وقف جرائم إسرائيل بالردع

بي دي ان |

12 مايو 2023 الساعة 11:31م

الكاتب
مضى على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أربعة أيام حتى الان، ولم تتمكن القوى العربية والدولية من وقف الجريمة الإسرائيلية الجديدة، التي أودت حتى الان بنحو 35 شهيدا، وقرابة ال100 جريح، غير جرائم جيش الموت وقطعان المستعمرين اليومية في القدس وباقي محافظات الضفة الفلسطينية. رغم التدخل المصري والقطري وبعض الأوروبي على خط التهدئة، بيد ان كل المحاولات باءت بالفشل، والاختراق الذي تم محدود جدا، لان حكومة الترويكا الفاشية تصر على ان تبقى طليقة اليد، والعصمة في يدها لتقرر وفق اجندتها الاجرامية متى؟ وكيف؟ وأين يبدأ وينتهي أي عدوان على محافظات الجنوب والشمال الفلسطينية؟ وترفض وجود اية قيود تحد من اعتداءاتها الوحشية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ومع ان المطالب الفلسطينية التي طرحتها حركة الجهاد الإسلامي تنحصر في قضايا مطلبية ولوجستية لبلوغ تهدئة مقبولة نسبيا، الا ان حكومة نتنياهو السادسة رفضت حتى الان الالتزام ببند وقف الاغتيالات لقادة فصائل العمل الفلسطيني العسكرية والسياسية، لانها لا تقبل تكبيل يديها ومخططاتها الاجرامية، وتحرص على ان تكون سيدة القول الفصل في المعارك كافة، وصاحبة الطلقة الأخيرة لآلة حربها، لتوحي لجمهورها الفاشي، انها حققت نصرا تكتيكيا في اغتيال اهم كوادر سرايا القدس العسكريين، ولم تلزم نفسها باية تعهدات لوقف برنامجها العنصري التطهيري العرقي، حتى تواصل استكمال مشروعها الكولونيالي ضد الشعب الفلسطيني وقواه الحية.
رغم ان حكومات إسرائيل المتعاقبة لم تلتزم يوما باية تعهدات او مواثيق إقليمية او دولية وقعت عليها، ونكثت بكل الاتفاقات المبرمة مع الدول العربية عموما والقيادة الفلسطينية خصوصا، لان الولايات المتحدة الأميركية وقفت خلفها، ودعمتها دون تردد في كافة المحافل الأممية، وقدمت لها الدعم اللا مشروط، وكالت بمكيالين، وبمعايير مزدوجة دون ان يرف لها جفن. الا انها (إسرائيل) رفضت هذه المرة بعنجهية وغطرسية عنصرية الزام نفسها باية شروط فلسطينية، انطلاقا من اعتقاد ساد في أوساط الكابينت المصغر، ان العدوان على قطاع غزة حقق أهدافه، وبالتالي لا داعي للعجلة في الذهاب لهدنة تشي بغير ما تشتهي رياح سفن الحكومة الفاشية.
وبالاختلاف مع رؤية الائتلاف الحاكم في تقييم نتائج العدوان البربري، فإن الرأي العام الإسرائيلي بمختلف مشاربه يرى ان الهجوم الوحشي على قطاع غزة لم يحقق النتائج المرجوة. كما ان المعارضة، رغم انها صفقت لجريمة الحرب الجديدة لحكومة الترويكا، وباركت نتائجهاـ الا انها دعت بلسان لبيد لوقف العدوان، وتوقيع اتفاقية هدنة جديدة. لانها تعتقد ان استمرار المعركة وسقوط ضحايا من الأطفال والنساء قد يقلب الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، كما انها تعتقد ان اذرع المقاومة تمكنت من استعادة زمام الأمور، وخرجت من حالة الارباك والتعثر سريعا، وتجاوزت بسرعة حالة الصدمة، اضف الى انها تريد مواصلة معركتها ضد نتنياهو وأركان ائتلافه، ولقطع الطريق على مخططهم في تضييق الخناق عليها.
بعيدا عن القراءات المختلفة لنتائج جريمة الحرب الإسرائيلية الجديدة ضد قطاع غزة، فإن قيمة واهمية أي وساطة عربية او اممية تكمن في قدرة وثقل أي دولة تطمح لوقف العدوان الإسرائيلي. لان الحكومة الإسرائيلية القائمة لا تعير اهل النظام العربي أي أهمية تذكر، وتعتقد ان دخول دول أوروبا على خط الهدنة لا يختلف كثيرا عن الدول العربية، وبالتالي تحاول استخدامهم والضغط عليهم، ليقوموا بالضغط على حركة الجهاد الإسلامي للتخلي عن شرط وقف الاغتيالات، ومنحها ورقة رابحة أمام الشارعين الفلسطيني والإسرائيلي بشقيه العام، والخاص اليميني المتطرف والحريدي الأرثوذكسي. الا ان قيادة الجهاد ترفض منح نتنياهو اية إنجازات، ولا تقبل اية إملاءات لوقف الهدنة، رغم ان حركة حماس تمارس الضغوط الهائلة علي زياد النخالة وأركان قيادته للقبول بالهدنة المطروحة، الا انهم رفضوا ذلك.
وارتباطا بما تقدم، فإن أي طرف يريد ان يلعب دور الوسيط، عليه ان يكون مؤهلا للجم نزعات إسرائيل الوحشية، وفرض هدنة متوازنة بالمعنى النسبي، والحؤول دون الخروج عما يمكن الاتفاق عليه. وبالتالي الطرف المؤهل الان هو الولايات المتحدة الأميركية، وليس أحدا غيرها، او انابة أي دولة من دول الإقليم العربي بعد ان تعطي الأوامر للقيادة الإسرائيلية للتوقيع على شروط الجهاد الإسلامي ولو مؤقتا، وكون ذلك القبول ينزع من أصابع نتنياهو كل اظافره، ويخرجه من مولد العدوان مع اقرانه سموتيريش وبن غفير بلا حمص، وفي الوقت نفسه يعزز موقع المعارضة بزعامة لبيد وغانتس، ويوقف حالة التوتر لبعض الوقت لحين توفر ظرف انسب لمواصلة الحرب على اذرع المقاومة في الضفة والقطاع والشتات على حد سواء.
بالمحصلة هناك ثلاثة عوامل تؤثر وتحدد زمن وقف العدوان الإسرائيلي الاجرامي، الأول التطورات في ارض المعركة؛ الثاني حجم الضغوط المحلية والعربية والدولية على كلا الطرفين؛ ثالثا التدخل الأميركي المباشر والزام إسرائيل بوقف حربها فورا. الساعات القليلة القادمة بالتأكيد تحمل في ثناياها الجواب.
[email protected]
[email protected]