بعد اغتيال قيادة المجلس العسكري.. هل ستتحقق وحدة الساحات ؟!

بي دي ان |

09 مايو 2023 الساعة 09:26م

المشرف العام
ليلةٌ داميةٌ عاشها المواطنون الآمنون في بيوتهم فجر اليوم الثلاثاء بفعل عدوانٍ إسرائيلي غاشم، حيث غارات حربية على بيوت الفلسطينيين والأسر النائمة، تمّ خلالها اغتيال عدداً من قيادات حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس إضافة إلى استشهاد عددٍ من المواطنيين الذين لاحول لهم ولا قوة.

عشرات الطائرات حلقت في سماء غزة والنتيجة كسابقاتها ضحايا من الأطفال (4) و(4) من النساء، كما أصيب أكثر من عشرين آخرين من العامة _في إحصائية غير نهائية_ .

إسرائيل كعادتها لا تبدي أي اهتمامٍ بأرواح المواطنين المدنيين خاصة في ظلِّ صمتٍ دوليٍ في الأغلب وانحياز لها في كثير من الأحيان، فوسط كلّ معركةٍ تشنها إسرائيل على الأبرياء الفلسطينيين لا يكون سوا بيانات إدانةٍ خجولة، مع العلم أن العالم يدرك أن ما تقوم به إسرائيل دولة الحرب هي (جرائم حرب) .

لا شكّ أنَّ الضّربة التي تلقتها الجهاد الإسلامي ليست سهلة حيث فقدت الحركة أبرز قادة مجلسها العسكري، وهي ليست الضربة الأولى، ربما في أقل من سنة، لكنّ في تاريخ وواقع الشعوب التي تقع تحت وطأة احتلال لا ينقسم ظهر الثوار بفقدان شخصٍ أو عشرة لأنَّ المقاومة والفداء تصبح سمةً للكثير من المواطنيين وإنْ كان قدرة وحجم التضحية تختلف من شخصٍ لشخصٍ، وقد عاش ومازال الشَّعب الفلسطيني يعتز بالشهداء ويسعى لها الكثير منهم، بالتالي تبقى روح المقاومة تنبض حتى زوال الاحتلال . 

في ذات السياق مازال الاحتلال حتى كتابة هذه السطور وبعد مضي ما يقارب عشرون ساعة على الحدث وهو ينتظر رد الجهاد الإسلامي على الحدث الدموي الغاشم ضدّ قياداته، ويشعر أنَّ عدم الرد يدخل في إطار الحرب النفسية فوفق بعض التصريحات الإسرائيلية يصفون أن عدم الردِّ أقوى وأصعب من الهجوم عليهم، وربما من المتوقع أن يكون هناك ردٌّ على ما حدث لكن السؤال الآن هو عن طبيعة الردِّ وموعده، فقد يختلف الردُّ هذه المرة فليس بالضرورة أن يكون الردُّ بالطريقة التقليدية المتعارف عليها كما حدث في مرات سابقة التي اعتمدت على إطلاق الصواريخ فقد يكون العمل فردي أو استخدام طرق أخرى تشفي غلَّ الذين تمَّ ضربهم بمقتل، ولعلَّ السَّاعات القادمة تحسم أمر الردِّ، ولا نعتقد هنا أنَّ تأخير الردِّ شيءٌ ينقص من أهمية الحدث أو قدرة الجهاد على الردِّ فربما كان تأخير الردِّ فيه من الحكمة والصواب، في كلِّ الأحوال سيبقى دائماً وأبداً وجود الاحتلال مبررًا مشروعًا لوجود المقاومين في أي دولةٍ وأيًا كان الاحتلال، وإنْ كان الشعب الفلسطيني يتحمل أعباء هذا الاحتلال ويدفع يوميًا أثمانًا باهظة من دمه وأبنائه وتفاصيل حياته في ظلِّ احتلال يقتل ويهدم ويعتقل وينغص حياة المواطنين ويسرق أراضيهم بممارسات وأساليب كثيرة مروعة يرتكبها ضدَّ المواطنين العزل . 

إذاً كلُّ الأطراف بانتظار ردّ حركة الجهاد الإسلامي وما إذا كان ستتحقق وحدة الساحات من خلال الرد ، وتوقيت وماهية الرد الذي أدخل آلاف المستوطنين إلى ملاجئهم قبل إطلاق رصاصة أو صاروخ واحد، وسيبقى الاحتلال ووجوده على الأراضي الفلسطينية سببًا رئيسًا في أنْ يكون هناك ضحايا ودماءٌ تنزف وأطفالٌ تستيقظ على فقد آباءهم وأمهاتهم، وشاب يفقد خطبته التي ينتظر زواجهما بعد أيامٍ..

مع الأسف رغمَّ كلِّ المطالبات والنداءات وكثرة الضحايا ووضوح الحقائق وضوح الشمس إلا أنَّ العالم والمجتمع الدولي مازال عاجزاً عن إزاحة وإنهاء الاحتلال عن فلسطين وإنهاء آخر احتلال ما زال جاثمًا على قلوب الفلسطينيين، يرمي بثقله على حياتهم وتفاصيل يومياتهم التي يقلبها الاحتلال اللعين رأسًا على عقب.

إذاً الساعات والأيام القليلة القادمة ستكون حُبلى بالمفاجآت وستقرر:  من الذي سيشارك؟ وكيف سيكون الردُّ؟ومن أين؟!