غزة.

معركة ثأر الأحرار الأخيرة بينت وبشكل كبير ولكل العالم جرائم الإحتلال بحق غزة من خلال عملية غدره العلني لغزة في بداية المعركة وأظهرت وحشيته الإجرامية تجاه الأطفال والنساء والشيوخ دون مراعاة لحقوق الإنسان ودون إنسانية تذكر وسط صمت عربي وإقليمي ودولي أمام جبروت الإحتلال وعدوانه تجاه قطاع غزة.

صورة العدوان أظهرت أيضا حجم العالم الغربي الظالم وهو يرى وحشية الإحتلال المجرم ضد غزة دون أدنى إنسانية ودون محاسبة دولية في جرائم حرب إرتكبها العدو الإسرائيلي  خلال حروب وعدوان متكرر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في كل أماكن تواجده مما يزيده بطشاً وعدواناً ضد الفلسطينيين.

لذلك ستطيع القول اليوم إننا أمام مقاومة شرسة تُؤَمَن على شعبنا الفلسطيني وعلى مقدراته والحفاظ على أمنه وحدوده والدفاع عن حقوقه المشروعة وعن سيادة مدنه والدفاع عن مقدساته وفلسطين بكل أماكن تواجدها .. لا تنكسر لعواصف العدو  ولا تركع لسياساته  ولن تفرقها محاولات العدو البائسة وستكون المقاو.مة للعدو في كل مرصد تكسر هيبته وتُمَزٍقُ دولته المزعومة وتركع أمنه وتطرده من أرضنا المحتل عمّا قريب بإذن الله تعالى.

- أبو الحسن المصري